خرجت علينا صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية في مقال نشر منذ يومين ذكر فيه الكاتب أن مصر تدعم روسيا بالصواريخ التي تم تصنيعها داخل الأراضي المصرية، و استند الكاتب فيما ذكر من معلومات إلى مصدر ادعى أنه جنرال لم يذكر إسمه تابع لوزارة الدفاع الامريكية. سبق هذا المقال نشاطا ملحوظا لتنظيم الإخوان المسلمين عبر كتائبه الإلكترونية بالإعتماد على العنصر النسائي من "الوجوه الجديدة" بشكل واضح في إعداد وتقديم محتوى مرئي عبر مواقع التواصل الإجتماعي فيسبوك ويوتيوب يروجن لأخبار كاذبة بأن هناك نشاط إرهابي في سيناء و إختراق لبعض المؤسسات الحساسة و المهمة في الدولة المصرية، ما يشير إلى أن تنظيم الإخوان المسلمين يعتمد في الوقت الحالي على شن هجمات إعلامية مدروسة تستهدف بشكل محدد ومباشر القوات المسلحة المصرية وتهدف بشكل رئيسي إلى زعزعة ثقة المواطن المصري في قواته المسلحة وتمارس عملية إغتيال معنوي ممنهج لكلٍ من أفراد الشعب و الجيش المصري على حد سواء.وكما يبدو واضحاً أنها فشلت في تحقيق هذا الهدف فاضطر تنظيم الإخوان إلى تفعيل الخطة (ب) وهي إثاره شائعات إعلامية عبر بعض الأقلام والمساحات المأجورة في الصحف الأجنبية المعروفة ولكنها ذات سمعه سيئة فيما يخص توثيق مصادر المعلومات. وهو ما صرحت به إحدى الصحفيات التي كانت تعمل في وقت سابق في صحيفة أمريكية مشهورة. والجدير بالذكر أن هذه الصحيفة هي من نشرت شائعه قيام مصر بتصدير صواريخ إلى روسيا لدعمها في الحرب ضد اوكرانيا.
صحفيين للإيجار ومقالات مدفوعة الأجر
لم تعد آفة شراء الذمم الصحفية تخص الصحافة والإعلام العربي فقط بل أنها امتدت لكبرى الصحف الغربية والأمريكية، حيث تم رصد أكثر من 200 مقال مدفوع الأجر لصحافيين من الجنسيات الغربية تم تأجيرهم من قبل بعض التنظيمات المتطرفة والمؤدلجة وبعض الدويلات، بهدف زعزعة أمن و إستقرار المنطقة وخدمة أجندات بعينها.وقد كان لمصر النصيب الأكبر من الشائعات التي تم بثها خلال عام 2021/ 2022. وذلك بعد قيام بعض مراكز إستطلاع الرأي التابعة بشكل غير مباشر للإخوان في اوروبا، برفع تقارير لتنظيم الإخوان المسلمين يؤكدون خلالها وجود حالة تماسك وثقة متبادلة بين الجيش والشعب المصري ما يفسر فشل التحركات الإخوانية الأخيرة في محاولة التغلغل الناعم والعودة للإندماج بالمجتمع المصري من جديد.
مما دعا تنظيم الإخوان المسلمين لتكثيف الهجمات الإعلامية على الدولة المصرية و إستهداف القوات المسلحة بشكل خاص خلال عام 2023. فخلال الأسبوع الماضي وجدنا صحيفة "الوول ستريت جورنال" تنشر ما أسمته بالتسريب لزيارة الرئيس السيسي إلى السعودية ولقائه بأخيه الأمير محمد بن سلمان ، حيث ذكرت الوول ستريت جورنال أن السعودية وضعت شروط تعجيزية أمام مصر لتقبل بتقديم مزيد من الدعم للإقتصاد المصري، وكان أهم هذه الشروط هو تخفيض العملة المحلية المصرية تزامناً مع رفض الحكومة المصرية خلال الأيام الماضية قرار تعويم جديد للجنيه المصري. ولم تذكر الوول ستريت جورنال مصدر هذه المعلومة التي لم تصرح بها أي جهة رسمية مصرية أو سعودية. تلتها شائعة جديدة نشرتها صحيفة "الواشنطن بوست" خلال اليومين الماضيين عبر إحدى المقالات مدفوعة الأجر لكاتب إدعى أن هناك مصدر في وزارة الدفاع الأمريكية صرح له بأن هناك معلومات تلقتها الولايات المتحدة حول إمداد مصر لروسيا بالصواريخ التي تم تصنيعها داخل الأراضي المصرية، في سيناريو يعيدك الى الماضي عام 2003 عندما ادعت الولايات المتحدة ان العراق تمتلك السلاح النووي في محاولة لإدانتها دوليا من خلال شائعات أطلقتها بعض القنوات الإعلامية المضللة التي يستند إليها الأمريكان في تنفيذ أجندتهم داخل المنطقة. والتي ثبت فيما بعد أنها شائعات لا تمتد للحقيقة بصلة وأن العراق لا يمتلك النووي. وهو ما يؤكد غباء السياسة الامريكية اتجاه الشرق الأوسط حيث أنهم فقدوا القدرة على التمييز بين الوضع المصري والعراقي فاضطر البيت الأبيض إلى نشر إعتذار اليوم وتكذيب لما تم تناوله من شائعات تمس الدولة المصرية في صحيفه الواشنطن بوست الأمريكية.
تحالف الرباعي العربي شوكه في ظهر الأمريكان
نشر أحد الكتاب الإسرائيليين في صحيفة "هآرتس" مقال مهم خلال فترة الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020 وقد نصح الكاتب "بايدن" بأنه في حال فاز بالانتخابات وجلس على الكرسي في البيت الابيض فعليه أن لا يكرر نفس سياسة "اوباما" في التعامل مع الشرق الاوسط، لأن مصيرها هو الفشل وذلك لان بايدن وبمجرد وصوله الى الحكم سيتفاجئ بتحالفات جديدة في المنطقة ذات قوة سياسية وعسكرية واقتصاديه و أبرزها تحالف الرباعي العربي مصر والامارات والسعودية والبحرين، وقد حذر كاتب المقال حينها من الإصطدام بهذا الحلف العربي المتماسك والمتعاون بشكل كبير في كافه المجالات وكما يبدو ان الرئيس بايدن لم يأخذ بالنصيحة، مما جعله يسقط في الحفرة التي صنعها عبر أدواته من تنظيم الاخوان المسلمين واضطر البيت الابيض لاول مره ان يعتذر للدولة المصرية وان يعلن هو بنفسه عن عدم مصداقيه الصحف الأمريكية وانها لم تعد مصدر معلوماتي موثوق بعد نشرها لخبرين في اسبوع واحد احداهما كان في الوول ستريت جورنال والثاني في الواشنطن بوست وكلاهما لا يعتمد على اي مصدر موثوق من المعلومة المقدمة للقراء في شتى انحاء العالم.
إعلان سيناء خاليه من الإرهاب أشعل جحور الفئران
في الاول من ابريل الجاري التقى الرئيس السيسي بأبنائه من القوات المسلحة المصرية في افطار جماعي داخل ارض سيناء وبحضور الاهالي . وقد اعلن خلاله ان سيناء خاليه من الارهاب. ما يعيدنا بالذاكرة الى عام 2021 حين قامت القيادة السياسية المصرية بإجراء تعديل في اتفاقيه كامب ديفيد بموجبه اصبحت الدبابات المصرية داخل عمق سيناء وتحديدا في المنطقة (ج) بعد عقود من غل يد القوات المصرية عن التواجد بأسلحة ثقيلة بالمنطقة المذكورة سلفا. بحيث يصبح للجيش المصري السيطرة الكاملة على شبه جزيره سيناء.
وقد اعتبر الخبراء والمتخصصين ان هذا التحرك بمثابه اشعال النار في جحور الفئران في جزيره سيناء ومن يمولهم في الخارج لتنفيذ اجندات ارهابيه تمس الامن القومي المصري وتستهدف جنود القوات المسلحة لخدمه اهداف تنظيم الاخوان المسلمين الارهابي والجماعات المتطرفة والإرهابية التابعة له داخل المنطقة والدول ذات المصالح المرتبطة باستمرار وجود التنظيم وفعاليته وتوغله .
ونظرا لقوه انتشار الجيش المصري داخل اراضي سيناء وتطويق كافه الجحور الإرهابية وحصار العناصر المتطرفة والتصدي لكافه الاعمال الإجرامية بل التحرك بشكل فاعل في منع حدوثها مستقبلا ما ترتب عليه حاله غضب شديد بين قيادات تنظيم الاخوان المسلمين والذي عبر عنه خلال الايام الماضية بخطوتين مهمتين وهو بدء تفعيل الكتائب الإلكترونية النسائية على مواقع التواصل الاجتماعي لاستهداف معنويات المواطن المصري وزعزعه ثقته في قواته المسلحة بل واستهداف معنويات الجنود المصريين ببث الشائعات .وقد كان وعي المواطن المصري كفيل بالتصدي واخفاق هذه المحاولات حيث رصد مجلس الوزراء المصري ارتفاع نسبه الشائعات التي تمس الامن القومي المصري بنسبه 23% خلال العام الجاري مقارنه بعام 2022 .ما دفع تنظيم الاخوان الى تفعيل المخطط (ب) وهو تغيير ساحه المعركه باستخدام اقلام مأجورة ومقالات مدفوعة لبدء مرحله جديده من بث الشائعات التي تستهدف الزج بالقوات المسلحة المصرية في ازمات عالميه كانت قد اعلنت في وقت سابق انها تقف على حياد من كافة الاطراف المتنازعة وتحديدا فيما يخص الازمه الروسية الأمريكية على الاراضي الأوكرانية.
التعليقات