(وجينا نبعد قالوا لنا نقعد / وجينا نقعد شدوا الكراسى).. تلك هى المشكلة، أننا حتى لو وافقناهم على كل ما يريدونه منا لمجرد تيسير الحال، فلن يتركونا فى حالنا، ففى اللحظة التى نهمّ فيها بالجلوس ح (يشدو الكراسى).
تذكرت هذه الأغنية للمطرب الشعبى الكبير أحمد عدوية، وأنا أرى بحسرة معاهدة الصلح أو الإذعان مع من وصفناها قبل بضعة أسابيع بـ(فتاة
قبل نحو 60 عامًا قدم المخرج عباس كامل، المظلوم فى تاريخنا السينمائى، فيلم (هـ 3)، بطولة رشدى أباظة وسعاد حسنى، عن رجل تجاوز الثمانين يتمرد على الزمن ويقرر العودة للشباب عن طريق دواء تم اختراعه اسمه (هـ 3)، ويكتشف العجوز أن إعادة الشباب لعنة تصيب الإنسان، وأن عليه مصالحة الزمن، ويعود فى نهاية الأحداث رجلًا عجوزًا، الفيلم حقق فشلًا ذريعًا فى
من أهم القرارات، التى أصدرها مؤخرا الرئيس عبدالفتاح السيسى، رعاية الدولة للفنانين وحمايتهم من العوز والحاجة، المبدع لا يقدم فنه ليعيش على أرباحه ولكن لنعيش نحن فى عالم أكثر رحابة وجمالا وإشراقا. على مدار التاريخ شاهدنا كيف تبدلت أحوال القسط الأكبر من الفنانين، ورأينا الورثة يتسولون شراء الكفن، وقبلها كانوا يمدون أياديهم لشراء ثمن الدواء،
(بيدى لا بيد عمرو)، هكذا شاهدنا وتابعنا أكثر من فنان وهو يشوه صورته الذهنية بخناقات وتجاوزات لفظية وحركية، بيده ولا ينتظر أبدًا عمرو.
الجمهور تابع فى العديد من البرامج تفاصيل حياة الفنانين، يسعى عدد منهم لإمداد الصحافة والفضائيات ببعض منها، ظنًا منه أن هذا يؤدى إلى زيادة مساحة الاهتمام والشغف الجماهيرى، وتحقيق (التريند) الملعون.
تغير
تتغير مواقع النجوم على الخريطة الفنية، وكثيرا ما يتم إعادة تفنيط «الكوتشينة»، وقد تتبدل الأحوال، بين القمة والسفح، وما نراه ثابتا، قد يتبدد فى لحظة، النجم الذكى هو الذى يتعامل باحترافية مع كل هذه المعادلات، يضبط موجته ودرجة حرارته، ولا يتشبث بموقع قد تجاوزه الواقع.
كانت القبائل القديمة تصنع آلهة من العجوة لتعبدها وعندما يستبد
أتخيل هذا النجم السينمائى وهو يستحوذ على أغلب الجوائز فى المهرجانات، قد قال فى لحظة صدق مع نفسه: (لا أريد هذه الجوائز، أنا أنتظر الإيرادات فى شباك التذاكر). كانت أفلامه بالمقارنة بزملائه تحتل ذيل القائمة، ومر زمن ولم يعد أحد يسند إليه دور البطولة، هكذا تضاءل مع الأيام أيضا رصيده من الجوائز.
يسعى الفنان للجمع بين الحسنيين، أقصد أن يقدم