ربما افترقنا لكن ما زالت كل الصباحات تبدأ من أجلك وما أزال أبدأ معهم أوربما قبلهم... عبث! توهمت أننى كنتُ قد تخطيت!! كيف تدرجت وانسلبت بكل هذا العمق؟!. يمكننى أن أكمل أعوامى وأنا أدقق بوجهك ولا عجب فى ذلك أنتَ شقائى الكبير..
الثانية عشر ظهرًا تهفو"أمل" مسرعة بمطار القاهرة الدولي تمارس إجراءات السفر المعروفة، تتنقل هنا وهناك
طقس أشبه بصقيع سيبيريا تحت ضوء سحابة رمادية تحمل بين طياتها أمطارًا رغم قسوتها تدغدغ الوجنات بحنو، وأنت!!.. هل سنظل كثيرًا نرنوبعضنا بصمت؟!.. أرى السماء ملبدة اليوم بالغيوم، ويا حبذا لو تأتي عاصفة هوائية تحمل بردًا يُحْدِث قشعريرة فأختبأ فيكَ حتى الصباح...
لا أعلم ما الذى ينتظرني وما هو آت؟!. برودة وصقيع كنتُ أتلذذُ حثيثهما الأمس لكني الآن
الدماء تسيل متناثرة بالمكان الموحش لاسيما الجدران المطبوعة بكف يد غارق بالدماء، وبين ذهول الأطفال ونظراتهم التى تتأرجح ما بين الخوف والانتظار وضحك الرجل الكبير عميق العينين كث اللحية ذو الجلباب الملطخة بالدماء فتظهر أسنانه المائلة كثيرًا للصفرة والتى تباعدت عن بعضها بمسافات هائلة، القائم بعملية الذبح، هناك صوت هادئ يتحدث:
لا تخافوا أيها
من كآبه الشئ الظاهرة أن يفتقر إلى المصداقية فغالبًا نحن من يصنعها من العدم، فمثلا حين تصغي إلى فلان غالبا ما تجده كثير الحديث قليل الأفعال واسع الخيال، على الأرجح مدعي ثقافة وإطلاع وأغلب الظن ستجده متحدث لبق فقط حين الحديث عن الآخرين، كأن "المندوب السامي البريطانى" عاد من جديد والويل كل الويل لمن خالفه و واجهه بحقيقة القول المنسوب،
إنّه ليس إشراقَ شمس، تأكدتُ بنفسي أنه إشراقُ وجهكِ حين أومأتِ إليّ، فأضأتِ كونًا بعتمتهِ ومضيتِ. هل تعلمين أنكِ تنثرينَ البهجةَ بكلّ أنحائي حين تبتسمين؟ تمامًا مثل هطول المطر في ليلة خريف سعيدة، يا بيضاء الثلج عمتِ صباحًا وأفضتِ نورًا يعانقُ كلّ الصباحات...
قد تكظم النفسُ أشياءً أخرى (فمن المعتاد أن صفة الكظم تكمن في الغيظ) مثل مشاعر ثائر
عودة إلى أربعينيات القرن الماضي، بالتحديد في شارع العطارين بحي الجمالية، أحد أهم أحياء القاهرة القديمة، كان الحاج حكيم يقطن بجانب محل عطارته. يفيق باكرًا، مستعينا بالله، يفتح دكانه العتيق المعبق بروائح العطارة والبخور والأعشاب التي تخالطها روائح الزمن القديم. لا شيء يضاهي أبدا أريج تلك الرائحة، إن شذاها وحده كفيل أن يشفى كل علات البشر. هناك،