وراء كل عظيم إمرأة ، فماذا يكون الحال إن كان هناك أربع زوجات متتاليات في حياة الكاتب الأمريكي ذائع الصيت إرنست همنجواي ،واللاتي كان لهن الفضل والأثر المباشر في تألقه خلال مراحل حياته المختلفة عندما سطر رواياته المتعددة والتي حصل بموجب تلك الروائع السبعة على جائزة نوبل في الآداب لعام ألف تسعمائة أربعة وخمسون ميلادية ، وبذلك يبقى الأثر واضحاً للمرأة في حياة الرجل بصفة عامة وفي حياة الكاتب بصفة خاصة.
الكاتب المخضرم الذي عاصر حروبا عالمية ، فعمل سائقاً لسيارة إسعاف فى الحرب العالمية الاولى قبل مغادرته للجبهة الايطالية مجددا ليصاب بجروح خطيرة ثم يعود مرة أخرى الى موطنه أمريكا ويسطر لنا بعد هذه الفترة العصيبة التي عايشها بنفسه رائعته وداعا للسلاح والتي نشرت في عام 1929 ميلادية متاثرا بما شاهده على أرض المعركة آنذاك.
تعلم عزف التشيللو عن طريق والدته الموسيقية ، علماً برفضه القاطع في بداية الأمر لتعلم فنون الموسيقى وذلك بسبب تسلط أمه وهيمنة شخصيتها عليه ،ولكن يخبرنا همنجواي لاحقا بأن تعلمه لاصول العزف على هذه الالة الموسيقية كان سببا واضحا في صقل كتابة روايته التي نتحدث عنها اليوم " لمن تقرع الأجراس" وظهر ذلك جليا في فكرة الطباق او مايعرف بالكونترابنط .
تدور أحداث الرواية عن فكرة الموت والصراع بين الرغبة فيه أو البقاء من أجل الصالح العام ، حيث تبدأ الأحداث بالبطل روبرت جوردون الذي يوكل إليه تفجير جسر في اسبانيا ضمن أحداث الحرب الامريكية الاسبانية الداميه هناك ، وفي هذه الاثناء يقع في حب فتاة أسبانيه تدعى ماريا لتبدأ أحداث الصراع الداخلى بين الرغبة في إستكمال المهمة التي أوفد من اجلها أو أن يترك ذلك بعيدا ليهيم في علاقة أنسانية مع ماريا التي عشقها.
يتضح من ثنايا الرواية أن الاجراس ماهي إلا الافكار الواردة في خيال الشخص والتي ماتكون دوما عائقا بين رغباته وآماله الدفينه وبين مايحدث على أرض الواقع ، فلصالح من سوف تقرع هذه الاجراس وهل يكون هدم هذا الجسر بمثابة قطع سبل الأتصال بين طرفين ؟
التعليقات