يحكم الحيوانات المفترسة التي تحيا على الأرض قانون واحد "أن تقتل قبل أن تقتل"، فالوحوش الضارية لا تعرف الرحمة، حياتها صيد دائم سواء منفردة أو في مجموعات، حيث تضرب إما بالقوة وإما بالمكر.
ويعد الأسد أول المفترسات قوة وبطشا، وهو من الثدييات من فصيلة السنوريات، ويعد أحد السنوريات الأربعة الكبيرة المنتمية لجنس النمور، حيث تُعرف الأسود بأنها حيوانات قوية وضارية ومحبة للسيطرة. ومع ذلك فهي حيوانات اجتماعية تعيش في مجموعات مترابطة تُعرف باسم "الزمرة".
ويُطلق على الأسد لقب "ملك الغابة"، ورغم أن الأسود لا تعيش في الغابة فعليًا، فإنها من الحيوانات عالية الافتراس في موطنها الطبيعي. وهذا يساعد في استقرار أعداد الحيوانات آكلة العشب مثل الجاموس، الظباء الإفريقية والحُمُر الوحشية، كما أنها تتغذى على أضعف الأفراد بالقطعان؛ ما يساعد في بقاء مجموعات الفرائس قوية وصحيحة.
كما يعد النمر أحد أنواع فصيلة السنوريات المنتمية لجنس القطط، لكنه يمتلك قوائم قصيرة نسبيّا، بالإضافة لجسد طويل وجمجمة ضخمة، وهو حيوان مفترس رشيق مختلس الحركة، ورغم أنه أصغر حجما من باقي الأنواع المنتمية لجنس النمور، فإنه لا يزال قادرا على قتل طرائد تفوقه حجما بأشواط بفضل جمجمته الكبيرة التي تحوي عضلات فك قوية جدا.
ويعد جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا موطن انتشارها اليوم بشكل رئيسي تقريبا، وبعض المناطق في آسيا الجنوبية والشرقية.
أما الـ "جاكوار" أو اليغور أو "النمر الأمريكي"، فهو حيوان ثديي مفترس، وهو أحد السنوريات المنتمية لجنس النمور، وثالث أكبر القطط بعد النمر والأسد، ويعيش في قارتي أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية.
وتعيش نمور الجاكوار في جميع الأراضي العشبية والغابات الاستوائية في قارة أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى، ويمكن العثور عليه داخل صحارى الجزء الجنوبي من أمريكا الشمالية "أريزونا" كما يمكن تحديد مكان تواجد الأنواع المنقرضة من جنس الجاكوار في العديد من مناطق آسيا وأوروبا وأفريقيا.
وحسب علماء الأحياء، فإن الجاكوار قد تطور منذ مليوني سنة.
وينتمي التمساح إلى أقوى المفترسات، فهو من أضخم الزواحف الحية، من فصيلة التمساحيات، له جسم طويل وأرجل قصيرة وذنب طويل قوي يمكنه من السباحة، وأسنان حادة يقبض بها على فريسته، ويوجد 12 نوعا من التماسيح، ومن الغرائب أنه لا يستطيع إخراج لسانه من فمه ويمكن أن تعيش التماسيح بضعة أشهر بلا طعام أو 3 سنوات في الحالات القصوى، لكنها تبقى حيوانات مفترسة لا ترحم.
بينما ينتمي حيوان الضبع لفصيلة الضَبُعِيّات، وهو من الثدييات التي تلد وترضع صغارها، ولا شك أنه حيوان مفترس، يخرج للبحث عن طعامه ليلاً منفرداً أو ضمن مجموعة، وهو من الحيوانات التي تعتاش على أكل الجيف وبقايا صيد وفرائس الحيوانات الأخرى، لذا يُعدّ من الحيوانات القمّامة، إلا إنه يصيد بمهارة. ويتميز بقوة فكيه الهائلة، ويمكنه سحق العظام بأنيابه، وقيل إن الضبع يصطاد معظم فرائسه بنفسه رغم ما يعرف عنه من أنه آكل للجيف.
وهناك حيوان آخر يعرف باسك "كوجر"، أو أسد الجبال، حيوان مفترس قادر على مطاردة فرائسه والكمن لها، وهو يفترس أنواعاً كثيرةً من الحيوانات، ومصدر غذائه الرئيسي هو الحافريات كالأيل والإلكة والموظ وكبش الجبال الصخرية، كما يصطاد القطعان الأهلية والخيول والخراف.
ويشتهر أسد الجبال بأسماء عديدة، بسبب مناطق انتشاره الواسعة، وهو يدخل في الكثير من أساطير الأمريكيين الأصليين وحكاياتهم وكذلك في الثقافة المعاصرة.
أما الفهد أو النمر الصيّاد، فهو نوع فريد من فصيلة السنوريات، يتميز بسرعة فائقة لا ينازعه فيها أحد من أبناء فصيلته ولا أي نوع آخر من الدواب، وبذلك فهو يعتبر أسرع حيوان على وجه الأرض، إلا أن تلك السرعة الفائقة يقابلها ضعف بنيوي كبير عند المقارنة بأنواع أخرى من هذه الفصيلة، إذ إن تأقلم أجساد هذه الحيوانات للعدو جعلها نحيلة لا تقوى على قتال الضواري الأكبر حجمًا والطرائد الأضخم قدًا.
ويجمع حيوان الذئب بين نوعين من الحيوانات البرية الآكلة للحوم البرية، وهما الذئب الرمادي المعروف وأكبر عضو في عائلة الكلب، ويسكن في مساحات شاسعة في نصف الكرة الشمالي، والنوع الآخر هو الذئب الإثيوبي أو الحبشي الذي يسكن في مرتفعات إثيوبيا.
ويتواجد ما يقارب أربعين نوعاً فرعيا من الذئاب وفقاً لنظام المعلومات التصنيفي المتكامل.
وتصنف "الكلاب البرية" التي تعيش في إفريقيا أرض الوحوش الضارية بأنها واحد من أشهر المفترسات الجوالة في سهول السافانا الإفريقية، ومن السهل التعرف عليها بفضل فرائها المزرقش الذي يساعدها في الاختباء جيدا.
وتصطاد الكلاب البرية فرائسها في مجموعات، وتتغذى على الثدييات مثل الخنازير وأنواع عديدة من الظباء، وتكمل غذائها من القوارض والسحالي والطيور والحشرات، وتستطيع الكلاب البرية مطاردة فرائسها لفترات طويلة، حيث تستمر في المطاردة لعدة كيلومترات بنفس سرعتها.
التعليقات