الإنسان بطبعه كائن عاطفي... مَنَّ الله عليه بخلقه في أحسن صوره خلقيه، وأحسن صورة تتماشى مع دنيانا عاطفيًا وعقلانيًا ... فخلق له الله في جسده قلب قد يكون متحكمًا ومسيطرًا وبشدة في أحيان كثيرة... ومن عظمة الأمر لهذا القلب وتحكماته .. قيل عنه أعظم الحكم، ولعل من أبرزها (من غلب عقله قلبه فقد نجا)...
تلك المضغة التي تتوسط الصدر، وينسب إليها كل
من أبشع وأصعب مدمرات العلاقات... كثرة النقد واللوم...
لأنهما في الأغلب ذوو تأثير صعب على الروح والعقل... لما يسببانه من ألم وإحباط وأحيانًا كثيرة شعور باليأس... سواء كان النقد على السلوك أو المظهر الخارجي أو حتى الأفكار والآراء...
فكله نقد...
إحساسنا الداخلي بالثقة بالنفس يتناقص تدريجيًا مع كمية ودرجه وأسلوب النقد... وكلما قرب الناقد
الإنسان كائن معقد يتكون من العديد من العوامل المؤثرة في شخصيته وسلوكه. ومن بين هذه العوامل هي الأفكار التي يسعى إليها والخلوات التي يمضيها مع نفسه. إذا نظرنا إلى التاريخ، فإن أشهر الشخصيات التي تركت بصمتها على العالم كانت تلك التي كانت تتمتع بعقلية عميقة وكانت قادرة على التفكير والتأمل في الأمور الدقيقة.
يعتبر التفكير العميق والتأمل في
الطيبة والتغاضي قوتان لا تقدر قيمتهما إلا عندما يتم تطبيقهما بصدق واستمرارية. فهما يعكسان نضج الشخصية والقوة الداخلية، ولا يستطيع الاستفادة منهما إلا من هم في ذروة القوة الروحية والعقلية. إنهما سمتان تتطلب تفكيرا عميقا وإدراكا دقيقا للعواقب والتأثيرات الإيجابية التي يمكن أن تخلفها.
الطيبة، على نحو عام، تتجلى في معاملة الآخرين بلطف واحترام،
احترام الذات هو مفهوم أساسي في عملية بناء الثقة بالنفس والتواصل الصحيح مع الآخرين. إذا قبلنا عيوبنا الخِلْقية التي لا تضر غيرنا، فإننا نقدر وبشدة جوانبنا الفريدة التي تميزنا عن الآخرين. لو اعتبرناها سمه من سماتنا الشخصية.
منذ القدم آمنت بالمثل القائل..(أحبب عيبك الناس تحبه).. ومن تلك اللحظة، وأنا لا أرى أي عيوب لنفسي إلا أقنعتها أنها إحدى
الحياة لها حركة متسارعة نحو عالم مجهول، ولا متناهي في الكبر، وربما هذا هو السبب الحقيقي في هذا العناء الذي يواجهه المرء في هذه الحياة، فالمجهول بالنسبة للبشر تحد لكل شيء. غير أننا على الرغم من معرفتنا المسبقة بأن قدراتنا محدودة وعالمنا الحقيقي هو داخلنا أو ما هو على مقربة منا... عالم صغير وليس كل هذا الكون المترامي، فإننا لا نختار الكيفية