ناس كتير حوالينا بيحبوا يعيشوا فى اللامستقبل – وده مصطلح علمي إلى حد كبير - لأنك بتلاقي عندهم بصفة شبه دائمة شجن لكل مايرتبط بزمن الفعل الماضي ابتداء من قصص وحواديت عن تجارب وخبرات حياتية مروا بيها خلال مراحل عمريه متفاوتة سواء فى البيت أو المدرسة أو الشارع أو الحارة الي عاشوا وأتربوا فيها وحواليها وأنتهاء برفض التعايش مع زمن الفعل المضارع وفي ديله المستقبل بالمرة وكأن عجلة الزمن قد توقفت في لحظه زمنية معينة ومش عاوزة تتحرك عندهم. غالبا والله أعلم - ولا أدعي معرفتي بأي شكل من الاشكال لعلم التنمية البشرية من قريب أو بعيد أو حتى الاستدلال بأي بيانات احصائية من مصدر موثوق او الاستناد لدراسة تمت على عينة أو فئة من الناس في مكان أو زمان ما لاسمح الله - ولكن المهم فى المعنى المقصود الي عاوز أوصلهولك أنك بتلاقي الناس اللامستقبليين دول بالمناسبة طيبين جدا وعندهم روح التسامح والعفو وكمان ممكن تلاقيهم محبوبين من بعض أو كل فئات المجتمع لأنهم ببساطة شديدة متهاونين في طريقة تفكيرهم وحاصرين دماغهم في زمن الفعل الماضي فمش هيعز عليهم أصحابهم الي حواليهم أنهم يعاملوهم بنفس الروح المسالمة دي بلا اي ارتباط ذهني بالمستقبل وسنينه.
وفئة أخرى من الناس عكس الفئة الأولى تماما تلاقيهم راميين الماضي وأفعاله وأحواله وهمومه وأحزانه وأفراحه وراء ظهورهم وراميين كل ماله علاقة بزمن الفعل الماضي في غياهب النسيان مش كده وبس بتلاقيهم مش فارق معاهم غير النظرة المستقبلية الثاقبة والواعدة لبكرة ولبعد بكرة ولبعد بعد بكرة والشهر الجاي والسنة الجاية والعقد القادم والجيل القادم ومش بعيد القرن القادم لو فالعمر بقية. هذة الفئة من الناس لاتكف عن التفكيرحتى في سباتهم العميق وممكن يبقى عندهم أرق ليلي من كتر الفكير ده اذا عرفوا يناموا أصلا الحد الأدنى لساعات نوم الشخص الطبيعي. الصفه المستقبيليه دي بيطلق عليها صاحب هذا الكتاب مايسمى بالأحباط الأنتحاري.
الكتاب الي بين ايديك بيقولك بكل صراحة ووضوح وسلاسة سيبك من الفئتين دول تماما وخليك في زمن الفعل المضارع وبس لا ماضي هيرجع ولا مستقبل تقدر تحطه وتشوفه قدام عينيك زي ماتحب.
قوة الآن أنك تحرر نفسك من عقلك. يعني ايه الكلام ده يعني بكل بساطة ماتخليش عقلك يستخدمك بل أستخدم عقلك أنت وده هو سر تعبنا وشقانا وحيرتنا التي لاتنتهي أنك فاكر أنك عقلك وبس فعملية المطابقة بينك وبين عقلك هي لب المشكلة ولكن لتجنب ذلك أخلق في عقلك ثغرة للتفكير لأن الفكرة لايمكن أن تتكون من دون الوعي ولكن الوعي لايحتاج الى تفكيروبااتالي فكر وكأن عقلك مش متابعك أو بيجري وراك.
الكاتب بيشير كمان لحاجة مهمة جدا الأ وهي أن مجرد محاولة المماثلة والمطابقة مع عقلك وذهنك بتخلق ستار وهمي وبتخلي الأفكار معقدة.
أنت لست رأيك فحاول أن تتحرر من نفسك عن طريقة تحررك من عقلك فالتفكير الدائم والمستمر وربطه بالعقل هو أساس كل الأالم وعدم التقدم.
لقد أصبح التفكير مرضا. مرضا يحدث عندما تخرج الأشياء عن الموازنة فعلى سبيل المثال عندما تعرف أن الخلايا تنقسم وتتكاثر في الجسم بالشكل الذي يحافظ على التوازن المطلوب ولكن عندما يستمر التكاثر والأنقسام بمعدلات متزايدة غير مستقرة عن المعدل الطبيعي للعضو عندئذ يحصل المرض.
لاتخلق الألم في الحاضر فليست حياة أي أنسان خالية من الألم والحزن ولكن الجزء الأعظم من ألم الأنسان من اختلاقه بنفسه طالما العقل غير المراقب يدير شؤون حياتك.
الأيمان بأن المستقبل سيكون أفضل من الحاضر ليس وهما دائما فقد يكون الحاضر مروعا تعيش فيه بصعوبة بالغة والأمور قد تكون أفضل في المستقبل من الحاضر ولكن كلاهما على الأغلب كذلك فلماذا تخلق نزاع وهمي بين حاضر تملكه ومستقبل لاتلم عنه شيئأ ؟
ياخذنا الكاتب لنقطة أعمق تتعلق بضرورة الصمت والتأمل فالصمت هو بداية ونهاية كل الأصوات فقبل أنطلاق الصوت كان الصمت سيد الموقف وبعد انتهاء الصوت لاتجد الا صمتا كما أن الصمت يحيط بالصوت نفسه وتركيز الأنتباه على الصمت الداخلي لدى الأنسان يجعله قادر على التخلص من الأفكار الزائدة التي ترهق ذهنه وتكمن الفكرة في التمكن من الوصول الى حالة من الاسترخاء وصفاء الذهن في فترات ومنية متقاربة عن طريق الجلوس في مكان هادئ في وضع استرخاء كامل والتنفس بعمق وهدوء وتركيز نظرك وكل أنتباهك على شيئ واحد فقط.
يخبرنا الكاتب أيضا أن قوائم وفواتير الغد ليست مشكلة أبدية وفناء الجسد ليس مشكلة المشكلة الأساسية تكمن حصريا في خسارة (الأن) فلكي تصبح حرا من الزمن عليك أن تتحرر من حاجة ماضيك النفسية لتشخيص هويتك وكذلك عليك أن تتحررمن المستقبل لانجازاتك.
ينتقل الكاتب لنقطة أكثر أهميه تتعلق بالهدف الجوهري لرحلة حياتك فعندما تكون في رحلة من المفيد أن تعرفالى أين تذهب أو على الأقل معرفة الأتجاه الذى تسير فيه ولكن لاتنسى الشيء الوحيد الحقيقي حتما حل رحلتك هو الخطوة التي تخطوها في هذه اللحظة وهذا هة كل المطلوب منك.
ميزة الكتاب أنك ممكن تقرأه من أي فصل ومش بالترتيب كمان ومن أي جملة او تعليق مكتوب تشد أنتباهك أو عينك تقع عليها وأحلى حاجة في الكتاب أنك في كل مرة تفتحه تحس أنك أول مرة بتقراه وعشان كده حاول تدوين بعض الكلمات أو الجمل الي عجبتك في هوامش مقدمة أو مؤخرة الكتاب هتحس انه كتاب جديد بيضيفلك جديد كل يوم.
التعليقات