منْ يمتلك تفاصيلنا يمتلك قلوبنا...
بل منْ يمتلك التفاصيل يمتلك كل شيء...
فتفاصلينا الدقيقة غير المحسوسة بالنسبة لنا أو للآخرين قد تقرر كل شيء وعندما تبدأ في السيطرة تختفي الألغاز والأسئلة مطلقًا وتفصيلًا...
فأستطيع أنْ ادْعي أنْ أعلى مراتب التفاهم وأكبر ضامن لاستمرار العلاقات يكمن في التفاصيل البسيطة التي قد يهمشها الجميع، ولكنها لب أي ميل عاطفي وأقوى رابط . فهي الانعكاس الحقيقي للاهتمام العميق والتفاني لاستمرار التواجد والحب والصداقه و السبيل الأهم لفهم الاحتياجات وإدراك الرغبات وبالتالي السعي لإيجاد آليات لتلبيتها...
فلو حاولنا النظر قليلًا لدواخلنا سنجد ذلك الشخص القابع المنتظر أنْ يفهم ... أنْ تُدْرَك جوانب شخصيته الفولاذية الظاهرة منها والباطنة بكل ما فيها من أغوار وما عاشته من ماضٍ وما تحياه في حاضرها وما تفكر به لمستقبلها. لتبحث عما تتوافق معه كيمياء العقل المدرك لها ادراكًا كاملًا ...
وسندرك وقتها أنَّه دون فهم تفاصيلنا وما نُخزنه منْ مشاعر تفقد الأشياء شغفها وروحها .
فقد تكون سعادتنا التي لا يفهمها الآخرون هي أبسط بكثير مما يرد على خيالاتهم... فقد تكون في ابتسامه لحبيب أو فنجان قهوة مع صديق أو قد تكون افتراش رصيف مع رفيق الروح...
ولأكون منصفه فاننا لا نصادف رفقاء الروح كثيرا وقد لا نصادفه البته ، هؤلاء الذين تجدهم يحدثوننا عن أشياء قد لا نعرفها نحن عن أنفسنا...يدركون معاني نظراتنا ومكنوناتها حتى لحظات لمعانها وقت الفرحة وانطفائها وقت الألم، لحظات الصمت بكافة مدولالاتها من غضب، سعادة، استياء، خذلان، ألم ...وهنا نرى أن كل الأشياء معهم مختلفة...
اجمالًا لتصل لقلب أحدهم فإن أقصر الطرق تكمن في فهمنا لأدق تفصيلة... ولكن تذكر أنه أقصر الطرق ولكنه أصعبها على الإطلاق... فمشاركة التفاصيل تعني التقبل والصبر والتأني لأنه طريق ملئ بالعقبات والآلام المشتركة......
وللتفاصيل في الجانب العملي من الحياه نصيب الأسد من المسؤوليه الكامله للوصول للأهداف، أكاد أجزم أن التفاصيل هي جذر شجره النجاح التي إما تنمو بصحة لتعلوا للسماء... أو تصاب بإعوجاج يستحيل استعداله...
فهي تعني الجودة والكفاءة والثقة وكمال النتائج مجتمعين... فالأخطاء الإملائية قد تؤدي لمعانٍ مختلفة فتغيرالرسالة، والتأكد من صحة المعلومات في قاعدة البيانات الخاصة بمشروعك الضخم قد تؤدي لنتائج عكسية لو تم إهمالها. وبالمثل أكواد البرمجة لأي برنامج وكيف سيستخدم من اهم تفصيلات تنفيذ البرامج...
فلو أردت أن تتميز عليك بالتفاصيل.
لو أردت أن تكون قائدا عليك بالتفاصيل.
لو أردت أن تكون عادلًا قويًا ذا رأي مؤثر عليك بالتفاصيل.
ومن هنا، فإن فهم التفاصيل والعمل على تحسينها يمكن أن يجعل عملك أكثر متعة ويساعدك على تحقيق أهدافك خصوصًا لو كنت قادرًا على ترجمتها إلى مهارات تحليلية... ولكن انتبه لتلك التفاصيل التي قد تسرق مجهودك ووقتك وهي معدومة القيمة، فلا تجعلها تشوش عليك روعة المشهد الأكبر. ولتكون نظرتك احترافية أيها اختار ليكمل المسيرة وأيها اترك في أول الطريق ولا أشغل به بالًا ...
فاستمتع بحياتك ولا تقلل من أهمية التفاصيل الصغيرة، فهي مثل حبات السكر، فوجودها من عدمه يحدد لذة فناجين قهوتنا، فيزيدنا عشقًا وغرامًا لها و لحياتنا.
التعليقات