تصدرت كاليدونيا الجديدة تريند الأكثر بحثا على محرك جوجل، الساعات الماضية في مصر، بسبب أحداث الشغب في الأرخبيل الواقع جنوب المحيط الهادئ الخاضع لحالة الطوارئ، حيث فتح القضاء الفرنسي تحقيقاً، أمس الجمعة، بحق "المخططين" لأعمال الشغب احتجاجاً على إصلاح انتخابي طعن فيه ممثلو السكان الأصليين.
ما هي كاليدونيا الجديدة؟
هي تجمع خاص تابع لفرنسا يقع في أوقيانوسيا في جنوب غرب المحيط الهادئ على بُعد 1210 كم إلى الشرق من أستراليا وعلى بُعد 16,136 كم إلى الشرق من الأراضي الفرنسية.
تبلغ مساحة أراضي كاليدونيا الجديدة 18,576 كيلومتراً مربعاً، وبلغ عدد سكانها 268,767 وفقاً لتعداد أغسطس 2014. ويتألف سكان كاليدونيا الجديدة من مزيج من شعب الكاناك (السكان الأصليون لكاليدونيا الجديدة) وسكان من أصول أوروبية (من الكالدوش وفرنسيو الأراضي الفرنسية) وشعوب بولينيزية (هم في معظمهم من الواليسيين) وسكان من جنوب شرق آسيا، إلى جانب أقليات ترجع جذورها إلى الأقدام السوداء وجزائريي المحيط الهادئ.
استقر فيها البريطانيون والفرنسيون أثناء النصف الأول من القرن التاسع عشر، وامتلكتها فرنسا في 1853. كانت مستعمرة جزائية لأربعة عقود بعد 1864. عاصمتها نوميا. كان من المتوقع أن تحصل على استقلالها خلال الفترة من 2015 إلى 2019. ، لكن صوت أكثر من 96.50% ضد الاستقلال عن فرنسا في استفتاء اقيم في 2021.
في 24 سبتمبر 1853، استولى الأميرال فيفرييه ديبوانت رسمياً على كاليدونيا الجديدة بأمر من الإمبراطور نابليون الثالث، وأُسست مدينة بور-دو-فرانس (نوميا) في 25 يونيو 1854. ولم تكد تمر أعوام حتى أن استقر بعض المستوطنين الأحرار على الساحل الغربي.
صارت كاليدونيا الجديدة لاحقاً مستعمرة عقابية، ونُفي إليها منذ ستينيات القرن التاسع عشر إلى إيقاف عمليات النفي سنة 1897 قرابة 22 ألف مجرم وسجين سياسي. وقد قدرت نشرة الجمعية العمومية للسجون عدد المدانين الموجودين على الجزيرة في يوم 1 مايو 1888 بعشرة آلاف و428 مداناً، من بينهم 2,329 كان قد أُطلق سراحهم. ويعد هذا العدد أكبر عدد من المدانين احتُجز في أي مستعمرة عقابية فيما وراء البحار على الإطلاق.
قضى العديد من سكان كاليدونيا الجديدة نحبهم من جرّاء الأمراض المعدية التي جلبها الأوروبيون معهم كالحصبة والجدري، فهبط عدد السكان من الكاناك من 60 ألفاً في سنة 1878 إلى نحو 27,100 في سنة 1921، ولم تعد أعدادهم إلى الزيادة إلا في ثلاثينيات القرن العشرين.
تعد كاليدونيا الجديدة إقليماً فريداً من نوعه، تنتقل إليه السلطات تدريجياً من الحكومة الفرنسية. يتولى حكم البلاد مجلس إقليمي مكوّن من 54 عضواً، وكيان تشريعي يتألف من أعضاء ثلاثة مجالس إقليمية. ويمثل الدولة الفرنسية في الإقليم مفوض سامٍ، كما يمثل كاليدونيا الجديدة في البرلمان الفرنسي اثنان من النواب واثنان من الشيوخ. وقد بلغت نسبة إقبال ناخبي كاليدونيا الجديدة على التصويت في انتخابات 2012 الرئاسية الفرنسية 61.19%.
منذ سنة 1986، أدرجت لجنة الأمم المتحدة لإنهاء الاستعمار كاليدونيا الجديدة في قائمة الأمم المتحدة للأقاليم غير المحكومة ذاتيا. وقد عُقد استفتاء بشأن الاستقلال في العام التالي، إلا أن الغالبية العظمى ممن شاركوا في الإستفتاء صوتوا ضد الاستقلال.
كانت كاليدونيا الجديدة في الماضي جزءًا من قارة زيلانديا، ويُعتقد أن كاليدونيا الجديدة قد انفصلت عن أستراليا منذ نحو 66 مليون سنة، متجهة صوب الشمال الشرقي، لتصل إلى موقعها الحالي منذ نحو 50 مليون سنة.
اللغة الرسمية في كاليدونيا الجديدة هي اللغة الفرنسية، كما توجد فيها 33 لهجة ميلانيسية بولينيزية، وأهم المحاصيل الزراعية السائدة في كاليدونيا الجديدة هي البصل والكراث والفجل موجود بكثرة، ولها حوالي 25% من النيكل العالمي المعروف.
التعليقات