"أنا كنت بحب بنت واستمرينا في العلاقة حوالي 5 سنين وبعد كده اتجوزنا ولكن زواج غير معلن لأن الظروف ماكانتش تسمح وقتها وفضلنا مع بعض سنتين وانفصلنا أنا فشلت وهي فشلت وبعدها انا ارتبطت واتجوزت بقالي حوالي ٨ شهور واحدة بنت ناس تقدر تفتح بيت وتكون أسرة وغير كده حبيتها.
كنت فاكر ان كده تمام لكن لاقيت اني لسه متعلق بالبنت الأولانية وشاءت الظروف وظهرت تاني اليومين دول وعايزة نرجع لبعض وانا فكرت ومرحب جدا لأني مرتبط بيها جدا وبينا عشرة سنين أنا للأسف تعبت من التفكير ومبقاش عندي طاقة ولا قدرة مع اني كنت أجمد من كده بكتير والله".
رسالة خبيرة العلاقات / عزة منير
أتفهم مشاعرك والتحديات التى تواجهها، واضح أنك تعاني من "تعلق" أو "ارتباط عاطفي قوي" بالفتاة الأولى رغم زواجك الحالي، وهذا إدمان يحدث بعد علاقة طويلة.
مبدئيا.. وجود مشاعر حب لزوجتك الحالية مهم جدا، لكن عليك أن تسأل نفسك، من خلال واقعك الحالي، أنت مع إنسانة بنت ناس.. تتحمل مسئولية بيت وأسرة، فهل ـ بميزان العقل ـ تعد حياة ممتازة؟ بالتأكيد، بميزان القلب.. أنت معترف بحبها.. لكن مشكلتك أن حبك القديم يطاردك!
ثانيا، زوجتك الحالية ليس لها ذنب أن تتحمل وزر علاقة سابقة، لترى بيتها وزوجها اللذين أخلصت لهما يضيعان من بين يديها من دون ذنب أو جريرة، فطالما حياتك مستقرة ولا توجد مشكلة مع زوجتك، فلا داعي لهدم بيت وظلم زوجة، وإعادة تجربة فشلت من ذى قبل.
المطلوب منك أن تبحث عن أسباب التعلق وتكتشفها وأن تدرك أن التعلق هو اقتناع العقل بأن سعادتنا الكاملة مع شخص معين فقط دون غيره وعندما نصل لقمة التعلق تُفرز في الدم مادة تسمى "الأوكسيتوسين" وهذا هرمون إدمان يزداد بالتفكير فكلما فكرنا بشخص ما زاد تعلقنا بيه وللتحرر من ذلك لابد من مقاومة التفكير فيه وتحديد أهدافك حتى تسيطر على هذه المشاعر المندفعة، وقاوم تفكيرك فيها حتى لا تصل لمرحلة صعبة من التعلق، حتى تعيش باستقرار وسلام، لأن لكل شيء ثمن، والحياة لا تعطينا شيئا مجانا.
اصنع لنفسك "خيال آخر" مع زوجتك الحالية، انشغل بها ومعها ببيتكما وحياتكما، حاول أن تشعرها باحتياجك لها أكثر، من دون أن تخبرها عن مشكلتك، ابحث عن سعادتك معها في طقوس تجمعكما معا، خروجة، سفر، عشاء في الخارج أو نوع من الطعام تجيد هي صنعه، لا تترك فرصة لعقلك للتفكير فى ماضيك.
المهم.. أن تكون صادقا مع نفسك، فقد انتهى وقت العاطفة من دون عقل، وحان وقت العقل، لأنك إذا اتبعت أهواءك.. فقد تفقد الاثنتين، فلا تقارن بين حياتك مع الزوجة الحالية والحبيبة السابقة، بل قارن بين حياتك الحالية في وجود زوجتك، وبين حياتك من دونها، فإذا لم تستطع التنازل عن وجودها معك، فلا تظلمها بالتعلق بإنسانة أخرى، لأنه يبدو أنك تبحث عن "الحسنيين".. وهو في حالتك هنا "الحب بالقلب والعقل معًا".. وهذا محال في زمننا، لكن بمرور الوقت، حتما ستصل للود وهو أقوى من الحب بطول العشرة ومرور السنوات مع زوجتك.
وفى النهاية القرار قرارك.
التعليقات