في الأيام الأخيرة تردد كثيراً في «الميديا» تعبير «الإساءة لسمعة مصر»، بعد عرض فيلم «ريش» في مهرجان «الجونة». أشهر هذا السلاح في البداية الفنان شريف منير الذي غادر دار العرض محتجاً بعد نصف ساعة، وتبعه آخرون، رغم أن أغلبهم لم يستكملوا مشاهدة الفيلم.
ولم تكن تلك هي الحالة الوحيدة؛ البعض قبل 30
كتبت، أمس وقبل إعلان الجوائز بساعات، أنى غير موقن بحصول فيلم (ريش) على جائزة! أشرت إلى بعض التجارب السابقة التى تتكرر فى عالمنا العربى، عندما يثار لغط حول فيلم أو نجم أو مخرج، قد تؤثر إدارة المهرجان السلامة، وتستبعده أساسًا من الترشيح، المهرجان تعامل مع الأمر باحترافية محافظًا على مكانته التى حققها فى دوراته السابقة، بقيادة المدير العام
أكتب هذه الكلمة قبل إعلان نتائج المهرجان، ولا أتصور أن الستار سوف يُسدل، هناك فصول عديدة ننتظرها.
هل يحصل (ريش) - الفيلم الذى أثار الزلزال ولانزال نعيش توابعه - على جائزة؟.. لا أدرى كيف حسبتها لجنة التحكيم، فى عالمنا العربى كثيرا ما تصل تعليمات غير مباشرة، مثلما حدث العام الماضى فى مهرجان القاهرة السينمائى مع فيلم (عنها)، الذى كان مرشحا
يعيش مهرجان (الجونة) تحت وطأة ظرف قاسٍ لاتهامات انهالت عليه، ولاتزال، تتشكك حتى فى انتمائه الوطنى، والجريمة التى يحاكم عليها أنه اختار فيلما مصريا اعترف به العالم وحصد أكثر من جائزة، لتنشط على الفور عند البعض نظرية المؤامرة الكونية ضد الوطن.
الحقيقة التى يلمسها كل من يتابع المهرجان أنه استحوذ على قسط وافر من الأفلام المهمة، إلا أن من سرق
هكذا كتبت فى تلك المساحة قبل نحو ثلاثة أشهر فقط، وكأننى أقرأ الغيب لما سوف يحدث، قبل تلك الضجة التى أثارها فيلم (ريش) بعد عرضه فى (الجونة).
كثيرا ما نهاجم السينما المصرية، تستوقفنا الحكاية ونردد السؤال المخزى الذى يتدثر عنوة بـ(سمعة مصر)، نقصد عادة أننا نسرف فى تقديم مشاهد بها تعاط وفساد وبلطجة وفقر، وغيرها، وكأننا نتاجر بالوطن، هل السينما
لا يجوز اختصار مهرجان (الجونة) فى فساتين النجمات ونتغافل عن الأفلام الحائزة جوائز عالمية، والندوات والورش والمعارض التى يُقبل عليها الجمهور، فإنه ليس من العدالة بسبب كلمة أفلتت من «السقا» أن نتغافل عن أحقيته فى التكريم.. إنه قطعا أحد أهم نجوم السينما المصرية فى الألفية الثالثة، تتويجه بجازة نجمة (الجونة) حق جدير به.. اعتذر السقا،