من أعلى الروج تجلَّى باعترافات إنسانية مفعمة بالصدق، تسلق شجرة الذاكرة محتضنا أفكاره ومشاعره ودمه ودموعه وابتساماته، ولم تسقط منه ورقة واحدة دون مكاشفة خالصة، قدم سيرته الذاتية فوق المذبح قرباناً لغفران الخطايا والأحزان ونال الميلاد الجديد.. كل هذا وأكثره وأقصاه مُوثق فى أحدث أيقوناته الأدبية «نصيبى من الحياة»، الصادر عن الدار
كنت قد وجهت نداءً عاجلاً من الزوج المصرى إلى كل زوجة مصرية أصيلة للالتزام بقواعد العشق الكروى عنده، وكتبت بنود الشوط الأول فى مقالتى السابقة واليوم أكمل بنود الشوط الثانى:
■ مشاهدة المباريات حق مكتسب وليست تفضلاً أو تنازلاً من جنابك، ولا يمكن مقايضتها بأشياء أخرى أو أعمال منزلية زى تمام ما بتتفرجى على مسلسلات تركى وأسبانى مدبلجة طول السنة،
يا أيها البشر والآلهة الذين في الجبال.. اسمعوا أنشودة إيزيس: «مصر المهيبة هي الوحيدة في الكون التي تلد النهار، ويركع الليل في حضرتها، مصر سيدة المشارق والمغارب والأرضين معًا، التي تهب الخيرات لملوك البلاد العُليا والسُفلى». وبحق أغلى اسم في الوجود نخاطب شعبها العزيز وقائدها الهُمام في أبهى بردية من ملوك وملكات مصر القديمة، هذا
كان فيه زمان قلبين الحب تالتهم، فردوا الهوا جناحين والدنيا ساعتهم، ضحكت لهم يومين وفى ليلة خانتهم، اتفرقوا الاتنين فى عز فرحتهم، وهكذا الحب من قديم الزمان بداياته مبهجة ونهايته مؤسفة، تعانده الحياة وتمزقه الأحداث ويغرقه المحيط فى بحر الظلمات، ومن بين قصص الحب المهزومة هو وهى، فى لحظة مكثفة حزينة، كتب كل منهما رسالة للآخر ولم تصل لكليهما، بل
انتبه قلبى لهذه الرسالة الإنسانية شديدة الخصوصية فى محتواها، وعظيمة العذوبة فى معانيها، وهى ليست مخاطبة عابرة يوجهها أب فى خريف العمر إلى ابنه الوحيد الذى هو فى مقتبل العمر، وإنما وصية تهز الكيان وتفتت الفواصل وتجدد الوصال، فيتدفق الأب قائلًا:
«ابنى الغالى، ها أنا قد أصبحت عجوزًا بهمومى، وغير منطقى فى تصرفاتى أغلب الأحيان، وقد وصلت
كثيرًا ما يجتمع أصدقاء العمر من كل المجالات وفى مختلف الطبقات حول مائدة مستديرة، على خلفية مناسبة اجتماعية أو جلسة عمل.. ودائمًا ما يغلف هذه اللمة الإنسانية فيضان من الكلام والتعقيب على الآراء المتبادلة بينهم، والتى فى الغالب يتخللها سيل من السب والقذف المتنوع على سبيل هزار الصحاب الرخم.. هكذا تكون قعدة العِشرة القديمة بلا حواجز أو حدود أو