ابتديت لوحدي، قافلة جدا على نفسي، معنديش شجاعة أبص على قلبي ََفي مراية.
طفلة صغيرة بمساحة متر تحتها، هي أرضها وأمان قلبها.
قعدت سنين ضوئية من غير صحاب حقيقيين، الأيام بتعدي عليا من غير ما اعرف أعيشها، حرفيا بتمر من عمري وكأنها تتسرب.
أحيانا قلبك بيبقى أضعف من إنه يشوف أو يحس أو حتى يحاول يفهم.
معقدة يعني؟
لا شديدة الحساسية وبطمن وانا مع نفسي بس.
مساحة الأمان كانت داخل قلبي فقط وهي آخر حدود دنيتي.
كنت بعرف افرح بس بطريقتي وجوايا، صحيح كان ناقصني كتير يخلي الدنيا ائمن، بس ده اللي حصل.
خدت سنين إبتدائي وحيدة للغاية، لحد ما بدأ يظهر لي أصحاب. عدد قليل جدا بس كانوا زي نسمة الدفا اللي بتخرج من الدفاية لما البرد يجمد أطرافك ويبرَد قلبك.
واستمرت معهم صحبة حلوة ندية لحد ما فرقتنا الأيام والكليات، لوقت.
ابتدينا نصاحب بقا؟ انفكت العقدة؟
خالص إتعقدت.. هيهه..
خدت سنين طويلة في كليتي من غير صداقة حقيقية، ليه مش عارفة؟
يمكن دراسة مُجهِدة أو يمكن أنا كنت مُجْهَدة.
المهم تزوجت..
وقلت يتبدل الحال..
متفرحش أوى محصلش جديد لفترة طويلة..
لإمْتى يعني؟
أدركت ببساطة أن الفاعل في جملة حياتي مستتر.
أنا لسه مجتش.. لسه نايمة.. مش حطاني في خطتي.
وبعدين بقا معاكي؟
استنى بس، أصل القصة حلوة ونهايتها سعيدة أوي، خلي نَفَسَك طويل.
المهم..
ابتديت لما شيلت مسئولية ولادي أشعر بأهمية الصاحب السند لهم، كان واجعني أن قلبي مش مسنود ومقدرتش أشوفهم ممكن يحزنوا زيي.
أصل احنا اتفقنا قبل كده ايه؟
فاقد الشيء يعطيه، بقوة وكرم وحب!!
الوحدة عن جد مُرة قاتلة.
وبدل ما كنت بدور لولادي على صحاب زيهم، بقينا ندور أنا وهما على جماعة.
فرزت ناس كتير وحطيت إستبيان في عقلي لمين زينا ومين قلبه معانا، مين بيحب وبيفهم لغة القلوب، ومين كان راكب في نفس مركبنا.
هنا "التارجت" كان الجودة فقط، أصل عدى من العمر كتير.
وبدأت خطة التنفيذ!!
وإذا بالقدر يفتح لي الدنيا على مصراعيها، وكأن كل حلاوة ومحبة الصداقة الموجودة على الأرض ارتمت تحت قدمي.
إنهَال عليّ عروض المحبة والسند والوئام. حاجة مفرحة أوي أوي.
وأخيرًا!!
إلتَصَق بي الأحباب، برابطة تنتهي بنا على أبواب الجنة.
طبعا مفيش شك أخذت كثير من الصدمات، بس مكنش عندي هدف أطول فيها؛ كنت محتاجة استمتع بنِعَمي.
بيتحاش رزقك سنين وتاخده كله مرة واحدة وكأنك لم تحزن يومًا وكأن ألمًا لم يمر يومًا ببابك، وكأن الصبر الذي نسمع عنه ينتهي دومًا فرجًا كما وعدنا الله.
بس فرج إيه؟ يا رب يعدي على كل السامعين. صُحاب دنيا وآخرة، ناس مش من الأرض!
نازلين من السما ظهر وعضَد وسند، فرحة وأمن وصُحبة، سَندة في الشدة وعند الوَقْعَة. والأقوى أثرًا، موجودين ليُرمموا ما أتلفه الزمن من عمري.
طب بتحكيلنا ليه الكلام ده؟
عايزة أقولك إنك مش لوحدك وإنك لو احتجتني أنا دايما جنبك، أصلي ارتويت وكُفيت وَوُقيت.
وعايزة أقولك حاجة مهمة أوي، لما الحزن بيخلص بتنساه، وتتحول طاقة الألم اللي كانت جواك لطاقة نور تِشوفَك النِعَم بيها.
مهما كانت بداياتك صعبة وقاسية، لازم تتأكد أن كل واحد هيعَدي بوجع، بس خلي دعوتك لنفسك إن اختبارك تعَدي بيه وأنت في قوتك، عشان تخرج منه أسرع.
وكما في الصداقة، تسير على شاكلتها الحياة.
ببساطة نحن نعيش تعساء لأننا نرفض رؤية مشاكلنا، مبيبقاش عندنا هدف وإرادة حقيقية نواجه التحديات اللي بتعدي على عمرنا.
لو تخيلت حياتك مجموعة من الحجرات عشان توصل لبر أمانك لازم تعدي عليهم كلهم؛ فلو حضرتك مفتحتش الباب واتحركت مفيش حاجة هتتغير في حياتك.
وتسألني دلوقتي أخبارك ايه؟
أقولك ربنا يديك زيي ويزيدك حتى تظن أن حزنًا لم يمر على قلبك أبدا.
إبدأ بدري أو حتى متأخر دايما الوقت هيسعفك؛ لأنك مخلوق عشان تفرح مش عشان تتجرع الوجع.
لمست في الدنيا معاني الألم مُعَرَفَة عند ناس كتير، لكن قليل من الناس من يتحدث عن حلول.
الحل دايمًا جواك، مش محتاج كورسات عظيمة عشان تنجح، محتاج تقعد مع نفسك وتطمنها وتساندها، محدش هَيقومك غير روحك ومَحدش هيحبك ضعيف.
الفطنة والذكاء من أسباب حلاوة المعيشة.
يعني فتح دماغك ومَتسيبش نفسك من غير ضابط قوي تعيينها بيه على السعادة.
في النهاية، كان كفاحا مُستحق لحياة أجدر اليوم أن أراها مبهجة.
التعليقات