متشوفش نفسك في المراية؛ شوف نفسك في عيون الناس. الناس هي أصدق معيار تحكم بيه على تصرفاتك. محدش بيشوف نفسه وِحِش، غصب عنك الأنا اللي جواك بتغلبك. أُخرج برة نفسك وبص عليك من بعيد.. كام واحد بيحبك بجد؟ كام واحد محتاج لك؟ كام واحد مستعد يشيلك على راسه عمرك كله من غير ما يزهق؟ إجابة السؤال ده لو أنت صادق مع نفسك ممكن تبقى صادمة ومذهلة.
باستغرب
أول غضروف جالي وأنا صُغيرة، كان عندي ٢١ سنة بعد ما خلفت ابني بشهور، وكان ده بداية تعَّرُفي على الألم إلى اليوم، الناس اللي جالها غضاريف في الفقرات القطنية فاهمة عنف هذا النوع من الألم، كان طبعًا لازم أعمل رنين والأجهزة زمان كانت من أيام الإنسان الأول.. كانت مغلقة.
أول مرة كانت تجربة قاسية؛ أنا عندي فوبيا من الأماكن المغلقة ودخلت تابوت
الدنيا بتوجعك بتخاف وتضيق عليك وتحس إنك محتاج تحط اللي ظلمك في سجن وتتأكد إنه ما بيخرجش منه؛ مش عشان يموت، لأ أبدًا والله فقط لكي يتوقف عن العبث بحياتك.
بتشوف نفسك عاجز عن المقاومة وتعبت وروحك على فوهة بركان. طول فترات الابتلاء في حياتنا بتخليها صعبة والعثرات المتتالية بتقطع نفس الواحد حرفيًّا وممكن تخلي الإنسان يكفر بالثوابت اللي
خرجت هائمة على وجهها لا تدري أين تحملها قدميها، تسري بأوصالها سيمفونيةٌ حالمةٌ ترجع معها إلى زمنٍ كانت تعرف فيه نفسها يوم كيف كانت أبيّة.
جلست أمامها زُرقة البحر يلفحها هواؤه ويداعب وجنتيها رذاذه بلا حرج، هنالك نادت عليها من أبعد نقطة تتلاقى عينيها فيها بشاطئ البحر وخرجت عليها في صورتها التي تعرفها، أين كنت جميلتي، لقد مر على لقائنا زمنٌ
أنت مش واقف على رجلك أنت واقف على قلبك، فعلى قدر وسعه قلبك حاتنور وينور مشوارك.
أقدامك حاتوديك ماطرح ما تحب لكن قلبك حايوصلك المكان اللي المفروض تكون فيه، فرق كبير بين أن ترى وأنت تمشي أو تُساق وأنت لا تدري.
طول الطريق حاتقابل أصناف من الناس فيهم الحنين وفيهم اللئيم ... ماتخافش من الطريق قلبك الحلو هو نجاتك الوحيدة.
خلي الرحله تستحق