كنخلةٍ صمدت في وجه الزمان
دبت جذورها في عمق الصحراء
ألقت ثمارها
شاخت....
جف جريدها
جف منها العطاء
ولم تلق براء
وجدتني.....
في داري الأولى
أتأمل سراب أمنياتٍ قديمة
أحلام تاهت بين السراديب
تبحث عن نقطة ضوء
لحنٌ مفقود
يتحسس صوت الريح
لا فرار.....
قد حضرت الذكريات
تضربني...
تثبتني....
النهاردة ابتديت أبص في المرايا
كنت نسياها من زمان
عاوزه أرجع البنت الحلوة بتاعة زمان
لا شعرة بيضا ..
ولا كسرة تحت العين تبان
وألبس زي ما كنت بلبس واظهر وابان
وأمشي وخطوتي تهز المكان
أنا قلبي لسه شباب صغير
ويمكن أصغر مما كان
لسه قادر يحب........ يفرح
يضحك لو شاف عيونك في المكان
النهاردة أبتديت ابص في
نصل حاد رفيع
لخنجر وردي اللون
بين أنامل صديقة
أسال الدماء على الطرقات
بطعنة نافذة في الظهر
وبهدوء شديد
وطأت الأقدام الدماء
وتأمل المارة
ذلك الجسد السائر بثبات
يحمل مئات الخناجر الملونة
بكل أطياف الغدر
ومازال نزيف الجرح
يروي الزهور على الطرقات
ومازال الشجر ينبت
من كل ندب
وأجنحة الفراشات
بين الجذب وبين الشد
حائرٌ أنت
بين أوردتي وشرايني
بين حديثي وبين الصمت
حاضرٌ أنت
في فكري وتكويني
وراء السور وخلف السد
غائبٌ أنت
رغم نداء ترانيمي
ورغم البعد ورغم الصد
مكابرةٌ أنا
والقرب منك يغريني
يا كل الهزل وكل الجد
عاشقةٌ أنا
وإن أنكرت وقدمت
ننزف على أرصفة العمر عمراً
حين يخبو الطريقْ
نقتات جرحاً تلو جرح
حين تبدو الحقيقة من جديد
نسقط في ذات البئر دوماً
ويأكلنا الحريقْ
نُكذب فينا صدق الرواية
ونخلق من الوهم رفيقْ
سيف الكلمات يذبح
دون رفقٍ
دون عذرٍ
دون ذنب جنته البراءة
في زمنٍ جعل من الحب إثما
ومن الغدر صديقْ
كل المعاني باتت عندي