كلما مرت السنين وأمتد الزمان تاركاً أقل القليل من بصماته في ذاكرتنا، متعللاً بآفة النسيان تارة ومستنداً إلى بقايا أحداث تبدو محفورة في أذهاننا ولكنها في غياهب النسيان ، في مثل هذا الحين ينعم علينا الحظ السعيد ببعض من الشخصيات المصرية المخضرمة التي عاصرت فترتين أو حقبتين من الزمان والتي لم تدخر جهدا بحفظ وتوثيق هذه الأحداث الهامة بأسلوب شيق
تقول إحدى نظريات الكاتب والفيلسوف الفرنسي سارتر "إن التقييم الحقيقي لأي فنان لايتحقق الإ بعد وفاته، فعندئذ تكون أعماله قد أكتملت، ويساهم كل عمل منها في إلقاء الضوء على الأعمال الأخرى".
أعتقد بما لايجد مجالا للشك أن هذة النظرية طبقّت ومازالت تطّبق بحذافيرها في مجتمعاتنا العربية إلا مارحم ربي وأتخيل أننا مازلنا نمتلك العديد من
هل من الممكن أن ينسج الكاتب واقعا نراه بأعيينا ونشعر به بكامل وعينا ومطلق حواسنا العقلية والفكرية دون أن نشعرأو نعي للحظة واحدة أنه لا فرق يذكر بين الخيال والواقع وأنه قد تم أنصهارهما في بعضهما البعض في سلاسة غير معهودة وغير متبعة بهذا الشكل السهل الممتنع، فبرغم واقعية الأحداث التاريخية والمثبتة في الكتاب المقدس بما لايدع مجالا للشك والمتضمنة
ليس من السهل أن تتحدث الكلمات لتنشىء فيضان من المشاعر والأحاسيس المرهفة التى فاقت الوصف وتجاوزت حدود الابداع حتى تلاشى الفرق بين الخيال والواقع.
لأجل هذا الاحساس المرهف وارضاء للقلب المرهق تناولت الكاتبة الواعدة مي حمزة في أولى رواياتها – لأجل تلك الليالي - عدة مواضيع قلبية أقل ما توصف به دفء المشاعر وصدق الاحساس وسلاسة المعنى
ناس كتير حوالينا بيحبوا يعيشوا فى اللامستقبل – وده مصطلح علمي إلى حد كبير - لأنك بتلاقي عندهم بصفة شبه دائمة شجن لكل مايرتبط بزمن الفعل الماضي ابتداء من قصص وحواديت عن تجارب وخبرات حياتية مروا بيها خلال مراحل عمريه متفاوتة سواء فى البيت أو المدرسة أو الشارع أو الحارة الي عاشوا وأتربوا فيها وحواليها وأنتهاء برفض التعايش مع زمن الفعل
مين يصدق أن الرواية التي حيرت العالم واتكتب عنها مقالات وأجريت حولها حوارات عديدة واراء متباينة بين رافض ومنتقد ومشجع أن عنوان هذه الرواية مستوحى من إحدى أغنيات الأطفال التى أشار اليها عم نجيب فى احدى رواياته "خان الخليلى" والتي تقول كلماتها التى كان يترنم بها الأطفال:
" ياولاد حارتنا .. توت توت .. انتو نصارى ولا يهود