يمثل تشابه الخطاب والرسائل الإعلامية لجماعات مثل الإخوان المسلمين وداعش في مهاجمة الجيوش العربية موضوعًا مثيرًا للاهتمام والبحث. وبالرغم من وجود بعض الاختلافات، إلا أن هناك الكثير من التشابه بين خطابات هاتين الجماعتين، وخاصةً فيما يتعلق التحريض ومهاجمة الجيوش العربية.
أولاً، يتميز خطاب الإخوان وداعش بتوجيه الانتقادات والاتهامات للجيوش العربية ولقادتها، والتشكيك في نواياهم وأهدافهم، وتصويرهم على أنهم يخدمون مصالح الغرب واليهود. ويستخدمون في ذلك اللغة العاطفية والتي تهدف إلى إثارة الغضب والاحتقان لدى المستمعين والمتابعين.
ثانيًا، يتشابه الخطاب الإعلامي لهاتين الجماعتين بتمجيد القتل والعنف والإرهاب، والتحريض على التمرد والانتفاضة ضد الحكومات العربية والجيوش. ويروجون لفكرة أن هذا العنف هو الطريق الوحيد لتحقيق أهدافهم وإقامة دولة إسلامية.
ثالثًا، يلتقي الخطاب الإعلامي للإخوان وداعش في نقطة تشويه صورة الدول العربية وتصويرها بأسوأ صورة ممكنة، وعرضها على أنها فاسدة وفاشلة، وأن الحكومات العربية والجيوش تفتقر إلى القدرة على حماية المواطنين وتوفير الخدمات الأساسية.
عندما غزت داعش العراق في صيف عام 2014، كان لديها خطاب إعلامي واضح أساسه العنف والتحريض والتشويه. وقد استخدمت داعش وسائل الإعلام المختلفة، بما في ذلك الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، لنشر رسائلها وتحريض أتباعها.
التشابه والإختلاف بين الخطاب الاعلامي لداعش والاخوان
خطاب داعش كان يعتمد على تصوير الحكومة العراقية والجيش العراقي بأنهم يخدمون المصالح الغربية، ويدعمون سياسات الاحتلال الأمريكي في المنطقة. كما اتهمت داعش الحكومة العراقية بالفساد والظلم، ووصفتها بأنها دولة غير إسلامية وغير شرعية.
بالإضافة إلى ذلك، استخدمت داعش خطابًا دينيًا متطرفًا، حيث دعت إلى تطبيق الشريعة الإسلامية بصرامة، وتصويرت الجهاد في سبيل الله كواجب على كل مسلم. وتوجه داعش دعوات لجميع المسلمين للانضمام إليها ودعمها في حربها ضد الحكومة العراقية والجيش العراقي.ومن الواضح أن هذا الخطاب الإعلامي لداعش كان يستهدف تجنيد المزيد من المقاتلين وتحريضهم على القتال، وتشويه صورة الحكومة العراقية والجيش العراقي في أعين العالم، وتحقيق أهدافها السياسية والدينية في المنطقة. مما ساهم في دخول التنظيم الى الموصل دون مقاومه ملموسة من الاهالي في الموصل.
تعتبر جماعة الإخوان المسلمين في مصر من أكثر الجماعات الإسلامية نشاطًا في المنطقة، ولديها خطاب إعلامي قوي ومتنوع يستخدم لتحقيق أهدافها والتأثير على المجتمع المصري. ولقد تم استخدام هذا الخطاب للتعبير عن انتقاداتهم ومعارضتهم للجيش المصري والحكومة المصرية. حيث يتميز خطاب جماعة الإخوان المسلمين بالتركيز على المواضيع الدينية والإسلامية، ويستخدم لتشويه صورة الحكومة والجيش المصري وتصويرهم بأنهم غير شرعيين ومنحرفين عن الإسلام الحقيقي. كما يتميز الخطاب بالاعتماد على الأسلوب العاطفي والمناهض للحكومة والجيش المصري، ويهدف إلى إثارة الغضب والاحتجاجات ضدهم.ويتضمن هذا الخطاب أيضًا دعوات للمظاهرات والاحتجاجات ضد الحكومة والجيش المصري، ودعوات للمشاركة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية لتحقيق مصالح الجماعة.
وتستخدم جماعة الإخوان المسلمين أيضًا وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع لنشر رسائلها وأفكارها وتحريض أتباعها.ويعرف خطاب جماعة الإخوان بإعتماده على العديد من التهديدات والانتقادات المباشرة ضد الجيش المصري والحكومة المصرية، ويتضمن دعوات للعصيان المدني والتحرك السياسي المناهض للحكومة.
بينما يعتمد تأثير أدوات داعش على مواقع التواصل الاجتماعي على عدة عوامل، بما في ذلك الطرق التي يستخدمها الإرهابيون للتواصل مع المتابعين والتأثير عليهم، ونوعية المحتوى الذي يتم نشره، وفيما إذا كان المتابعون مستعدين للتفاعل مع هذا المحتوى أو لا.
إحدى الطرق التي كان يستخدمها داعش للتواصل مع المتابعين هي استخدام شبكات التواصل الاجتماعي للتواصل مع الأفراد وتجنيد الجهاديين. وكان يتم ذلك عبر إنشاء حسابات مزيفة باسماء مستعارة، ونشر المحتوى المتطرف والدعاية لفكر الجماعة عبرها.وكانت أدوات داعش تستخدم أيضاً لنشر الفيديوهات والصور المروعة التي تظهر أعمال العنف والقتل والتفجيرات التي يقوم بها أعضاء الجماعة. هذا النوع من المحتوى يمكن أن يؤدي إلى زيادة الخوف والرعب بين المتابعين، ويمكن أن يؤدي إلى تأييد العنف والإرهاب.كما كانت أدوات داعش تستخدم للتواصل مع الجمهور عبر تطبيقات الدردشة المشفرة، مما يجعل من الصعب على السلطات التحقق من هوية المستخدمين وتتبعهم.يمكن لأدوات داعش أن تؤثر على المتابعين بطريقة سلبية، حيث يمكن أن يتأثروا بالمحتوى العنيف والمروع الذي يتم نشره، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تحريضهم على العنف.
الإخوان وشبكات التواصل
لا يمكن الحكم على جماعة الإخوان المسلمين بأنها تسعى إلى التوغل عبر مواقع التواصل الاجتماعي بنفس نهج داعش، وذلك لأن الإخوان تعتمد على استراتيجيات تواصل مختلفة وأدوات مختلفة لنشر أفكارها والتأثير على الناس.ومع ذلك، فإن جماعة الإخوان المسلمين تستخدم بشكل واسع مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل مع جمهورها ونشر أفكارها وآرائها، وذلك عبر إنشاء حسابات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي ونشر المحتوى الذي يعبر عن رؤيتها وأهدافها.
وبالنسبة للأرقام، فلا يوجد إحصائيات دقيقة بشأن عدد الحسابات الالكترونية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يمكن الجزم بعدد الصفحات الإلكترونية التي تخدم فكر الجماعة. ومن الصعب تحديد الأرقام بدقة بسبب عدم الشفافية في بعض الحالات.
وبالنسبة لدور الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين حالياً، فالأمر يعتمد على البلدان المختلفة والتحديات التي يواجهها كل بلد. ولكن على العموم، فإن هذه الجماعات تكافح من أجل تحقيق أهدافها السياسية والدينية، ويتم استخدام العنف والإرهاب في بعض الحالات لتحقيق هذه الأهداف.
استراتيجىة داعش والاخوان في الانتشار الاعلامي
تختلف استراتيجيات داعش والإخوان المسلمين في الانتشار الإعلامي في هذا التوقيت، حيث يركز داعش على إثارة الرعب والفزع بوسائل عنيفة ومروعة، بينما تعتمد الإخوان المسلمين على تحريض المشاعر الدينية والسياسية لجمهورها.
في الوقت الحالي، يركز داعش على استخدام وسائل الإعلام الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي، حيث ينشرون مقاطع فيديو وصوراً مروعة تظهر أعمال العنف والإرهاب التي يرتكبونها، مع تحريض الجماهير على الانضمام إلى صفوفهم. كما يستخدمون تطبيقات الدردشة المشفرة للتواصل مع مؤيديهم وتنظيم عمليات إرهابية.
أما الإخوان المسلمون، فيركزون في استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية لنشر رؤيتهم السياسية والدينية وتحريض جماهيرهم على دعمهم. كما يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعي للتفاعل مع جماهيرهم والتعرف على اهتماماتهم ومخاوفهم.
في الوقت الحالي، يشهد العالم انتشارًا كبيرًا للأخبار والمعلومات عبر وسائل الإعلام الرقمية، وتستخدم الجماعات الإرهابية كل الوسائل المتاحة لها للتأثير على الناس وتحقيق أهدافها. وعلى الرغم من أن الإجراءات الأمنية والتحقق والتصدي للمحتوى المتطرف قد تحسنت في السنوات الأخيرة.الا ان للجماعات المتطرفة طرقها في الاستمرار والانتشار.
الصورة الإعلامية للجيش المصري عند داعش والاخوان
تعتبر صورة الجيش المصري من الموضوعات المثارة بين تنظيم داعش وتنظيم الإخوان المسلمين، حيث يتم استخدامها لتحقيق أهداف سياسية وتحريض الجماهير ضد الحكومة المصرية. ويختلف تصوّر كل من داعش والإخوان المسلمين للجيش المصري على النحو التالي:
- تنظيم داعش: يصور الجيش المصري على أنه جيش يخدم النظام الحالي الذي يعتبره علمانيًا ويقوم بقمع الإسلام. ويحاول داعش تحويل الصراع في مصر إلى صراع ديني بين المسلمين والعلمانيين، وينشر مقاطع فيديو تظهر الجيش المصري وهو يرتكب أعمال عنف وانتهاكات ضد المدنيين الذين يشتبه في انتمائهم للتنظيم.
- تنظيم الإخوان المسلمين: يصور الجيش المصري على أنه جيش يخدم النظام الحالي ويقوم بقمع الإرادة الشعبية وتكريس الحكم العسكري. وينشر التنظيم مقالات ومنشورات تنتقد سياسة الجيش وتحث المواطنين على الاحتجاج ضده.
مصطلحات داعش والاخوان الأكثر شهرة بمواقع التواصل الاجتماعي
يستخدم تنظيم داعش وجماعة الإخوان المسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من المصطلحات الإعلامية الشهيرة والمكررة والتي تستخدم بغرض الانتشار وجذب الشباب، ومن بين هذه المصطلحات:
1. الدولة الإسلامية: تعني دولة الخلافة التي يطمح تنظيم داعش إلى إقامتها في المنطقة.وهي الدولة التي تجمع خصائص المدينة الفاضلة كما يصورونها لأتباعهم
2. المجاهدين: يشير إلى الأفراد الذين يقاتلون في صفوف التنظيمات المتطرفة.وينسب لهم الفضل في تحرير الأرض من المحتل ويقصدون بها الجيوش العربية العلمانية
3. الشهداء: يشير إلى الأفراد الذين يموتون في القتال في سبيل الجهاد، وتستخدم هذه المصطلحات لتشجيع الشباب على الانضمام إلى التنظيم.
4. الجهاد: يعني القتال في سبيل الله، وهو مصطلح يستخدم لتحريض الشباب على الانضمام إلى التنظيمات المتطرفة.
5. التكفير: يعني إعلان الكفر على الآخرين، وهو مصطلح يستخدم لتبرير قتل المسلمين الذين يختلفون عن الرؤية الإسلامية التي يتبناها التنظيم.
6. السلفية الجهادية: تعني الفرع السلفي الذي يؤمن بأن الجهاد هو واجب على كل مسلم، ويستخدم هذا المصطلح لتحريض الشباب على الانضمام إلى التنظيم.
7. الإخوان المسلمون: تعني جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبر واحدة من أكبر التنظيمات الإسلامية في العالم، وتستخدم هذه المصطلحات لتوسيع قاعدة الدعم الشعبي للتنظيم.
الأسس المعرفية لدى الإخوان و داعش
تختلف الأسس المعرفية لجماعة الإخوان المسلمين وتنظيم داعش بشكل كبير، حيث تتميز جماعة الإخوان المسلمين بأنها تنتمي إلى تيار الإسلام السياسي الذي يؤمن بأن الإسلام يجب أن يكون الأساس الفكري والثقافي والسياسي للدولة، بينما تنظيم داعش يؤمن بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية بصرامة وقوة ويروج لفكرة إقامة الخلافة الإسلامية العالمية.
ومن أساسيات البناء المعرفي لجماعة الإخوان المسلمين:
1. الدعوة: يؤمنون بأن الإسلام يجب أن يكون الأساس الفكري والثقافي والسياسي للدولة، ويعملون على إقناع الناس بقيم الإسلام وتطبيقها في الحياة العامة.
2. العمل الجماعي: يؤمنون بأن العمل الجماعي يمكن أن يحقق الأهداف السياسية والدينية الكبرى.
3. التعليم: يؤمنون بأن التعليم هو أساس النهضة والتقدم، ويعملون على تطوير مناهج تعليمية تتلاءم مع قيم الإسلام وتحقق التقدم والتطور.
4. التسامح: يؤمنون بأن التسامح والتعايش السلمي مع الآخرين هو أساس الحياة الإنسانية.
ومن أساسيات البناء المعرفي لتنظيم داعش:
1. الجهاد: يؤمنون بأن الجهاد هو واجب على كل مسلم، وأنه يجب تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية بصرامة وقوة.
2. الخلافة: توجد اختلافات كبيرة في مفهوم الجهاد والخلافة بين جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم داعش، وتظهر هذه الاختلافات بشكل واضح في رسائلهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
بالنسبة لمفهوم الجهاد، تؤمن جماعة الإخوان المسلمين بأن الجهاد يشمل الجهاد الشخصي والجهاد الدفاعي، ويعني السعي والجهد في سبيل تحقيق الإسلام وتطبيق شريعته في الحياة اليومية، ولا يرتبط بالعنف والإرهاب. بينما يرى تنظيم داعش الجهاد على أنه القتال العسكري في سبيل تطبيق الشريعة الإسلامية بصرامة وقوة، ويستخدمون هذا المفهوم لتبرير استخدام العنف والإرهاب.
أما بالنسبة لمفهوم الخلافة، فتؤمن جماعة الإخوان المسلمين بأن الخلافة يجب أن تكون ديمقراطية وتشاركية، وتتمحور حول مفهوم العدالة والمساواة وحقوق الإنسان، ويعتبرون أن تحقيق هذه الخلافة يتم عبر العمل السياسي والتعاون مع الأحزاب السياسية الأخرى. بينما يرى تنظيم داعش الخلافة كإقامة دولة إسلامية على أسس صارمة وقوية، ويستخدمون هذا المفهوم لتبرير إقامة الخلافة الإسلامية العالمية بقوة وعنف، ويروجون لفكرة الجهاد العسكري لتحقيق هذا الهدف.
المصادر
هناك العديد من الكتب التي تتحدث عن الكتائب الإعلامية لجماعة الإخوان المسلمين وتنظيم داعش، وكذلك تتحدث عن أفكارهما وتياراتهما الفكرية، ومن بين هذه الكتب:
1. "الإخوان المسلمون والسيطرة على الإعلام" للكاتب صلاح الدين عثمان.
2. "الإخوان المسلمون والإعلام: تاريخ وراهنة" للكاتبة آمال الرفاعي.
3. "داعش: تحليل للفكر والمنهج والإستراتيجية" للكاتب حسن حسني.
4. "داعش: تاريخها، فكرها، إستراتيجيتها" للكاتب جمال عبد الله.
5. "الحركات الإسلامية المعاصرة: الإخوان المسلمون وداعش" للكاتبة صالحة عبد الله.
6. "الإخوان المسلمون: التاريخ والفكر والعمل السياسي" للكاتب عبد العزيز الشبلي.
7. "الإخوان المسلمون: الفكر والتاريخ والتنظيم" للكاتب عبد الله العليمي.
8. "داعش: فكر وتنظيم وإستراتيجية" للكاتبة هدى السعدي.
9. "تيارات الإسلام السياسي في العالم العربي: الإخوان المسلمون وداعش" للكاتب عماد عبد الله.
10. "الإخوان المسلمون وداعش: الفكر والتنظيم والإستراتيجية" للكاتب محمد الشافعي.
التعليقات