قتل وتشريد وتجويع وإبادة جماعية مستمرة !!
بعد مضي عشرين شهرًا على بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لا تزال آلة الحرب الإسرائيلية تحصد الأرواح، وتدمر الحجر والبشر، وسط صمت دولي مخزٍ وتواطؤ بعض القوى الكبرى التي تكتفي بإصدار بيانات خجولة أو تبريرية.
خلال هذه الأشهر الطويلة، عايش الفلسطينيون في غزة أقسى فصول المأساة الإنسانية المعاصرة. فعدد الضحايا والمفقودين تجاوز المائة الف، أغلبهم من النساء والأطفال، فيما بات أكثر من مليون ونصف فلسطيني بلا مأوى، بعد أن سويت منازلهم بالأرض أو أصبحت غير صالحة للسكن.
الهجمات الإسرائيلية لم تميز بين هدف عسكري وموقع مدني، بل شملت المدارس، والمستشفيات، ومراكز الإغاثة، والمخيمات المكتظة بالنازحين. كما استُخدمت فيها أنواع متعددة من الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليًا، ما أعاد إلى الأذهان صور الإبادة الجماعية في مراحل سوداء من التاريخ الإنساني.
العدوان المستمر ليس مجرد حملة عسكرية، بل يمثل سياسة منظمة لإفراغ غزة من سكانها وإخضاع ما تبقى منهم بشروط الاحتلال، في انتهاك صريح للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف. وما يزيد من فداحة الجريمة هو الحصار المحكم المفروض على القطاع منذ سنوات، والذي تضاعفت آثاره الكارثية مع القصف المتواصل، ليشمل نقصًا حادًا في الغذاء والدواء والمياه والطاقة.
ورغم المناشدات الإنسانية والنداءات الأممية، تواصل إسرائيل تحديها لكل الأعراف والقرارات الدولية، وسط غطاء دبلوماسي أمريكي وغربي يوفر لها الحصانة من أي مساءلة قانونية.
إن مرور عشرين شهرًا على هذه المأساة الإنسانية دون وقف للعدوان أو محاسبة للمجرمين، هو وصمة عار في جبين الإنسانية، ودليل دامغ على انهيار منظومة العدالة الدولية، وازدواجية المعايير في التعامل مع قضايا الشعوب المضطهدة.
ولا تزال غزة، بجراحها المفتوحة وأهلها الصامدين، تنادي العالم الحر: أوقفوا الحرب، أوقفوا الإبادة، أوقفوا هذا الصمت المعيب !
التعليقات