الدنيا بتوجعك بتخاف وتضيق عليك وتحس إنك محتاج تحط اللي ظلمك في سجن وتتأكد إنه ما بيخرجش منه؛ مش عشان يموت، لأ أبدًا والله فقط لكي يتوقف عن العبث بحياتك.
بتشوف نفسك عاجز عن المقاومة وتعبت وروحك على فوهة بركان. طول فترات الابتلاء في حياتنا بتخليها صعبة والعثرات المتتالية بتقطع نفس الواحد حرفيًّا وممكن تخلي الإنسان يكفر بالثوابت اللي عاش عليها.
امتداد الظلم لو طال حبايب ليك بتبقى قرصة قلب، يمكن أنت تقدر تستحمل في نفسك بس في حبايبك بتبقى مفزعة. ساعتها انتقامك ممكن يبقي مدمر، هنا إلحق وادعِ لنفسك صبر وثبات وحكمة وتَرَوّي، لأن مَلْكِة قلبك هتبقى عسيرة.
كلنا بنحس إننا جامدين وده عادى بس فيه ثلاث أربع حاجات في دنيتك لو الناس اتكت عليك فيهم هتقابل وحش بيشيل في سكته الجميع.
متختبرش صبر الطيبين.. قَلْبِتهم حتعلم في وشك. لما القنبلة بتنفجر محدش بيحط لها حدود التدمير؛ أنت وبختك وعمرك.
إنها ليست دعوة للعنف؛ بل للرحمة بقلوب مهترِئة.
فيه ناس بتاخد صدمات مفاجئة في عمرها بتبقي كبيرة وتقدر تتجاوزها طالما المسافات بين الأوجاع تسمح بالشفا.
المرعب بقى الإنسان اللي قعدت كل يوم تنقر على راسه بأزميل مرتين ثلاثة. ده اتعلم الصبر لأن وجعه كان متحمله وأد إرادته وعلى المقاس اللي ربنا عارف إنه يستحمله.
الناس اللي من النوعية دي زي الجمل في الصبر والجلد بس طالت ولا قصرت، عرق الصبر بينقطع؛ بيدوب من طحن رحايا الأيام.
النتيجة الحتمية أربع كلمات:
"عفوا لقد نفذ رصيدكم!!"
يعني تبقى غبي لو اقتربت جانب ما يخص قلبي، رصيدك عندي خلص وتعاملي معاك مش هيبقى بنفس الوجه الذي تعرفه عني.
أنت أخذت فرصتك واهدرتها سنين.. ابتعد عن قلبي فما عدت تُري من خلالي، أنت بلا دور ولا مكانة أو وظيفة ولن تبقى في دائرة اهتمامي.
طب والجبل اللي أنا شايله؟ أنا حيلي اتهد.
هنا يجي دور إيمانك أنت، أد إيه حاسس إن ربنا كان ساند قلبك. كم العثرات اللي طلعني منها، الأيام اللي ظهري انكسر فيها وصَلَبَني فأقامني، وجع القلب اللي اتهون والدموع اللي ربنا جففها لي. الأماني اللي اتأخرت وجاتلك في أحسن وقت. العوض ثم العوض ثم العوض فيما لا يتحمله قلبك إذا فُقد.
مش كفاية زخرفة الطريق وحلاوة الصحبة ومتعة وأمان الوصول.
والله أخجلني عطائك يا الله. أنحني إجلالاً لرحمتك. أذوب خجلاً من عطايا غمرتني بها وجعلت الطريق شهيًّا وأجدر بالحياة بما جَعَلَني استطعم الرحلة ويذوب شهدها بين حنايا روحي.
يكفيني إلهي الاطمئنان الذي منحته لقلبي. يكفيني أن حجبت عني الجزع وطيبت خاطري عند الوجع وشددت أزري حتى بزغ عليّ فجرا، أيقنت كيف تخللت رحمتك لوريدي فكنت لي هاديًّا ولقلبي سراجًا منيرا.
سَنْدة ربنا بالدنيا وما عليها. مكنتش تقدر تكمل لولا الناس الفاخرة اللي ربنا وضعهم في طريقك.
عشان تخوض حرب محتاج تكون بتحارب على حاجة تستاهل، أصل فيه ناس خاضت حروبها وخرجت خالية الوفاض عوضهم يا الله بمأمن يغنيهم عن العالمين.
أنت محظوظ.
بص في حالك، الحلو والحاذق في بيوتنا بما يستحق امتداد الحمد.
فإلى أن يأتي يوم لقائي بك يا الله استودعك نفسي وقلبي ومن أُحب ومن به.. أترفق به ومن مر عليّ جميلاً وكان بقلبي رحيمًا وبهؤلاء الطيبين الذين ازدانت بهم دنيتي.
يا من لا تضيع بين يديه الودائع، اجعلنا بين يديّ رحمتك فلا نشقى بدنيا ولا تقهرنا آخرة، فإذا رأينا وجهك الكريم وبين يديك النعيم المقيم تشير إلينا بأن "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ".
التعليقات