أيها الصبح المسافر من الشرق إلى منتصف السماء
لن أشاركك اليوم المسير
تركت خلفك ليلة ماطرة
لم تشفى منها بعد وسادتي
سأظل في رحابها أواسي الدمع السخين
وأسأل الشمس عند الظهيرة
أن تلقي شعاعها فوق مخدعي
وحين يحل الغروب
سأرحل معه
ربما أعود غداً
وأشاركك
يأتي الشتاء محملاً بالغيوم
وتأتيني حاملاً عقداً من زهور الياسمين
تطوق عنقي بعطرك وتتعجل الرحيل
أراقب خطواتك من وراء بلور الشرفات
وأسمع حفيف أوراق الشجر اليابسة
تنسحق تحت الأقدام
أرى الأشجار العارية تعاني الأنواء
تتسلل برودة الجو إلى الأطراف
ألملم أرديتي، أشعل مدفأتي
وأطعم بأشواقي النيران
أطالع وجهك في كل
تقول أنك تعرفني
فماذا تعرف عني؟
أسمي ولقبي !
ربما محل سكني !
بيانات البطاقة سيدي
يعرفها الجميع
فدعني أسالك
ماذا تعرف عن حزني ؟
عن سنوات مرْت
بالفرح القليل
ماذا تعرف عن قلبي ؟
كيف انكسر وتألم
ولم يتعلم أن يصمد
ربما تعرف عَنْدي
فبين سطوري قد يظهر
لكن لا تعرف ضعفي
وكيف أخفيه وأهرب
لا تخدع
عاد برد الشتاء...... من جديد
الرياح تصفعنا..... نرتعش
نرتدي معاطفنا
وملابسنا الثقيلة
يبللنا المطر...... نرتجف
رجفة عاشق حين لقاء
وحين وداع
تلك الطرقات الخاوية
تشتاق العابرين
تلك المقاعد الخالية
تشتاق الجالسين
كل الفروع اليابسة
يقتلها الحنين
لثمار الصيف الناضجة
وهمس العاشقين
ورق الشجر
جميلتي
قولي لي ماذا ترتدين؟
من أي ألوان قوس قزح
جئتِ تخطرين
أراكِ يوماً كالسماء
على ماء البحر تعكسين
زرقة الفيروز
وبموج البحر
وبالأبيض تتجملين
ويوماً
أراكِ بين الياسمين
جورية بالأحمر تتألقين
وبين زهرات البنفسج ليلاً
ترقدين
تأخذين منها ثوباً
وبالصباح بخضار الزرع
تبدلين الثياب