هل هي صدفة؟!.. بالتأكيد هي إرادة الله أن يشهد شهر يونيو بعد 8 سنوات من ثورة 30 يونيو العظيمة إعادة الحسابات لبعض الدول التي ناصبت مصر العداء، خاصة قطر وتركيا، وفتح آفاقاً جديدة نحو بناء علاقات متوازنة، فهل يشهد30يونيو الجاري اللقاء المرتقب بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأمير القطري تميم بن حمد؟ إنها أمنية يتمناها كل مصري محب لوطنه ليجني ثمار صلابة الموقف المصري وقوته.
وجاءت دعوة الرئيس المصري للأمير القطري بزيارة مصر في أسرع وقت، لتؤكد أن المستقبل القريب سيحمل التغيير في العلاقات لما هو أفضل، حيث الدعوة بعد زيارة وفد قطري رفيع المستوى لمصر خلال الأسابيع الماضية، ثم زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري للقاء تميم بن حمد في قطر، وانعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب بالدوحة، ثم ساعات لنجد دعوة الرئيس السيسي لنظيره القطري.
والواقع يقول أن الأمة العربية لايجب أن تكون متفرقة وممزقة هنا وهناك، ولم يكن هناك أي مصري يتمنى ما وصلت إليه العلاقات المصرية القطرية بعد 30يونيو، ورغم اختلاف الأنظمة السياسية، إلا أن الشعبين المصري والقطري يحملان الحب لبعضهما البعض، لكن شاءت الأقدار أن نشهد صفحة جديدة نراها على الأبواب لبناء ووضع قواعد جديدة لعلاقات متبادلة أكثر نفعاً لمصلحة البلدين.
على الجانب الآخر، لم يكن الجانب التركي بعيداً عن المشهد، فالمسرح السياسي الآن يشهد عروضاً جديدة، ربما فرضتها المصالح المشتركة، وأنه لاسبيل أمام الجميع سوى التعامل مع مصر الجديدة وقيادتها السياسية الحكيمة، وأن الرهان على الفوضى أو التيارات الدينية أصبح خاسراً بلا جدوى، ومن ثم فشل كل المخططات ضد الدولة المصرية.
والحديث في الأخطاء والمغالطات ومخططات التشويه والإرباك كثيرة، ونحن هنا لن نتطرق إلى أخطاء الماضي بقدر ما نتطلع إلى تحديات المستقبل، والمصالح المشتركة، والتأكيد على أن مصر أجبرت الجميع على إحترام إرادة شعبها في ثورته بإسقاط نظام حكم جماعة الإخوان، والتخلص من التسلط الديني واستعراض قوة الجماعة في مواجهة إرادة الشعب حتى حسمت إرادة الشعب العظيم مصير الوطن.
وعشنا سوياً سنوات من القطيعة، وفترات صعبة كانت بالتأكيد لها أثرها السياسي على الاقتصاد بشكل كبير، وعلى العلاقات التجارية المتبادلة، وحالة الغضب من ملايين المصريين تجاه النظامين القطري والتركي لعدم تقدير الموقف في 30يونيو، رغم إحترام الشعب المصري لمصير الأوطان وعدم التدخل في شئونها الداخلية، إلا أن جاءت الأيام الماضية لتشهد جسوراً جديدة من التواصل، وأبواب التقارب يوماً بعد يوماً وصولاً إلى دعوة زيارة أمير قطر لمصر، والتأكيد على مساندة الدول العربية لبعضها البعض في مواجهة التحديات.
ولعل ما نراه يؤكد أن هناك العديد من الخطوات التي يجب تنفيذها قبل هذه الزيارة، وما يبعث الطمأنينة في نفوسنا هو أن رجال مصر المخلصين في وزارة الخارجية، والأجهزة المعنية لديهم من الحنكة والفطنة ما يستطيعون به العمل لصالح وطنهم الغالي، لتتويج نجاح الدبلوماسية المصرية على مدار سنوات من العمل والجهد للوصول إلى هذه النقطة، أو الأجواء التي نعيشها الآن.
لقد فرض الواقع أشياءاً كثيرة لم تكن في الحسبان، وجاءت المصالح المشتركة سواء في البحرالمتوسط أو في مناطق أخرى، لتضع الجميع في خندق واحد، وأنه لا سبيل أمام الجميع سوى العمل العربي المشترك، لكن ما يحدث يؤكد قطعاً بأن الطريق الذي اختارته إرادة المصريين هو الطريق الصحيح لتحمل الرسائل والدعوات واللقاءات الأخيرة بين الأطراف رسالة طمأنينة للشعب المصري والعالم بأن مصر بها قيادة سياسية ورجال مخلصين لهذا الوطن، فهل نرى صورة تجمع قيادات مصر وقطر وآخرين في ذكرى الثورة، أم في الثالث من يوليو أم ربما يكون ما في ذهني مجرد أمنية لمواطنة مصرية؟.
التعليقات