لليابانيين مثل غيرهم من الشعوب تقاليد وممارسات وطقوس اجتماعية عريقة يتفاخرون بها باعتبارها جزءًا من مقومات ثقافتهم وجذور حضارتهم. من بين تلك التقاليد والممارسات أساليب في التعامل واحتفالات موسمية وأدوات منزلية وآلات موسيقية وكلمات ومسميات وعبارات للمجاملة. ويهتم اليابانيون باطلاع الأجانب تلك التقاليد ويحترمون من يحترم تلك التقاليد. وفيما يلي نقدم أمثلة من تلك التقاليد والممارسات المؤصلة في الثقافة اليابانية لأهميتها وهي:
• "آي آي قاسا" Ai ai gasa:
تعني هذه العبارة مشاركة رجل وامرأة في مظلة واحدة. كانت العادات اليابانية القديمة لا تسمح باقتراب بين الرجل والمرأة أو بين العشيقين في الأماكن العامة. وكان من الإستثناءات النادرة حالة هطول الأمطار التي تبيح لرجل وامرأة من الالتصاق ببعضهما البعض في الأماكن العامة بالمشاركة تحت المظلة الواحدة التي تقيهما من المطر. وكانت دعوة الرجل للمرأة مشاركته المظلة تعبيرًا عن الحب والإعجاب. وبالتالي أصبحت "المشاركة في المظلة" عبارة ترمز إلى الحب بين الرجل والمرأة. والشاب الذي يخجل من مصارحة فتاة بحبه لها يلجأ إلى التعبير لها برسم مظلة تحتها رجل وامرأة.
• "بانـزاي" Banzai:
في الاحتفالات والمناسبات السعيدة واللقاءات السياسية واجتماعات الشركات الكبرى يقف الحضور وهم يتماسكون بالأيدي ويرددون هتافات "بانزاي" ثلاث مرات مع رفع الأيدي إلى أعلى. وعادة يقود الهتافات أكبر الحضور سنًا أو الرئيس أو القائد. وتعني عبارة "بانزاي" عمرًا مديدًا. والعبارة تعكس الفرحة والقوة والصمود من أجل تحقيق الأهداف والتطلعات المرجوة.
• "بنتو" Bento:
كلمة "بنتو" أو "أوبنتو" تطلق على وجبة توضع في صندوق من الخشب أو البلاستيك ، كان اليابانيون يأخذونها معهم إلى أماكن عملهم أو في رحلاتهم. في هذه الأيام توفرت المطاعم في مواقع العمل وداخل الشركات التي أصبحت تقدم وجبة الغذاء بعدة طرق ومنها طريقة "بنتو".
وأشهر أنواع "البنتو" السائدة الآن هي ما يعرف بـ "أكينبنتو" أي "بنتو" محطة القطار المتوفرة في المحلات والمقاصف المحيطة بمحطة السكة الحديدية أو داخل قطارات السكك الحديدية. وأشهر أنواع الـ "أكيبنتو" أو "اكيبن" هو "ماكونو أوشى" التي تحتوي على مأكولات تمثل منطقة المحطة. ويعتبر الأرز أهم محتويات هذه الوجبة وتوضع بجانب الأرز بعض الخضروات، والمخللات وقطعة لحم أو سمك أو دجاج وقطعة من الحلويات المحلية، وصلصة الصويا والشوكة اليابانية المعروفة باسم "أوهاشي". ووجبة الـ "بنتو" وجبة فردية توضع في صندوق صغير حجمه لا يتجاوز 15×20 سم. وينقسم إلى ثلاثة أو أربعة أجزاء بفواصل داخلية.
• "بون" Bon:
"بون" احتفال من الاحتفالات اليابانية القديمة. كان يقام احتفال "بون" في 15 يوليو من كل عام ، أما الآن فاحتفال البون يكون خلال أيام 13 إلى 16 من أغسطس. ويُعتقد أن أرواح الأجداد والآباء الموتى تعود إلى أسرها خلال هذه الأيام من كل عام. ويكون الاحتفال ترحيبًا بالأرواح العائدة بالصلاة من أجلهم وزيارة مقابرهم وإشعال القناديل ووضع باقات الورود على المقابر. في اليوم الأخير من أيام الاحتفال تُشعل نيران تعرف بنيران الوداع "أوكو ري بي" لاستعجال عودة الأرواح إلى عالمها. وتقام في تلك الأيام الرقصات الشعبية الخاصة بهذه المناسبة في المعابد والميادين العامة، ويشترك في هذه الرقصات جميع الناس نساءً ورجالاً بمختلف أعمارهم وهم يرتدون "كيمونو" من القطن الزي التقليدي غير الرسمي المعروف بـ "يوكاتا" ، ويرددون الأغاني الشعبية على نغمات الموسيقى التقليدية.
• "بوننكاي" Bonenkai:
"بوننكاي" هو الاحتفال بنهاية العام ويكون عادة خلال شهر ديسمبر، ويعني "بوننكاي" مجازًا نسيان العام المنصرم استعداداً للمستقبل. في هذه المناسبة تلتقي مختلف فئات المجتمع وفقًا لانتماءاتهم المهنية أو الأكاديمية أو الجهوية. والبعض يشارك في أكثر من حفل كأن تحتفل مع زملائك في الجامعة وأقرانك في الشركة التي تعمل فيها، وكذا مع النقابة المهنية أو الرابطة العلمية التي تنتمي لها. ويتكون برنامج الاحتفالات من تناول المأكولات والمشروبات والغناء وإجراء المسابقات الترفيهية. ويُعد الغناء في صالات "الكاراوكى" من السمات المميزة لهذا النوع من الاحتفالات هذه الأيام. وتعتبر احتفالات "بوننكاي" من فرص دعم وتعزيز العلاقات بين أعضاء المجتمعات المهنية. كما أنها تتيح فرص للتعارف بين الأعضاء الجدد وكذلك تفقد أحوال الأعضاء القدامى وتبادل المساعدات والإعانات المادية والمعنوية.
• "بُودو" Budo:
كلمة "بُودو" تعني مختلف أنواع فن الدفاع عن النفس ؛ مثل الجودو ، كاراتيه أو اليد الخالية ، كندو ، آيكدو ، آي إدو ، كيودو وناقيناتا. ومن خصائص هذه الفنون الرياضية مجتمعة أنها تنمي في المرء الروحانيات والأخلاق والقدرة على الدفاع عن النفس دون إيذاء الغير.
• "شونان" Shonen:
"شونان" هو الابن الأكبر. في النظام الإقطاعي القديم كان للابن الأكبر مكانة خاصة في الأسرة فهو الذي يرث جميع أو معظم أملاك الوالدين ، وهو الذي كان يتعهد برعاية كبار السن من أعضاء الأسرة. بهذا المفهوم كان الابن الأكبر يجد عناية خاصة منذ طفولته حتى أصبح ذلك ضارًا على تربيته. وهنالك مقولة سائدة في هذا السياق تقول: "المولود الأول الأقل ذكاءً". الآن لم يعد للابن الأكبر امتياز على إخوانه في الورثة إلا أنه مازال مسئولاً عن الوالدين. ولذا تهتم الفتاة اليابانية عند خطبتها بالسؤال عما إذا كان الخطيب هو الابن الأكبر. لأن الزواج منه يعني أن تعيش الزوجة في منزل الأسرة وأن تتولى رعاية كبار السن من ذوي الزوج.
• "شوقن" Shogun:
"شوقن" Shogun هي هدية منتصف فصل الصيف ، التي يقدمها اليابانيون للأشخاص الذين لهم الفضل عليهم كالمعلمين ، الرؤساء في العمل أو عملاء الشركة. يتم تقديم هذه الهدية في النصف الأول من شهر يوليو كل عام. وعندئذٍ تقدم المحلات التجارية خدمات كبيرة بعرض الهدايا المتنوعة والقيام بتوزيعها نيابة عن المشتري ويعتبر موسمًا رابحـًا للمحلات التجارية. وهنالك هدية أخرى مماثلة يقدمها البعض في شهر ديسمبر من كل عام. ومما يساعد الياباني على تحمل نفقات هذه الهدايا تزامن موسمها مع موسم صرف الحوافز "البونص" الذي يصرف مرتين كل عام لمعظم العاملين في الشركات الكبيرة. إن القيمة الحقيقية لهدايا "الشوقن" لا تكمن في حجمها أو قيمتها المالية بقدر ما لها من قيمة رمزية ومعنوية ، ومع ذلك أصبح اليابانيون في السنوات الأخيرة يبالغون في الإنفاق على مثل هذه الهدايا.
• "دانسون - جوهي" Danson Johi:
ترمز عبارة "دانسون – جوهي" إلى قوامة الرجل على المرأة في المجتمع الياباني وتفوقه عليها. رغم أن "أما تيراسو" الآلهة التي تقوم عليها الموروثات الثقافية والمعتقدات اليابانية كانت أنثى إلا أن اليابان ظلت دولة تميز الرجل على المرأة طوال تاريخها. وقد أكدت العادات والتقاليد اليابانية دونية المرأة والتزامها جانب العمل المنزلي كربة بيت ، بينما يخرج الرجل للعمل خارج المنزل. وتشير الأمثلة اليابانية القديمة أن المرأة مسلوبة الحرية والإرادة ، فهي في صغرها خاضعة لوالديها وبعد زواجها تخضع لزوجها وعندما تنجب تكون خاضعة لأبنائها في الكبر. التمييز والفصل بين الجنسين أخذ ذروته من التشدد في القرنين السابع عشر والثامن عشر عندما تمسكت طبقة الساموراي بممارسة الفصل بين الجنسين في كافة المجالات الاجتماعية. وقد أدى ذلك إلى عدم فهم الرجل الصحيح للمرأة ودورها في المجتمع.
بعد الحرب العالمية الثانية تم إقرار المساواة بين الجنسين وفقـًا للمادة (14) من الدستور ، ولكن مازال التمييز بين المرأة والرجل يسود المجتمع ياباني خاصة في عالم الأعمال ، مع ظهور بوادر بطيئة للتغيير.
• "فُورو" Furo:
"فورو" هو الحمام الياباني الساخن الذي يعتمد عليه اليابانيون للتدفئة والاسترخاء واستعادة النشاط البدني والذهني بعد عناء العمل. ويقوم المرء بالاغتسال جيدًا خارج حوض الماء الساخن ثم يدخل الحوض. ويتم الاحتفاظ بالماء الساخن نظيفًا حتى يتمكن عدد من أفراد الأسرة الاستفادة منه في المناطق السياحية والفنادق الكبرى أصبحت الحمامات الساخنة المعدة بتجهيزات حديثة جزءاً من الخدمات السياحية ، وفي كثير من الفنادق يتم توصيل المياه مباشرة من الينابيع الطبيعية الحارة.
• "فوتون" Futon:
"الفوتون" هو مرتبة تقليدية من القطن تفترش على الأرض داخل الغرف اليابانية التقليدية ليلاً. وفي الصباح يتم تطبيقها وإدخالها في دواليب خاصة على الحائط حتى يُسمح لأفراد العائلة من استخدام الغرفة لأغراضٍ أخرى.
• "قاقاكو" Gagaku:
"قاقاكو" نوع من أنواع الموسيقى والرقص التي كانت تعرض ضمن طقوس الاحتفالات التقليدية في قصور الأباطرة. ويشكل موسيقى "قاقاكو" أحد الأركان الخمسة للمسرح الياباني التقليدي بجانب دراما "نو" ، "بنراكو" ، "كيوقن" و "كابوكي". انتشر فن "قاقاكو" في عهد "هييان" (794-1185). ويتكون هذا الفن من (أ) الموسيقى والرقص التقليدي الياباني ، (ب) الأغاني الصينية و(ج) الأغاني والرقصات التي استحدثها القصر الإمبراطوري. تعزف هذه الألحان اليوم في احتفالات معابد الشنتو وكذلك في الإذاعة والتلفزيون في أعياد رأس السنة الميلادية.
• "قنقو" Gengo:
قنقو هو نظام التقويم الياباني التقليدي. ورغم استعمال التقويم الميلادي. يعتبر نظام "قنقو" للتقويم هو الأكثر شيوعًا في الحياة العامة باعتباره التقويم الرسمي للدولة. ويتحدد التقويم بنظام "قنقو" بعهد الإمبراطور الياباني ، حيث يبدأ العام بيوم اعتلاء الإمبراطور للعرش وينتهي بنهاية عهده ليبدأ مرةً أخرى مع الإمبراطور التالي. ويأخذ التقويم اسم الإمبراطور وعهده. وقد اعتمد تقويم "قنقو" رسميًا في عهد الإمبراطور "ميجي" (1688-1912) أي من عام ميجي (1) إلى عام ميجي (44). ثم جاء الإمبراطور هيروهيتو وهو إمبراطور رقم (124) في قائمة الأباطرة اليابانيين ليبدأ عهده الذي عرف بعهد "شوا" في عام 1926 للميلاد وينتهي في عام 1989 ، أي في عام شوا (63). ثم في العام (13) هيساي ، عهد الإمبراطور أكيهيتو.
• "قولدن ويك" Golden week:
"قولدن ويك" أو الأسبوع الذهبي من أكثر أيام السنة شهرة لما فيها من عطلات رسمية. يبدأ الأسبوع الذهبي في 29 أبريل بعيد ميلاد الإمبراطور وعيد العمال في أول مايو ثم عيد الدستور في الثالث من مايو وعيد الطفل في الخامس من مايو. وتأتي العطلة الأسبوعية بين هذه الأيام.
• "قيشا" Geisha:
قيشا هي المرأة التي تمارس مهنة الترفيه والترحيب الودي في المناسبات والاحتفالات الخاصة. في القرن السابع عشر ظهرت فتاة القيشا على المسرح لتحل مكان المحظيات وبنات اللهو. أما الآن فقد أصبحت مهنة القيشا مهنة راقية تقوم بها نساء على درجة عالية من التعليم والثقافة ومهارة الضيافة والترفيه. ولا تعني هذه المهنة أي نوع من الممارسات الجنسية. للقيشا شركات ومؤسسات تقدم خدماتها وفق نظم وإجراءات واضحة. تقدم القيشا خدماتها في الفنادق الراقية والمناسبات الخاصة بالعزف على الآلات الموسيقية التقليدية والغناء والرقص وتقديم الطعام والشراب والترفيه على الضيوف.
• "هاشي" Hashi:
هاشي أو "أوهاشي" ، هو عودان رقيقان من الخشب أو البلاستيك أو العاج طولهما (8) بوصات. يستعمل "الهاشي" في المطاعم والمنازل لتناول الطعام بدلاً عن الشوكة والسكين والملعقة ، كما يستخدم في المطبخ كأداة للطبخ وتناول المواد. يُحفظ "الهاشي" داخل مظاريف من الورق مفتوحة من أحد أطرافها. وهنالك أنواع من "الهاشي" يتم استعمالها لمرة واحدة ، بينما هنالك أنواع ثمينة من "الهاشي" يمكن استعمالها أكثر من مرة. استعمل اليابانيون "الهاشي" منذ قرون مضت وقد أصبح للهاشي قواعد وطقوس في كيفية استعمالها وطريقة وضعها على المائدة. كما يُحظر استعمال "هاشي". شخص بواسطة آخر، أو وضع الهاشي فوق الطعام بشكل مستقيم.
• "هسوكوري" Hesokuri:
"هسوكوري" هو التوفير السري للمال باستقطاع جزء من مصاريف البيت. وتقوم الزوجة عادة بهذا النوع من التوفير بإخفاء مبالغ شهرية داخل المنزل بحيث لا يعلم بها أحد. وتؤدي محاولات الإخفاء والسرية الشديدة إلى فقدان الزوجة - أحيانًا – أثر الأموال المخفية. ومما يدل على انتشار ظاهرة التوفير السري وما يصاحبها من قصص وطرائف احتلالها موقعًا خاصًا في القصص الكوميدية وأفلام الكرتون والثقافة اليابانية بصفة عامة.
• "هينومارو" Hinomaro:
"هينومارو" هو الرمز الذي يمثل الشمس المشرقة ، ويتكون من دائرة حمراء اللون على أرضية بيضاء. عرف اليابانيون هذا الرمز منذ القرن السابع عشر حيث كانت السفن اليابانية ترفع هذا الشعار في عهد أدو (1603-1867). وفي عهد "ميجي" (1870) اعتمد هذا الرمز كعلم وشعار وطني للإمبراطورية اليابانية. وقد اشتهر "هينومارو" في اليابان حتى أصبح رمزًا لكثير من المنتجات الصناعية.
• "هُونْي وتاتمأ" Honne-to-tatemae:
عبارة "هُونْي" تعني الرأي أو النشاط الذي يعنيه ويشعر به المرء في داخله حقيقةً ، و"تاتمأ" تعني الرأي أو النشاط الذي يظهره المرء استجابة للمؤثرات الاجتماعية الخارجية. "الهوني" هي الشعور الداخلي للفرد وقناعته التي يؤمن بها ولكن تأتي على النقيض "تاتمأ" لتفرض رغبات واتجاهات المجتمع وبالتالي تختفي القناعة الحقيقية وتحبس في داخل الفرد ليصبح الفرد متقمصًا شخصية غير حقيقية ولكن تنال الرضا العام في المجتمع. رغم هذا التناقض بين الاتجاهين يعيش اليابانيون بعمق بين قناعتهم الحقيقية وما يظهرونها للغير وفقًا للظروف والملابسات. لذا يصعب على المرء معرفة موقف الياباني وحقيقة علاقته به. في بعض الأحيان يكشف اليابانيون الـ "هُونْي" في علاقاتهم الخاصة ولقاءاتهم غير الرسمية ولكن عندما تأتي مرحلة الرسميات فإن الغلبة تكون لـ "تاتمأ". لهذا السبب يلجأ اليابانيون في معاملاتهم الحكومية وغير الحكومية إلى اللقاءات الخاصة للتفاوض والتشاور وحسم القضايا السياسية والاقتصادية بعيدًا عن المكاتب. ثم ينتقلون إلى المكاتب لوضع القرارات في شكلها الرسمي بلهجة طابعها "تاتمأ".
• "جانكن" Janken:
"جانكن" لعبة يدوية ، تتكون من علامات الصخرة والورق والمقص. قبضة اليد ترمز للصخرة ، اليد المفتوحة ترمز للورق وفتح الخنصر والبنصر في شكلV ترمز للمقص. يقوم كل من اللاعبين المشاركين بتكوين أحد أشكال الورق والصخرة والمقص بإحدى يديه ، وفي آن واحد مع النداء (جان، كن، بون) ومع نطق "بون" يضع كل واحد من اللاعبين يده في شكل أحد الرموز الثلاثة ويكون النصر للأقوى ، وذلك على أساس أن المقص أقوى من الورقة لأنه يقطع الورقة ، والورقة أقوى من الصخرة لأنها تلف أو تصد الصخرة ، والصخرة أقوى من المقص لأنها تكسر المقص. وفي حالة التعادل بإبراز الجميع لرمز واحد ، تعاد اللعبة مرات أخرى إلى أن يتم الفوز لأحد اللاعبين. وتعتبر هذه اللعبة وسيلة لحسم كثير من المنازعات البسيطة خاصة عند تحديد الأسبقية أو ترتيب الأدوار. ويكون "جانكن" من الوسائل التي تحدد بها الأولوية في اللعبات الأخرى.
• "جوكيو" Jukyo:
"جوكيو" أو الكونفوشيوسية هي تعاليم فلسفية ، أخلاقية وسياسية ابتدعها الفيلسوف الصيني كونفوشيوس في القرن السادس قبل الميلاد. وقد دخلت هذه الفلسفة إلى اليابان إبان الحروب الكورية في القرن الخامس للميلاد. وأصبحت لهذه الفلسفة أثرها في هندسة المجتمع الياباني وتطويره. فلسفة جوكيو تعلم الناس احترام الأطفال للآباء والمرءوسين للرؤساء والطالب للمعلم. إنها تمثل العطف والرحمة بين التابع والمتبوع. ومازالت هذه الفلسفة ترسم العلاقة بين الساسة ورجال الأعمال.
• "كادو" Kado:
"كادو" أو إكبانا Ikebana هو فن ترتيب الزهور ، الذي يرجع أصلاً إلى طقوس دينية كان يتبعها رجال الديانة البوذية. وقد إعتمد ترتيب الزهور كفن في القرن السادس عشر. وهنالك مدارس عديدة لترتيب الزهور ظهرت عبر التاريخ ولكل مدرسة روادها الذين صمموا أشكالاً ونماذج معروفة للزهور المرتبة مثل الزهور الواقفة "ركْا" ، الزهور العشوائية "ناقين" والزهور الحية "شوكا". ولترتيب الزهور معاني ومدلولات ترمز لها من خلال أنواع الزهور وفروعها ومن أهم الرموز المضمنة في الزهور المرتبة: السماء والأرض والإنسان. في عام 1920، تم استحداث مدارس جديدة لترتيب الزهور مثل مدرسة "أوهار" و "سوقتسو" التي أضافت المفهوم الفني "للكادو". المدارس الجديدة لا تتبع نهج الرموز الثلاثة كما كانت في المدارس القديمة ، بل تسمح بحرية التعبير التي تضفي على الزهور صفات حديثة ومتجددة مثل استعمال زهور غير طبيعية أو إضافة الألوان الجذابة. وقد جرت العادة أن تقوم الفتاة بالحصول على دروس في ترتيب الزهور قبل الزواج كجزء من الاستعداد لدخول الحياة الزوجية.
• "كانركي" Kanreki:
"كانركي" هو الاحتفال بعيد الميلاد الستين للشخص. وقد أخذ اليابانيون عادة هذا الاحتفال من المعتقدات الصينية القديمة التي تقول أن الإنسان يستغرق ستين عامـًا لإكمال دورته على الأرض. وبلوغ سن الستين يعني ميلادًا جديدًا للإنسان. وفي هذا الاحتفال تقدم للمحتفى به هدايا الأطفال ، تيمنـًا بعمر مديد. بالإضافة إلى سن الستين يحرص اليابانيون بالاحتفال بعيد ميلادهم الـ (70) و (77) و (88) و (90) و (99).
• "كاذي" Kaze:
"كاذي" أو الريح لدى اليابانيين يعني أكثر من ظاهرة طبيعية، لاعتقادهم بأن الرياح تمثل مجيء الآلهة وذهابها. لذا كان في قناعة قدماء اليابانيين أن الرياح هي رياح الآلهة "كامي كاذي". الرياح الباردة أو الضارة تعرف برياح الآلهة الحاقدة ، أما الرياح الطيبة فهي للآلهة الكريمة وبالتالي ينبغي عبادتها. هنالك في التراث الياباني قصائد مشهورة عن الرياح تعرف "بالواكا". يطلق اليابانيون على الرياح عدة أسماء وفقًا لاتجاهاتها وفصولها مثل رياح الشرق ، رياح البرد ، رياح الجنوب .. إلخ. ولكلمة "كاذي" أو الريح معاني كثيرة منها الهواء ، المشهد ، الطريقة أو الموضة.
• "كنكيو" Kenkyo:
عبارة "كنكيو" تعني التواضع ، والتواضع من أهم المفاهيم المضمنة في القيم اليابانية. المجتمع الياباني يتميز بالمساواة بين أفراده بمختلف مواقعهم وقدراتهم وكفاءاتهم. اليابانيون لا يشجعون الأنانية وإظهار التفوق الذاتي. ويمنحون كل فرد حقه من الاحترام والتقدير. الفرد في المجتمع الياباني لا ينفرد بالسلطة والقرار ولا يدعي المعرفة رغم معرفته. والفرد كبيرًا كان أو عالمًا أو رئيساً يستمع لرأي من هو دونه باحترام وتقدير ويعاونه على تصحيح أخطائه بأسلوب لا يسيء إليه. ومن التواضع "كنكيو" وغيرها من القيم جاءت الجماعية في العمل والتشاور في اتخاذ القرار الذي يسود مؤسسات المجتمع الياباني.
• "كيمونو" Kimono:
كلمة "كيمونو" بمفهومها الواسع تعني جميع الملابس ، ولكن يقصد بها على وجه الخصوص الملابس اليابانية التقليدية. ورغم التغيرات التي طرأت على أنواع الأقمشة ظل "الكيمونو" على حاله منذ قرون. اعتبر "الكيمونو" الآن غير عملياً مع نمط الحياة العصرية ، ولذا اقتصر استعماله للمناسبات الخاصة كالزواج والوفاة والاحتفالات القومية. وعلى عكس الملابس الإفرنجية يصعب ارتداء "الكيمونو" الذي يتكون من ثوب داخلي طويل، ثم يأتي من فوقه الكيمونو بأحزمته التقليدية وملحقاته التجميلية، التي تأخذ صورًا وألوانًا متعددة. يحتاج بعض اليابانيين واليابانيات – على وجه الخصوص – إلى دورات لتعلم ارتداء "الكيمونو" في مدارس خاصة. "كيمونو" السيدات وكبار الشخصيات يُعد من الحرير والأقمشة الثمينة إذ تبلغ قيمة "الكيمونو" الرسمي أحيانًا ملايين الينات اليابانية. أما "الكيمونو" غير الرسمي والذي يستعمل داخل المنزل وفي فصل الصيف، فيمكن إعداده من أقمشة قطنية خفيفة وواسعة. ويختلف "الكيمونو" الذي ترتديه المرأة المتزوجة عن النوع الذي ترتديه المرأة غير المتزوجة وذلك من حيث الألوان والتفصيل وأطوال الأكمة.
ومن الإضافات المستحدثة في "الكيمونو" الجاكيتات الرمادية الفاخرة والاسكيرتات الطويلة والشالات التي تستعمل في الشتاء لتضفي ألوانًا زاهية على الزي التقليدي.
• "كوإواسي" Kuiwase:
"كوإواسي" هو المرض الذي يسببه الجمع بين بعض الأطعمة. وفي المجتمع الياباني اعتقادات قديمة مازال الإيمان بها راسخًا عند البعض رغم التطور العلمي الكبير الذي دحض كثيرًا من تلك المعتقدات. من تلك المعتقدات يرى اليابانيون أن تناول السمك مع المخللات ، أو تناول البطاطس مع النعناع يسبب مرضًا قاتلاً. كما أن تناول الحليب مع المشروم يسبب تسمم في الأمعاء. وهكذا تمتد قائمة الأطعمة التي يحظر جمعها تحسبًا من تفاعلاتها الكيمائية التي قد تؤدي إلى التسمم كما هو سائد.
• "كيميقايو" Kimigayo:
"كيميقايو" هو نشيد العلم أو النشيد الوطني الياباني. وقد نظم هذا النشيد في أوائل القرن العاشر وظل اليابانيون يتناقلونه جيلاً عن جيلٍ ، وهو عبارة عن دعاء للإمبراطور بالعمر الطويل والحب. في عام 1869 قام موسيقار بريطاني بتلحين النشيد الوطني ، ثم قام موسيقار القصر الإمبراطوري بإدخال بعض التعديلات على اللحن ليأخذ طابعًا يابانيًا. في عام 1893 اعتمدت وزارة التعليم النشيد واللحن بصفة رسمية ليتم استعماله في المناسبات الرسمية. ولكن هنالك من اليابانيين مَنْ يعارضون النظام الإمبراطوري لمواقفه العسكرية وقيادته اليابان إلى حروب طويلة إبان الحرب العالمية الثانية لذا يرفضون، عزف هذا النشيد في ساحات المدارس. ومع ذلك يظل النشيد موضع احترام الغالبية العظمى من اليابانيين.
• "ماتسوري" Matsuri:
"ماتسوري" هو الاحتفال السنوي الذي تنظمه المجتمعات الزراعية للدعاء والصلاة من أجل نجاح الزراعة وسلامة المجتمع المحلي وسعادته. وهذا النوع من الاحتفالات التي تقام في جميع أنحاء اليابان في مواسم الحصاد تعرف منذ أقدم العصور كممارسة دينية تقرب الإنسان من الآلهة. وتحقق هذه الاحتفالات التقارب والتعاضد بين أفراد المجتمع بمختلف طبقاته، عندما يشاركون في حمل الـ "ميكوشي" وهو عبارة عن هيكل لمعبد "Shrine" متحرك ، والسير في الطوابير والغناء والرقص على الألحان التقليدية. يقوم الكهنة ورجال الدين الياباني (شنتو) أو قيادات المجتمع بافتتاح الجانب الديني من الاحتفالات. ثم تتواصل الاحتفالات في الأماكن العامة وحول المزارع حيث يشارك الجميع في دق الطبول وحمل هيكل المعبد والرقص والغناء ، الذي يحكي قصة زراعة الأرز حتى حصاده ثم زراعته مرة أخرى … الخ. وبينما تأخذ احتفالات القرى والأرياف طابعًا زراعيـًا تجد احتفالات المدن تأخذ طابعًا صناعيًا وتجارياً. ومن أشهر احتفالات (Matsuri) احتفالات فوكوكا المعروفة بـ "هاكاتا دونتاكو" ، واحتفالات كيوتو "قِيون ماتسوري" ، واحتفالات توكوشيما" أوا-أدوري. ولهذه الاحتفالات أغاني شعبية متنوعة وألحان راقصة يجيدها كبار السن والذين ينتهزون هذه السانحة لتعليم الصغار بهذا النوع من التراث. من تلك الألحان والأغاني ما يتعلق بالأفراح والمناسبات السعيدة ومنها ما يتعلق بالعمل الجماعي أو النفير أو الرقصات الشعبية المعروفة بـ "نِهون بييو" المكونة من ثلاثة أنواع رئيسية هي: "ماي" ، "أودوري" و "فوري".
• "موسوبي" O-Musubi:
"موسوبي" والذي يُعرف عادة بـ "أو موسوبي" أو "أو نقري" هو كرة صغيرة من الأرز تأخذ شكلاً دائريًا أو مثلثًا أو بيضاوياً وبداخلها قطعة صغيرة من المخلل يعرف بـ "أومي بوشي" الذي يُعد من الأسماك والأحياء البحرية التي تعطي الأرز طعمًا ونكهة جميلة. وهنالك أنواع عديدة من الـ "موسوبي". ويعتبر "الموسوبي" من الأكلات الخفيفة والتي يسهل إعدادها في المنزل. كما أن جميع المحلات التجارية والمقاصف الصغيرة تعرض أنواعاً مختلفة من هذا الطعام. ويمكن الاحتفاظ "بالموسوبي" في البرادات لفترة طويلة كما يمكن تناولها باردًا أو ساخنًا.
• "نابي مونو" Nabemono:
عبارة "نابي مونو" تعني الطعام المكون من عدة مواد تطبخ معًا في إناءٍ واحدٍ ، ومباشرة على طاولة الطعام. ويضم هذا الطعام مجموعة من أشهر الأكلات اليابانية الأصل مثل "سوكياكي" ، "ميذوتك" ، "يوسونابي" و "شابو شابو". وتشتهر هذه الأكلات في الشتاء لأن اليابانيون يفضلون الطعام الساخن. وقد أعدت معظم المطاعم اليابانية بطاولات تتوسطها طباخة صغيرة "بوتوجاز" تفتح عند طلب وجبات "نابي مونو". وتتكون مختلف أنواع هذه الوجبة من شرائح خفيفة من لحم البقر والبصل الأخضر والتوفو والخضروات المختلفة ، ومن ثَمَّ توضع على الماء الساخن لفترة دقيقة أو دقيقتين لتؤكل بعد إضافة صلصة "الشويو". كما يمكن إعدادها كمشويات متبلة بالبهارات المتنوعة. وتؤكل هذه الوجبة عادةً مع الأرز والبيض الطازج.
• "أونسن" Onsen:
تطلق كلمة "أونسن" على الينابيع الساخنة التي تنتشر في كثير من المناطق في اليابانية ، خاصة حول الجبال البركانية. وقد تم تطوير الينابيع الساخنة إلى حمامات سياحية تجذب اليابانيين الذين يعتمدون كثيرًا على الحمام الساخن للراحة والاسترخاء. ترتفع درجة حرارة هذه الينابيع فوق 77 درجة فهرنهايت وتحتوي مياهها على عناصر طبيعية من المعادن والغازات الكبريتية تساعد جسم الإنسان على الراحة. وتوجد فنادق حديثة وأخرى تقليدية تحيط بمناطق الينابيع بينما تقوم بعض الفنادق بتوصيل مياه الينابيع مباشرة إلى داخل الفنادق لتصنع لروادها برك فرعية. وقد أثبتت الأبحاث الطبية فوائد الحمامات الساخنة الصحية ونجاحها في علاج الكثير من الأمراض المزمنة، الشيء الذي جعلها قبلة للـزوار اليابانيين والأجانـب علـى مــدار الســنة.
وتتخذ مناطق الحمامات الساخنة أيضًا ملاذًا لرجال السياسة والاقتصاد حيث يمضون فيها أيامهم الصعبة لمعالجة مشكلاتهم السياسية وتسوية نزاعاتهم المالية والتجارية في أجواء هادئة واسترخاء ذهني وبدني يساعدان على التفكير واتخاذ القرارات السديدة.
• "باشنكو" Pachinko:
"باشنكو" من الألعاب الترفيهية التي انتشرت بعد الحرب العالمية الثانية وأصبحت اليوم من أكثر الألعاب الترفيهية شعبية. تتكون "الباشنكو" من عدة أنواع من الألعاب الإلكترونية المسنودة بأحدث الأجهزة التقنية. تلعب "الباشنكو" داخل صالات كبيرة وبارزة بألوانها الجذابة ، وأصوات أجهزتها المميزة. وتحتل أهم المواقع في أواسط المدن الكبرى وحول محطات السكك الحديدية والمراكز التجارية. ويجلس المرء منفردًا أمام جهاز الباشنكو ساعات طويلة يلعب مع الجهاز بمجموعة من الكرات الصغيرة الملونة التي يقوم بشرائها من الصالة. "وباشنكو" نوع من أنواع القمار ، إذ يسعى اللاعب إلى قيادة الكرات إلى فتحة الربح التي تجلب له المزيد من الكرات ، وفي حالة فشله يخسر الكرات. ويتوقف النجاح في مثل هذه الألعاب على سرعة الأداء والمهارة والحظ. وبما أن القوانين اليابانية تجرم ألعاب القمار ، تتحايل مثل هذه الصالات على القانون بحيث يسمح لمن يكسب عددًا من الكرات أن يذهب بها إلى أماكن أخرى بعيدة عن صالة الباشنكو لاستبدالها بسلع أخرى أو بالنقود. ويبلغ عدد الذين يلعبون الباشنكو (20) مليون شخصًا ، يترددون سنويًا على صالات الباشنكو بمعدل (25) مرة في المتوسط.
• "ساكي" Sake:
"ساكي" هو النبيذ الياباني التقليدي ويصنع من الأرز ويحتوي على كحول بمعدل 12% إلى 15%. يوجد في اليابان حوالي (2600) مصنع للساكي ، تنتج 4000 نوعًا من الخمور. وتنقسم أنواع الساكي إلى ثلاثة مجموعات وفقًا لأسلوب صناعتها وهي: النقي suchu ، الخام genshu وغير النقي negorizake وهي أرخص أنواعه. يتناول اليابانيون "الساكي" ساخنًا في الشتاء وباردًا في الصيف ومنهم من يفضلها حلو المذاق. وللساكي مكانة خاصة في نفوس اليابانيين لقيمته الصحية ومكانته الدينية. والساكي يشكل جزءًا من الطقوس في الديانة اليابانية، وبالتالي يشكل عملاً من أعمال التبريكات في المناسبات الخاصة والعامة. ويحتل الساكي مساحات واسعة في الأدب الياباني والثقافة اليابانية فهو ركن من أركان الأغنية اليابانية والشعر والدراما اليابانية.
• "ساشيمي" Sashimi:
"ساشيمي" أو شرائح السمك الطازج هي الأكلة المفضلة لدى اليابانيين منذ أقدم العصور ومازالت تكتسب المزيد من المعجبين من غير اليابانيين. وبدأت تغزو المطاعم الأجنبية في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة. وبصنع الساشيمي من جميع أنواع الأسماك البحرية ، ولكن يُفضَّل اليابانيون الأسماك الخالية من العظام والجلود السميكة. وبما أن الساشيمي يؤكل غير مطبوخاً فلا يحتاج إعدادها إلى جهد أو مهارة في الطبخ سوى تقطيع السمك إلى شرائح وتزيين أطباقها ببعض الخضروات والحوامض مثل "الواسابي" وصلصة الصويا الحارة. وتحتفظ معظم الفنادق والمطاعم الفاخرة بأجود أنواع الأسماك الحية ليتم تقديمها فورًا (في الولائم الكبيرة) والسمكة تلفظ أنفاسها الأخيرة من جهة الرأس.
الزائر لليابان قد لا يطيق تناول الساشيمي لأول وهلة ، ولكن بعد محاولات قليلة يجد نفسه معجبًا به. يتناول اليابانيون "ساشيمي" في جميع الوجبات ولكن يعتبرونه جزءًا أساسًا في المناسبات الرسمية والحفلات وحانات الخمور. • "سيَّزا" Seiza:
"سيَّزا" هي الطريقة الرسمية للجلوس على الأرض المغطاة بالتتامي. الغرف وصالات الجلوس اليابانية التقليدية لا توجد فيها كراسي للجلوس. وقد درج اليابانيون على الجلوس أرضًا. وللجلوس على الأرض عند اليابانيين طريقتان: الجلوس معتدلاً على الساقين مثل الجالس للصلاة ، وتعرف هذه الطريقة بـ "سيَّزا" وتستعمل هذه الطريقة في الجلسات الرسمية والاحتفالات وحفلات الشاي وزيارات العزاء. أما الطريقة الثانية فهي الجلوس على المقعد مع وضع الأرجل معكوسة فوق بعضها. وتستعمل هذه الطريقة في الجلسات غير الرسمية وعند تناول الطعام والشراب. وفي اللقاءات الأسرية والاجتماعات الخاصة، يبدأ الجميع الجلسة بالطريقة الأولى الرسمية لتبادل التحايا وافتتاح الحفل ثم يستبدلونها بالطريقة غير الرسمية لمواصلة اللقاء. المرأة تجلس غالبًا بالطريقة الرسمية "سيَّزا" ولكن يجوز لها أن تسترخي قليلاً في المناسبات الخاصة أو الجلسات العائلية.
• "سبْوكو" Seppuku:
"سبْوكو" هو نوع خاص للانتحار كان يستخدم بدلاً عن عقوبة الإعدام على ذوي الرتب العليا من الساموراي الذين تتم إدانتهم في جرائم كبرى. وكان هذا النوع من الانتحار مسموحاً للشخصيات الهامة احتراماً لهم وتقديراً لمكانتهم وحتى لا يتم تنفيذ حكم الإعدام عليهم بواسطة الغير. يتم تنفيذ "سبْوكو" في حفل له طقوس ، حيث يجلس الشخص المطلوب انتحاره على الأرض ويطعن معدته بسيف صغير ثم يحرك السيف حول الجسم. أما المرأة فعليها أن تطعن السكين في عنقها. وكان الاعتقاد السائد أن المرء يُكفر عن خطيئته وهو يعاني من آلام الانتحار. ولتخفيف الآلام على المنتحر يقوم أحد أعوانه في النهاية بضرب رأسه بالسيف.
من أشهر حوادث الانتحار "سبْوكو" كانت حالة الـ (47) ساموراي الذين أصبحوا مشردين بعد اغتيالهم لسيدهم اللورد كيرا في عام 1703 ؛ بسبب حكمه على اللورد "أسانو" بالانتحار. كما أقدم عدد من جنرالات الجيش الياباني على الانتحار بعد هزيمتهم في الحرب العالمية الثانية دون أن يُطلب منهم. ومن الحوادث المعاصرة انتحار ميشيما "يوكبو" عام 1970 عند فشله في تحريك قوة دفاع اليابان للانقلاب على الحكومة.
ومازال الانتحار الطوعي أسلوبًا معتمدًا لدى اليابانيين يترجمون به تحملهم مسئوليات أخطائهم أو فشلهم في الحياة. وقد أضيفت إلى الـ "سبْوكو" أنواع جديدة من الانتحار مثل الانتحار المزدوج "شنجو" Shinju أو الانتحار الجماعي للأسرة. يكون الانتحار المزدوج بين رجل وامرأة في حالة فشلهما على المضي قدمًا بحبها نحو الزواج. أما الانتحار الجماعي فقد يكون لأسرة أو مجموعة عمل فشلت في تحقيق أهدافها أو أعلنت إفلاسها. وينتشر الانتحار وسط الطلاب الذين يفشلون في الدراسة. ومن العادة مشاركة الصديق في الانتحار على سبيل المجاملة والمساندة.
• "شوقاتسو" Shogatsue:
"شوقاتسو" هو الشهر الأول من العام الجديد. ولكن يقصد به الأيام الثلاثة الأولى أو السبعة من شهر يناير. ومن العادات القديمة لليابانيين الاحتفال ببداية العام لممارسة دينية يتذكرون بها الأسلاف ويباركون بها المحاصيل الزراعية. يتناول اليابانيون صباح أول أيام السنة إفطارًا خاصًا يتكون من الخمر الياباني (ساكي) الحار وكيك الأرز المطبوخ مع الخضار. يبدأ البعض اليوم الأول من العام بقرارات جديدة لتنظيم حياتهم وأعمالهم. ويتبادل اليابانيون بطاقات التهنئة والهدايا في هذه المناسبة. كما يقوم اليابانيون ليلة الأول من يناير بزيارة لمعابد الشنتو للصلاة والدعاء ، وبالتالي يمضي معظم اليابانيين الليل في الصفوف الطويلة التي تزحف أمام المعابد للوصول إلى المقام الذي يتم فيه الصلاة. ومن ثَمَّ يعودون إلى منازلهم مع صباح اليوم الأول لتناول الإفطار مع الأسرة. الأطفال يتبركون بأول العام الجديد. ولكل فئة عمرية من الأطفال ألعاب معروفة يلعبونها في هذه المناسبة. ويتبادل اليابانيون تهاني الـ "شوقاتسو" حتى اليوم الثالث من الشهر فقط. وينتهي الاحتفال في اليوم الثالث بقطع كيكة رأس السنة المصنوعة من الأرز وتناولها مع الأهل والأقرباء. في بعض المناطق يتم الاحتفال بنهاية احتفالات رأس السنة في اليوم الحادي عشر أو العشرين بقطع كيكة الأرز وتناولها مع شوربة الفاصوليا الحمراء.
• "ياكوذا" Yakuza:
ياكوذا ، نوع من أنواع العصابات الإجرامية كالمافيا، على الطريقة اليابانية الموروثة عن عهد الاقطاع. وتشير القصص القديمة أن الياكوذا هم جماعة القصص القديمة أن جماعة الياكوذا هم جماعة تسعى إلى تطبيق القانون العرفي وإيفاء الالتزامات الإنسانية بالعمل على مساعدة الضعفاء والمساكين عن طريق أخذ الأموال بالقوة من الأغنياء ومنحها للفقراء. إلا أن الياكوذا في الواقع إجرام منظم، كما أصبحت عصابات الياكوذا تسيطر على التجارة غير المشروعة في المخدرات والأسلحة النارية وشكلت شبكات للجريمة المنظمة لها علاقاتها الإقليمية والدولية.
ياكوذا في اللغة اليابانية تعني الأرقام 8 و 9 و 3 ؛ ويمثل مجموع هذه الأرقام أكثر الأرقام خسارة في نوع من أنواع العاب الورق. فالياكوذا هم من أدنى طبقات المجتمع ولكن بانضمامهم للعصابات يعيشون حياة راقية قبل تعرضهم لتصفية جسدية أو إلقاء القبض عليهم بواسطة الشرطة. للياكوذا تقاليد وطقوس تتمثل في الطاعة العمياء لرئيس العصابة والولاء لأعضائها والانضباط. وللياكوذا أعمال تجارية مشروعة وهمية كما أنهم يسيطرون على أعمال الترفيه.
متابعين
متابعين
متابعين
التعليقات