لا يوجد تعريف موحد للكارثة يُجمع حوله الباحثون والمختصون في إدارة الكوارث والأزمات، إلا أن هنالك بعض المعايير والاعتبارات المشتركة لفهم التعريفات السائدة للكارثة . للكوارث عموماً خصائص تميز كل منها تبعاً لنوعها وموقعها الجغرافي والظروف المحيطة بها ، غير أننا نلاحظ أن جميع الكوارث تتضمن قدراً من الخسائر المادية والبشرية .لذا يتوقف وصف الحدث بالكارثة على تقدير حجم الحدث ومقارتته بالقدرات المادية والبشرية للمجتمع الذي يعيش الكارثة .
فالكوارث أنواع ثلاثة:
كوارث طبيعية Natural disasters
كوارث من صنع الإنسان Man-made disasters
كوارث هجين بين النوعين السابقين Hybrid
تُعرَّف الكارثة بأنها أزمة تسبب خسائر فادحة تفوق كثيراً على قدراتنا في العودة إلى حالتنا الطبيعة.
تُعرَّف الأمم المتحدة الكارثة بأنها حالة مفجعة يتأثر من جرائها نمط الحياة اليومية للمجتمع المصاب بخسائر بشرية، مادية، اقتصادية وبيئية تتجاوز مواجهتها قدرات المجتمع ومصادره الخاصة.
يخلط البعض بين عبارتي الكارثة والأزمة باستخدامهما كمترادفتين، غير أن العبارتان مختلفتان رغم العلاقة الموجودة بينهما. الكارثة التي يتسبب فيها الإنسان في مصنع أو منشأة قد تفرز أزمة في الصناعة أو وظائف المنشأة . قد تحدث الأزمة في أي مكان أو داخل أية منظمة وتكون لها خسائر فادحة، إلا أنها قد لا ترقى إلى درجة الكارثة. قد تؤدي الأزمة إلى كارثة، ولكن الكارثة حتماً تؤدي إلى أزمات. فالكارثة والأزمة حدثان مختلفان ومرتبطان .
يأخذ اليابانيون بتعريف المنظمة الدولية للحماية المدنية التي وصفت الكارثة الطبيعية بأنها حادثة غير متوقعة ناجمة عن قوى الطبيعة يترتب عليها خسائر في الأرواح والممتلكات وتكون ذات تأثير بالغ على الاقتصاد الوطني والحياة الاجتماعية، وتفوق إمكانيات مواجهتها قدرة الموارد الوطنية. ولم يربط اليابانيون القدرة على المواجهة بالموارد الوطنية كما هو في تعريف المنظمة الدولية للحماية المدنية، بل يعيدونها إلى المورد البشري وثقافته الموروثة المتمثلة بقناعتهم بقوة الطبيعة والقدرة على ترجمة مصائبها إلى بداية جديدة . فاليابانيون يأخذون بالتعريفات السائدة للكارثة، إلا أنهم في وجدانهم وتكوينهم الداخلي لا يعترفون بالكارثة أو الأزمة كمشكلة تضعف الإنسان وتقعده عن الحركة، ماداً يديه للعون والمساعدة. المفهوم الياباني للكارثة أنها ابتلاء، يدعو الإنسان لليقظة وتوقع غير المحتمل حدوثه والجاهزية لمواجهتها ومن ثم الانطلاق من نقطة الدمار إلى آفاق مستقبلية اكثر نضارة.
خصائص كارثة زلزال شرق اليابان الكبير
حدث زلزال شرق اليابان الكبير في تمام الساعة (2.46) من بعد ظهر الجمعة 11 مارس 2011. أمسية الجمعة لدى اليابانيين وهو يوم عيد وفرحة لكونه ليلة السبت، أول أيام العطلة الأسبوعية ويوم صرف لمستحقات عمال اليومية، لذا فإن يوم الجمعة باللغة اليابانية ( كينيوبي) أي اليوم الذهبي يوم محبب لدى اليابانيين.
بعد (36) دقيقة من الزلزال، ارتفعت أمواج البحر (التسونامي) إلى أكثر من (40) متراً عن سطح البحر لتندفع نحو شواطئ إقليم سنداي وجزيرة فوكوشيما لمساحة قدرها (561) كلم. خلال (57) دقيقة.
بلغت مياه البحر بقوة دفعها إلى قلب إقليم سنداي وهي تحمل معها السفن والشاحنات والمباني والكباري والجسور وبالطبع الإنسان والحيوان، مخلوطة مع بعضها البعض بقوة دفع بلغت سرعتها (60 )كلم في الساعة ، وبذات قوة الدفع التي توغلت بها مياه البحر وأمواجها الهائجة إلى داخل الإقليم ارتدت مرة أخرى وهي تحمل بعضاً من حمولتها التي جاءت بها.
كانت كارثة مأساوية، حسب الأصوات والصور التي سجلتها صفارات الإنذار ومكبرات الصوت تنادي من كل صوب اهربوا، اهربوا، ولكن إلى أين وكيف. كيف للأطفال والنساء والعجزة ونزلاء المستشفيات من المرضى أن يهبوا وبسرعة تمكنهم من استباق سرعة الأمواج المدفوعة بقوة قاهرة لا يعلمها إلا الله. ثم تتضاءل الأصوات وتختفي وكأنها تغرق. ثم تسمع أصوات أخرى بالصراخ، البكاء النجدة وتختفي هنا وهناك. ولكن، إلى أين المفر في تلك اللحظات الرهيبة، .صعد البعض على أسطح المباني العالية فذهبت بها الأمواج، ركب البعض سياراتهم ولكن سرعة الأمواج فاقت حركة السيارات التي ضاعت بمن فيها في ظلمات البحر.
كانت تلك هي الكارثة التي لم يكن من الصعب على اليابانيين تجاوزها بيسر خاصة ولهم من الخبرات والتجارب في مواجهة الكوارث الناجمة عن الزلازل مثل زلزال 1923 و 1994 وغيرها التي دمرت مدن وقتلت الآلاف. ولكن تعقدت المشكلة في حالة زلزال توهوكو بدخول عنصر الخطر النووي الناجم عن الأضرار التي أصابت منشآت المفاعلات النووية في فوكوشيما وعطلت جزئياً قدرات تبريدها وإحراق بعض مولداتها وسببت إشعاعاً نووياً بلغت حد الخطورة على حياة الإنسان والحيوان والنبات مما جعل المناطق المحيطة بالمفاعل وعلى دائرة قطرها 30 كلم منطقة محظورة لا يجوز الاقتراب منها.
تضاءلت فرص إنقاذ الأحياء أو البحث عن الجثث، ولم تترك البيئة المحلية مجالاً للخبراء في العمل على معالجة مشكلة المفاعل التي تسببت في شل الحركة من سنداي وحتى العاصمة طوكيو التي تعتمد على الطاقة الكهربائية المنتجة في فوكوشيما.
عاش الناس في ظلام، توقفت القطارات، قطع الكبار والأطفال مئات الكيلومترات سيراً على الأقدام في طرقات مظلمة. توقفت المصانع وتضررت بعض مصانع تجميع السيارات اليابانية.
صدرت التوجيهات في تلك الليلة لجميع سكان طوكيو بأن يبقى كل فرد في مكانه لحطورة السير في طرقات لا تنظمها إشارات المرور التي تعطلت ، وكذلك لخطورة السير في طرقات مظلمة بصعب التعرف على الاتجاهات فيها لأن الناس لم يألفوا السير إلى مساكنهم. عمت آثار الكارثة وحدث الارتباك وتعطلت الخدمات، بدأ بعض الأجانب يغادرون اليابان وبدأت بعض السفارات تنقل أعمالها إلى فنادق في مدن تبعد عن إقليم سنداي مثل أوساكا، كوبي و هوكايدو. أصبح الناجون من غضب أمواج البحر في العراء دون مأوى أو غذاء أو ماء، حتى الهواء الذي يتنفسونه أصبح ملوثاً بالإشعاعات النووية. وتلك هي الكارثة والأزمة الشاملة بعينها، لو أصابت مثلها أية دولة في العالم المتقدم أو النامي ، ربما ، لفقدت تلك الدولة موقعها كدولة على خريطة العالم وتشرد شعبها إلى الأبد. ولكن الحمد لله أن الابتلاء كان في اليابان وأن الإنذار الإلهي لإنسان هذا العصر كان لأهل عزائم وأيقظتهم من سباتهم.
• خصائص الكارثة
تجمعت في كارثة زلزال شرق اليابان الكبير ستة عناصر متداخلة ومترابطة وهي :
(1) زلزال قوي بدرجة 9 بالمقياس الياباني Powerful earthquake
(2) تسونامي بلغ ارتفاعه 40 متراً Destructive Tsunami
(3) حادث المفاعل النووي Nuclear Accident
(4) انقطاع عام للتيار الكهربائي Black out over wide-area
(5) تعطل وسائل الاتصالات Communication Failure
(6) تعطل وسائل النقل Transportation Failure
الزلزال القوي على بعد (65) كلم من السواحل الشرقية وفي عمق (32) كلم من المحيط الباسيفيكي كان سببا للتسونامي الذي أصاب مفاعل فوكوشيما النووية بأضرار
بالغة أفقدتها القدرة على إنتاج الكهرباء، العمود الفقري لوسائل النقل والاتصالات في العاصمة طوكيو وشرق اليابان. هكذا تكاملت عناصر الكارثة ومعطياتها من الأزمات المختلفة.
الزلازل لا تزعج اليابانيين كثيراً، بحكم تكرارها بدرجات متفاوتة، عاشها اليابانيون منذ القدم وألفوها صغاراً وكباراً وأعدوا لها متطلبات المواجهة واستعدوا لها مادياً ومعنوياً. أمواج التسونامي أيضاً مألوفة لدى اليابانيين، خاصة تلك التي تسببها الرياح التيفونية السنوية. رغم أن زلزال شرق اليابان كان الأقوى من نوعه في تاريخ اليابان، ورغم أن التسونامي كان الأكبر من نوعه في التاريخ الياباني الحديث، كان من الممكن التعامل معهما مادياً ومعنوياً، لولا دخول عنصر الحادث النووي الذي تسبب في شل حركة الاتصال والنقل لساعات ومن ثم عطل عمليات الإنقاذ والمعالجة سبب مخاطر الإشعاعات النووية التي أفرزتها المفاعلات المصابة.
تعتبر المنطقة المتضررة بكارثة زلزال شرق اليابان الكبير من المناطق الصناعية الرئيسية في اليابان، إذ تشكل منتجاتها (7.9%) من الصناعة الثقيلة وصناعات الأجهزة الالكترونية. ولكن الأهم من ذلك كله أن المنطقة المتضررة من الزلزال وأضرار مفاعل فوكوشيما النووية هي مصدر (11.6 %) من المواد الغذائية و (15.8 %) من المواد الزراعية والسمكية في اليابان، والتي أصبحت غير صالحة للإنسان، مما أفقد الإنسان قدراً كبيراً من الغذاء في المنطقة المتضررة وفي مناطق أخرى بما في ذلك العاصمة طوكيو.
أركان الاقتصاد الياباني مثل شركات، تويوتا، نيسان، هوندا، مؤسسة الحديد والصلب، مصانع سوميتومو، توشيبا، سوني، فوجي للصناعات الثقيلة وسكك حديد شرق اليابان تعطلت تماماً عن الإنتاج حتى 14 مارس. غمرت أمواج البحر (23600) هكتاراً من مزارع الأرز وقضت عليها، وتركت أملاحها على تلك المساحة، مما يجعلها غير صالحة للزراعة لسنوات .
• نتائج الزيارات الميدانية
قام الباحث خلال عامي 2011 و 2012 بزيارتين لليابان بهدف جمع البيانات والوقوف ميدانياً على آثار الكارثة والتعرف على إتجاهات المجتمع الياباني حول الكارثة. الزيارة الأولى كانت في يونيو 2011، أي بعد ثلاثة أشهر من تاريخ زلزال شرق اليابان الكبير. اقتصرت هذه الزيارة على العاصمة اليابانية طوكيو، ولم تسمح التدابير الأمنية المتخذة بالوصول إلى المناطق القريبة من فوكوشيما وسنداي التي كانت متأثرة بالإشعاعات النووية.
تم في طوكيو إجراء مقابلات مع المسؤولين عن الكوارث والأزمات والحرائق في وزارة الشؤون الداخلية. كما تمت مقابلة بعض الطلاب والأساتذة في جامعة (شيبا) وجامعة (كييو) الذين انخرطوا في بحوث ودراسات متنوعة متصلة بكارثة زلزال شرق اليابان الكبير.
وضح من هذه الزيارة التحرك الايجابي للمجتمع الياباني بمختلف فئاته وقطاعاته، إذ أسهم كل فرد أو أسرة أو شركة أو مؤسسة حكومية أو أهلية بدور واضح في مواجهة الكارثة. الأطفال الصغار وقفوا في صفوف ليضعوا جزءاً من قيمة وجباتهم الغذائية اليومية في صناديق دعم المتضررين. الشباب تجمعوا في مراكز المتطوعين للمساهمة في عمليات الإنقاذ في المناطق المنكوبة رغم ميحيط بها من المخاطر. اليوم الثاني والثالث للكارثة (العطلة الأسبوعية ) أصبحت أيام عمل عادية دون إعلان رسمي. الشركات والمصانع دفعت بمخزونها من المنتجات إلى المناطق المنكوبة. الأجهزة الإلكترونية، أجهزة الاتصال، المولدات الكهربائية، المواد الغذائية، الملابس، الأدوية، السيارات، الشاحنات، الآليات الثقيلة تدفقت عبر قنوات مرسومة نحو المناطق المتضررة.
وحدت وسائل الإعلام بمختلف أنواعها كلمتها حول الكارثة وركزت على الإنقاذ والإرشاد والتوجيه وإيجاد الحلول. لم ترصد في هذه المرحلة تقارير سلبية أو انتقادات أو شكاوى من أية جهة ضد أية جهة أخرى. المسؤولية المجتمعية كانت الأكثر وضوحاً، خاصة فيما يتصل بنشر الوعي والطمأنينة العامة والاستجابة السريعة للتوجيهات والإرشادات والتحرك الطوعي الذي تجاوز الحاجة في بعض الأحيان.
في الزيارة الأولى ، لاحظ الباحث ان العاصمة طوكيو لم تكن تلك المدينة التي عرفناها في عام 2010، بسبب النقص الشديد في إمدادات الطاقة الكهربائية. أكبر أسواق الأجهزة الكهربائية في العالم، في مدينة (اكيهابارا) إحدى مدن العاصمة طوكيو البالغ عددها (29) مدينة، والتي كانت شوارعها ومحلاتها التجارية الأكثر إضاءة وزينة أصبحت شبه مظلمة والحركة فيها مشلولة بسبب برمجة الإمداد الكهربائي. مدن الليل والترفيه مثل (جينزا) و ( سنجكو) التي كانت لياليها مثل نهارها أصبحت تنام ليلاً وتطفئ أنوارها. أنفاق القطارات الممتدة في باطن الأرض لأكثر من خمسة طوابق من خطوط القطارات أصبحت مرهقة للناس لتعطل السلالم الكهربائية الأفقية والرأسية بالإضافة على نقص في الإضاءة وعجز في التكييف.
ورغم كل ذلك كانت حركة الحياة كما هي، بل أكثر قوة وأكثر اندفاعاً. حدث شح في بعض المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية بسبب الهلع والخوف الذي أصاب الناس وسارعوا إلى الشراء والتخزين، إلا أنهم أعادوا السلع مرة أخرى إلى المحلات التجارية دون مقابل، في ضوء رسالة بثتها وسائط الإعلام، مفادها أن أحد الوزراء أعاد بعض المواد الغذائية إلى إحدى المحلات التجارية المعروفة بـ(Seven Eleven) .المعلومات والبيانات والصور اليومية لمسرح الكارثة كانت متوفرة ومتاحة للجميع في العاصمة كوكيو.
الزيارة الثانية للباحث، كانت في سبتمبر من العام 2012، أي بعد (18) شهراً من تاريخ الكارثة. كانت الأمور في العاصمة طوكيو قد عادت إلى طبيعتها. حركة القطارات والمركبات العامة، أنشطة الليل والنهار وأضواء المدن وحركة السياحة والتجارة أصبحت كما كان عليها الحال قبل الكارثة.
أصبح من الممكن زيارة مسرح الحدث في إقليم سنداي ومشاهدة الآثار . وقف الباحث على شواطئ سنداي وعلى مقربة من مفاعل فوكوشيما. المناطق المتضررة من الكارثة كانت أكثر نظافة مقارنة مع الصور التي التقطت بعد الكارثة. أزيلت الأنقاض تماماً. تم ترميم وصيانة المباني والمنشآت التي ما زالت باقية بعد الكارثة. شرعت المدينة في البناء وأطلقت الحكومة المحلية والحكومة المركزية برامجها المستقبلية الرامية إلى الانتقال بالمنطقة إلى حدث جديد وفريد من نوعه يجعل من الضارة نافعة. المواطنون الناجون من الكارثة يعيشون الأسى والحزن ويتناقلون القصص المحزنة والمشاهد الحرجة التي مرت أمام أعينهم. ما يُقال ويكتب في هذه المنطقة المنكوبة ثروة قومية من الأدب والشعر والغناء والرثاء سوف تشكل ناتجاً ثقافياً له مردود اجتماعي واقتصادي على المدى البعيد.
تمكن الباحث خلال هذه الزيارة من الوصول إلى المسؤولين في وزارة الشؤون الداخلية والاتصالات، وكالة الحرائق والكوارث. أجرى الباحث مقابلات قصيرة مع مساعد مدير الوكالة للحرائق والكوارث واطلع على وظائف الوكالة بصفة عامة وخدمات مكافحة الحريق وتخطيط خدمات الإسعاف والعلاقات العامة التي تُعد مخزناً مفتوحاً للمعلومات.
عنصر مفاعلات فوكوشيما النووية في الكارثة
ابتدءاً من سبعينات القرن العشرين انتشرت المفاعلات النووية المستخدمة لتوليد الطاقة في كثير من دول العالم، لتصبح مصدراً داعماً للاقتصاد والصناعة والتنمية. فوفقاً للإحصاءات الرسمية المعلنة، توجد الآن (31) دولة تملك (443) وحدة عاملة الآن. بينما هنالك (45) دولة أخرى تملك مفاعلات عاملة جزئياً أو تحت الإنشاء. ومن الملاحظ أن الدول التي امتلكت المفاعلات النووية هي الأكثر تقدماً وأكثر رخاءاً. تأتي في مقدمة الدولة المستفيدة من المفاعلات النووية لتوليد الطاقة الولايات المتحدة الأمريكية ب (104) وحدة، فرنسا ب (59) وحدة، اليابان ب (56) وحدة، روسيا ب (31) وحدة وبريطانيا ب (23) وحدة.
في عام 1954، رصدت الحكومة اليابانية (230) بليون ين ياباني لتوفير طاقة نووية للأغراض السلمية وتم تشييد أول مفاعل نووية في اليابان بواسطة شركة جبي. إي . سي البريطانية. وفي عام 1970 تم تشييد أول مفاعل للماء الخفيف بالتعاون مع الشركات الأمريكية مثل جنرال إلكتريك و وستنغهاوس. تابعت بعد ذلك الشركات اليابانية ومراكز بحوثها تطوير صناعة الطاقة النووية، إذ أبدع علماء الفيزياء اليابانيون في هذا المجال، خاصة فيما يتصل بتوفير ضمانات السلامة، الأمر الذي جعل المفاعلات النووية، رغم كثرتها وكثافة توزيعها الجغرافي معافاة من الحوادث.
تتكون مفاعل فوكوشيما رقم (1) من (6) مولدات لغلي المياه الخفيفة الدافعة لتوليد طاقة كهربائية قوتها (4.7) ميغاواط التي تجعلها من أكبر (25) مفاعل نووية في العالم.
تم بناء الوحدة الأولى من مفاعل فوكوشيما عام 1967 وبدأ إنتاجها عام 1971 . وتبع ذلك تكملة الوحدات (2) إلى (6) خلال عام 1976 .
عندما حدث الزلزال الكبير في مارس 2011 كانت الوحدات (1، 2، 3 ) هي العاملة ، بينما كانت الوحدات (4، 5، 6 ) مغلقة لأغراض التفتيش الدوري. توقفت الوحدات (1، 2، 3 ) مع حدوث الزلزال آلياً بنظام يُعرف ب (SCRAM) . عندئذ انقطع التيار الكهربائي للمفاعل، كما تعطلت المولدات الاحتياطية الموجودة خارج المفاعل. تم تشغيل (13) من مولدات الديزل الاحتياطية الموجودة داخل المفاعل لتشغيل نظام التبريد، إلا أن التسونامي، بالارتفاع البالغ قدره (13- 15) متراً تجاوزت الحائط الواقي من الأمواج البالغ ارتفاعه (5.7) متراً. عندها أبلغت شركة كهرباء طوكيو TEPCO الحكومة اليابانية بخطورة الموقف، خاصة وأن تعطل نظم التبريد اقتضى تنفيس الغازات المتراكمة مما يؤدي إلى تحرير إشعاعات نووية بدرجات عالية.
إجراءات مواجهة كارثة زلزال شرق اليابان الكبير
تعتبر كارثة زلزال شرق اليابان الكبير بتركيبتها الحرجة وعناصرها المعقدة، من أصعب الابتلاءات والامتحانات التي تواجه الحكومات والشعوب. فمن أين تبدأ خطط المواجهة وإلى أين تتجه وكيف؟ خاصة وقد شلت حركتها تماماً. أصبحت الحكومة اليابانية وأجهزة الدولة والمجتمع الياباني أمام عناصر كارثية متعددة ومتداخلة، لها مخاطرها العاجلة على حياة الإنسان ومقومات البيئة التي لا تقبل حلولاً جزئية. تتطلب الكارثة المفاجئة حلولاً مفاجئة وفورية تحقق الآتي:
- إعادة الطاقة الكهربائية
- إحياء ميكانزمات الاتصالات والنقل
- استرجاع البرامج والمعلومات – العمود الفقري لأجهزة الدولة والقطاع الخاص، المحبوسة في قواعد البيانات المتشابكة
- السيطرة على الفاعلات النووية المتضررة في فوكوشيما
- تأمين أكثر من خمسين من المفاعلات النووية المنتشرة في اليابان
- إنقاذ العالقين في المناطق المتضررة
- إيواء (400) الف أصبحوا في العراء في المناطق المتضررة
- توفير الاحتياجات الضرورية للمتضررين
- إعادة مياه الشرب لمليون شخصاً في العاصمة طوكيو.
- إزالة الأنقاض التي بلغت (25) مليون طناً وفقاً للتقديرات الأولية للأمم المتحدة.
وفيما يلي نتناول الخطط والتدابير التي اتخذتها الحكومة بالتنسيق مع القطاع الخاص والمجتمع المدني الياباني والجهات الدولية المتعاونة.
- دور الحكومة اليابانية
يتكون نظام الإدارة الحكومية في اليابان من ثلاثة مستويات هي:
- مستوى الحكومة القومية National
- مستوى حكومات المحافظات Prefectures
- مستوى البلديات Municipalities
أنشأ رئيس الوزراء على قمة الجهاز التنفيذي غرفة عمليات خاصة لإدارة الأزمات وألحق بالغرفة فريق عمل من العلماء الباحثين وأساتذة الجامعة. يعمل الفريق على مدار الساعة في جمع البيانات ودراسة الحالات وصياغة الحلول وترتيب آليات التنفيذ تدفع بها إلى غرفة عمليات رئيس الوزراء.
أنشأت حكومات المحافظات الثلاثة المتضررة في شرق اليابان غرف عمليات وفرق عمل مماثلة.
الإستراتيجية اليابانية لمواجهة الكوارث
تتكون الإستراتيجية العامة لمواجهة الكوارث والزلازل من أربعة أركان وهي :
1) الوقاية والتخفيف Mitigation
2) الجاهزية Preparedness
3) الاستجابة Response
4) إعادة الحالة إلى طبيعتها Recovery
للوقاية من الكوارث والتخفيف من أضرارها إجراءات وتدابير سابقة للحدث تتكون من خطط البناء والتشييد والرقابة الهندسية والأمنية لكافة مقومات التنمية واتجاهاتها مثل الفحص والتقييم الدوري للمنشآت النووية بالقدر الذي يضمن صمودها أمام الكوارث، خاصة في المناطق المعروفة بتعرضها للكوارث الطبيعية. وللوقاية والتخفيف من الكوارث تدابير لاحقة للحدث تتوقف على حسن الإدارة وكفاءة الأجهزة المعنية وتوفر القدرات المادية والبشرية.
الاستجابة للحدث الكارثي في المفهوم الياباني عملية إنسانية، قبل أن تكون وظيفة حكومية أو مسؤولية مجتمعية، إلا أن بيان الاستجابة وكفاءتها تقوم على الجاهزية والتوفير المنظم والمسبق للكارثة. أما إعادة الحالة إلى ما كانت عليها قبل الكارثة فقوامها الإمكانات المادية والفنية التي تملكها الدولة. فالكوارث، عادة تقاس بقدرة الدولة وقوتها الاقتصادية وما يشكل كارثة لدولة فقيرة، قد لا تشكل كارثة لدولة غنية.
كارثة زلزال شرق اليابان الكبير بوصفها كارثة شاملة، سلبت الحكومة اليابانية وأجهزتها والمجتمع المدني من قدراتها الإستراتيجية وأدوات الجاهزية وآليات الاستجابة بانقطاع الطاقة الكهربائية الأمر الذي عطل وسائط الاتصال والنقل وأغلق مخازن التجهيزات وقواعد البيانات.
كانت الاستجابة للحدث الكارثي في حاجة إلى عمل غير تقليدي وإبداعات فكرية تتدفق تباعاً وتوضع موضع التنفيذ. كانت الخطوة الأولى هي إعادة الاتصالات وتأهيل قواعد البيانات الحكومية في العاصمة طوكيو وإقليم سنداي وكافة المحافظات المتضررة على الساحل الشرقي.
حدث زلزال شرق اليابان الكبير، كما سبق أن أشرنا، في تمام الساعة (2.46) من بعد ظهر 11 مارس 2011، أي قبل نهاية ساعات الدوام التي تنتهي الخامسة مساءاً في بعض المواقع والسادسة مساءً في مواقع أخرى. وربما كان ذلك رحمة من رب العالمين، إذ أن نهاية ساعات الدوام تعني حالة من الازدحام غير العادية، خاصة في سوائل النقل وقطارات الأنفاق تحت الأرض والقطارات السريعة والتي تتضاعف مخاطرها في حالة انقطاع التيار الكهربائي. أنفاق القطارات في العاصمة طوكيو وغيرها من المدن الكبرى تمتد في باطن الأرض أكثر من خمسة طوابق وكل طابق يمثل خطاً لإحدى شركات القطارات. وتعتمد جميع المنشآت وحركة القطارات مداخلها ومصاعدها وإضاءتها على الطاقة الكهربائية والتقنيات الآلية التي تتحكم في كل شيء. وربما وقت الكارثة هو العنصر الوحيد الذي كان في عون المختصين وأجهزة الدولة ليتدبروا بعض الأمور وتحريك بعض الآليات وتشغيل بعض المولدات الاحتياطية التي لم يكن من الممكن التعامل معها لولا الضوء الأخير لشمس يوم 11 مارس 2011 .
تم بناء غرف عمليات وفرق عمل على مستوى البلديات والمحليات سارعت الحكومة المركزية بالتعاون مع شركات القطاع الخاص ووزارة الشؤون الداخلية والاتصالات على توفير البدائل للطاقة الكهربائية وأجهزة الاتصال وتحقيق الربط بين المستويات الحكومية الثلاثة قبل نهاية اليوم الأول للكارثة أي خلال الفترة ما بين الساعة الثالثة والساعة السادسة مساءً، وذلك وفق خطوات أهمها:
1. وفرت وزارة الشؤون الداخلية والاتصالات مجاناً .
• 152 هاتف فضائي
• 570 وسائل الاتصال المتحركة
• 10000 راديو متحرك للمنطقة المنكوبة
• 1035 وحدة من معدات الاتصالات المتحركة
• 136 مولد كهربائي متحرك على شاحنات خاصة
2. قامت وزارة الداخلية والاتصالات بالإعفاء من رسوم المكالمات الهاتفية العامة المنتشرة في اليابان، كما أنشأت (2200) هاتفاً عمومياً خلال الأيام الثلاثة الأولى.
3. أنشأت محطة NHK الحكومية (750) تلفزيوناً عاماً و (760) راديو في الأماكن المتضررة شرق اليابان.
4. تم اعتماد مجانية المكالمات الهاتفية والانترنت وتراخيص محطات الإذاعة والتلفزيون،، كما تم تأجيل دفع الرسوم المستحقة.
5. تلقت وزارة الاتصالات (153) وحدة اتصالات فضائية من الاتحاد الدولي للاتصالات دون مقابل.
بهذه الإجراءات الأولية العاجلة تم تحقيق التواصل بين المستويات الإدارية الثلاثة من جهة وبين المستويات الإدارية والمجتمعات المحلية في المناطق المتضررة. وبذلك أصبحت المعلومات المطمئنة والإرشادات تنساب بين الحكومة والناجين من سكان المناطق المنكوبة. وقد أسهم هذا التواصل في عمليات إنقاذ الأحياء والاستجابة لنداءات الاستغاثة التي بدأت ترد إلى غرف العمليات، كما أصبح من الممكن توجيه الضحايا إلى مراكز التجمع ونقلهم إلى دور الإيواء التي بدأ تجهيزها وتزويدها بالغذاء والأدوية والكساء وخدمات الرعاية الصحية والنفسية. وقد تم تعزيز خدمة مساعدة مجتمع المتضررين وبفضل التوسع السريع في خدمات الإنترنت وإعادة تشغيل قواعد البيانات الحكومية عبر وسائط فضائية خاصة تعمل في موجات منخفضة أطلقت خلال أسبوع وكأنها أُعدت خصيصاً لهذه الكارثة.
لقد مكن استرجاع البرامج وبيانات الحكومة المركزية والحكومات المحلية من الحصر السريع للضحايا والموتى والناجين والتعرف عليهم وربطهم بأسرهم. وأصبحت البلديات بذلك قادرة على تقديم خدماتها العادية من التراخيص والشهادات وتسجيل الطلبات وتقديم الإعانات.
إذاً، كان توفير الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل أجهزة الاتصال هو الأولوية التي فرضت نفسها وحققت النجاح. ولم يقتصر دور الطاقة البديلة والاتصالات على خدمة المجتمعات المنكوبة فحسب، بل كان للاتصالات الناجحة دورها المحوري في إدارة أزمة المفاعلات النووية في فوكوشيما، التي كان التحكم في عملياتها وتوجيه أطقم وفرق العمل فيها وتزويدهم بمعلومات التسريبات الإشعاعية من أهم الأسس والتدابير التي شملتها خطط العمل في بيئة خطرة على حياة الإنسان.
أعلنت الحكومة حالة الطوارئ في القوات المسلحة اليابانية المعروفة بقوة الدفاع عن النفس، التي توجهت بكامل عتادها إلى المنطقة المنكوبة. كما دفعت وزارة الشؤون الداخلية والاتصالات بعدد (389000) من رجال الشرطة والمتطوعين الذين انضموا إليها من مختلف أنحاء اليابان، وذلك للعمل في مختلف التخصصات الأمنية مثل تنظيم المرور، الحراسات، الإنقاذ والإسعاف وتنظيم أماكن الإيواء.
وفقاً لأحدث إحصاءات الشرطة القومية اليابانية بلغ عدد الموتى (15647) شخصاً، بينما بلغ عدد المفقودين (7482) شخصاً. وعليه يقدر عدد الضحايا ب (23129) شخصاً. قامت الشرطة اليابانية وأجهزتها المختصة بتشريح جميع الجثث التي تم العثور عليها ووضح أن الغرق كان سبب الوفاة (92.4 %) من الموتى بينما كانت الإصابات بمواد صلبة سبب الوفاة (7.6 %) منهم، قامت الشرطة بأخذ بصمات الأصابع والأقدام وبصمات الأسنان وعينات من الدم وعينات أخرى لأغراض البصمة الوراثية، وكل ذلك لضمان التحقق السليم للضحايا وعلاقاتهم الأسرية بالناجين من الكارثة والأحياء في مناطق أخرى من اليابان، الأمر الذي يُعد ضرورياً للتعويضات وتقسيم الورثة.
كشفت الكارثة أن لليابانيين تاريخاً مدهشاً من المثابرة الهادئة والثبات والحس المجتمعي، تلك الخصائص جعلت المجتمع الياباني يحتفظ بأمنه ووقاره في منطقة مسحتها الطبيعة.
دور المجتمع الياباني في مواجهة الكارثة
يتميز المجتمع الياباني بالوحدة الإثنية والانسجام الثقافي والالتفاف حول القيادة السياسية الموحدة للإمبراطور. وقد تعززت هذه الوحدة والترابط بفضل مؤسسات التعليم المتداخلة والولاء الوظيفي والانتماء القوي للشركات ومؤسسات الإنتاج. وجاءت الكوارث الطبيعية وفي مقدمتها الزلازل كظاهرة يومية لترسيخ الوحدة والترابط بين أفراد المجتمع الياباني. فاليابانيون أمام الكوارث الطبيعية جسد واحد إذا أصيبت منطقة في اليابان بكارثة تحرك المجتمع بأكمله طوعاً. ألف اليابانيون الزلازل وكوارثها منذ القدم وعاشوا معها تجارب عديدة، نجحوا في تجاوز آلامها، الأمر الذي عزز لدى اليابانيين الثقة بالنفس.
يحتفل اليابانيون بذكرى زلزال عام 1923 ( الذي كان الأكبر في تاريخ اليابان قبل زلزال شرق اليابان الكبير) في الأول من سبتمبر من كل عام بيوم الجاهزية لمواجهة الزلازل. تطلق صفارات الإنذار في العاشرة من يوم الاحتفال ويتحرك الناس في جميع المواقع وكأن هناك زلزالاً مدمراً. يتم الإخلاء من بعض المباني عبر سلالم الطوارئ، يقطع التيار الكهربائي في بعض المنشآت لاختبار قدرات عامة الناس في تشغيل المولدات الاحتياطية، يتم إخلاء المرضى من المستشفيات، يأخذ طلاب المدارس مواقعهم تحت الطاولات واضعين المساند القطنية على رؤوسهم، ويتم تمثيل كافة الأدوار المحتملة في حالات الزلزال. تقوم الأجهزة الأمنية المختصة بفتح المستودعات الاحتياطية وتوزيع المؤن والتدقيق على سلامتها.
تشكل مثل هذه التدريبات السنوية وغيرها من التدريبات والمعارف المضمنة في المناهج الدراسية في مختلف المستويات التعليمية عنصر ثبات ومرتكز قوة لدى اليابانيين في مواجهة الكوارث.
كانت الاستجابة المجتمعية لكارثة زلزال شرق اليابان استجابة فورية وطوعية. لم تصدر الحكومة أو المنظمات الأهلية إعلانات للتطوع أو التبرع ولم تقدم أية جهة بياناً بالاحتياجات اللازمة لمواجهة الكارثة. تحرك جميع أفراد المجتمع في مختلف المدن والأرياف نحو مواجهة الكارثة ومساعدة الضحايا ومساندة أجهزة الدولة بطريقة منظمة وكأن كل فرد يعلم بدوره وقدراته والقنوات المنظمة لإنسياب الشراكات والمساهمات الطوعية.
ضرب اليابانيون مثلاُ للعالم وقدموا درساً في الصبر ومواجهة المصائب وتفوق كل فرد في المجتمع الياباني على نفسه. الدولة بأجهزتها المختلفة استنفرت ما تبقى لها من قدرات. الوزراء جميعاً خلعوا البدل الزرقاء ولبسوا ملابس العمال. نزلوا إلى الشوارع مطمئنين المواطنين ومرشدين ومنادين إلى العمل من أجل " سنداي" .
وقف الأطفال بالطرقات يجمعون التبرعات لمساعدة إخوانهم في إقليم سنداي المنكوب. بدأ الطلاب الصغار بوضع قيمة وجباتهم في صناديق التبرع. انتقلت فرق الإنقاذ بمختلف تخصصاتها إلى الإقليم المنكوب.
كانت السيطرة على المفاعل رقم (3) القابل للانفجار هي أخطر المهام وتقرر أن يتم تبريد المفاعل والحيلولة دون انفجاره بضخ مستمر من مياه البحر تصب من على بُعد على المفاعل. ولم يكن من الممكن أن يبقى الإنسان في مكان ضخ المياه أكثر من ثلاثة أيام لأنه في الدائرة المشبعة بدرجة عالية من الإشعاعات النووية. وطلب من الوحدات المتخصصة والذين سبق لهم التدريب على أعمال الدفاع المدني أن يسهموا في العمل بنظام الورديات حتى لا يبقى فريق العمل الواحد أكثر من ثلاثة أيام عمل في دائرة المنطقة المحظورة. تدافع المتطوعون وتقاتلوا لتكون لهم الحظوة في هذا العمل الخطير. وتلبية لرغبة المتطوعين وكثرة عددهم أصبح فريق العمل يمضي ستة ساعات فقط ليحل مكانه فريق آخر.
يصف ألن شيوات موقف المجتمع الياباني خلال تلك الكارثة بقوله:
" يتعجب المرء من الانضباط الذاتي ومدى صبر اليابانيين الذي وضح وسط تلك الحالة الرهيبة الطارئة.
التعليقات