يزخر عالم الطيور بالكثير من الغرائب، وتعد الأسماك الطائرة من أغرب تلك الظواهر في عالم الأحياء المائية، ومعها البط الذي يمشي على الماء، والبطريق الذي يصنف في مساحة وسطى بين الأسماء والطيور، إذ اعتبره المستكشفون الأوائل نوعا من الأسماك.
وتضم عائلة الأسماك الطائرة من أكثر من مئة نوع، وتتواجد فى المناطق الدافئة، وتستطيع أن تقوم بقفزات تصل إلى ارتفاع 10 متر فوق سطح البحر ولمسافات تصل إلى 400 متر.
تستخدم تلك الأنواع من الأسماك التي تشبه "أسماك الرنجة" حيلة الطيران للهرب من أعدائها في الماء، فهي تضرب بذيلها في الماء يمينا ويسارا بسرعة تجعلها
تخرج من الماء، وعندئذ تفرد زعنفتيها الكبيرتين لتندفع خارج الماء على ارتفاع متر ونصف المتر، مندفعة بسرعة 30 - 40 كيلومترا في الهواء لمدة نحو 10 ثوان، وعند سقوطها إلى الماء تكرر الأمرة مرة أخرى، حتى تبتعد عن العدو.
وإذا كرر هذا النوع من الأسماء عمليات الطيران هذه ست أو سبع مرات، فغنها تقطع بذلك مسافة بين 300 و400 متر.
وعند رجوع السمكة الطائرة إلى الماء، فإنها تضم زعانفها الكبيرة نسبيا وتعوم بشكل طبيعي، ويعيش السمك الطائر على عمق بسيط تحت سطح الماء، ويتواجد في بحار المناطق الاستوائية، كما يشاهد أحيانا في مضيق جبل طارق في مناطق يكون فيها سطح الماء مستويا.
ويؤكل السمك الطائر في جزر البحر الكاريبي واليابان وتايوان والصين وفيتنام. ويستخدمه اليابانيون في تحضير طبق السوشي، كما أن بطارخه من المأكولات اللذيذة.
بط يمشي على الماء
بط يمشي على الماء
يعد مشهد البط الذي يمشي على المااء خياليا ومثيرا إلى حد بعيد، حيث يمشي البط ويتراقص في مجموعات على سطح الماء، ويسمى هذا النوع "Duck"، وهو اسم شائع لعدد كبير من طيور فصيلة البطيات، التي تضم البجع والأوز.
ويمتاز البط بقدرته على التكيف مع الحياة المائية، فلديه أرجل مجدافية تساعده في السباحة، وريش كتيم مطلي بمادة دهنية. ومنقاره مسطح ملعقي الشكل مسنن الحواف.
البطاريق المضحكة
البطريق
يُفتن البشر بالطريقة المضحكة التي تتمايل بها طيور البطريق في مشيتها، وكذلك بنمط حياتها المذهل. ولكن إذا ما نظرنا إلى هذه الكائنات بمزيد من الإمعان سنكتشف أن لها جانبا مظلما كذلك.
تفيد السمعة الشائعة عن البطاريق أنها لا تعيش سوى في المناطق الجليدية القريبة من القطبين؛ الشمالي والجنوبي، وأن كلا منها ينسج علاقة "حب" مع شريكه في التزاوج من الجنس الآخر تستمر مدى الحياة، كما يُشاع عن هذه الكائنات أنها توفر رعاية مُثلى لصغارها.
وأصبح العالم مهووسا بالبطاريق منذ القرن الماضي، فالبهجة تغمرنا بفعل تمايلها منتصبة على قدميها، ولرؤيتنا أذرعها الشبيهة بالأجنحة، لكن المستكشفين الأوائل ظنوا أن البطاريق ما هي إلا أسماك. ولكنهم سرعان ما تراجعوا عن ذلك، ليعتبروا أن هذه الكائنات تقف بوضوح في منتصف الطريق ما بين الأسماك والطيور.
التعليقات