يلجأ البعض إلى التوكيدات بهدف إعادة برمجة العقل الباطن، للتخلص من البرمجة القديمة المعيقة وإحلال برمجة جديدة أفضل تساعد الشخص على الوصول إلى أهدافه. ونجاح التوكيدات يتوقف على عدة عوامل أهمها درجة إيمان الشخص بها وبمفعولها. إليكم في هذه السطور طريقة كتابة التوكيدات مع تعديلاتي الخاصة وملاحظاتي من واقع التجربة الشخصية:
- خصص دفتراً للتوكيدات،
- اختر وقتاً يناسبك، ويفضل أن يكون بعد الاستيقاظ مباشرة أو قبيل النوم حيث تكون دفاعات العقل الباطن مرتخية.
ويفضل بعض خبراء الطاقة الالتزام بساعة معينة لكتابة التوكيدات اليومية، لكن لا بأس في قليل من المرونة فنحن في النهاية نريد راحتك وليس زيادة أعبائك النفسية.
- اكتب التوكيدة التي تريد مع الحرص أن تكون بصيغة إيجابية وتحمل معاني الخير لك، وتكون أقصر ما يمكن على مبدأ "خير الكلام ما قل ودل".
- ينصح الخبراء بكتابة التوكيدة بصيغة الحاضر، يعني "الآن". ولزيادة استشعار الحالة ورفع الذبذبات فليكن ذهنك حاضراً في اللحظة قدر الإمكان، ولذلك أحب أن أضيف عبارتي الخاصة: في هذه اللحظة البديعة، في هذه اللحظة الجميلة، في هذه اللحظة العائلية (خصوصاً إذا كان الأولاد حولك)... الخ.
- يستخدم الكثيرون كلمات مفتاحية مثل "عندي الآن كذا وكذا" أو "أمتلك الآن كذا وكذا" لكن بفضل إلهام رباني وجدت أن أفضل تعبير هو "أستمتع الآن"، فهذه الكلمة الجميلة كفيلة برفع الإحساس الإيجابي بما تطلبه، كما أن الله سبحانه وتعالى يريد لنا أن نعيش في راحة واستمتاع بما خلقه من أجلنا من خيرات وبركات. لذلك اكتب مثلا: "أنا الآن استمتع بقيادة سيارة كذا" أو "أنا الآن أستمتع بالعيش في بيتي الخاص" وهكذا.
-الباقي تعرفونه، واظب على كتابة التوكيدة يومياً بدون انقطاع لمدة ١٤ يوما على الأقل، مع تكرارها ٢١ مرة في كل جلسة. وهناك من ينصح بالمواظبة لمدة ٤٠ يوماً دون انقطاع. وبإمكانك مراجعة عمو غوغل للاستزادة من الخيارات.
- النقطة المهمة هنا أن تكتب وتنسى الموضوع، يعني أن لا تكون متعلقا بالهدف ومتحرقاً للحصول عليه ولا مستعجلاً. فقط "اتركها على الله".
*ملاحظة: تذكر أن التوكيد ليست تعويذة سحرية، ونجاحها يتوقف على عوامل عديدة. وقد ثبت بالتجربة أن البرمجة الأصلية للإنسان قد تمنعه عن الوصول إلى أهدافه مهما كانت رغبته شديدة وبغض النظر عن قوة إرادته. مثلا، كنت أكرر عام ٢٠٢٠ توكيدة عن رغبتي بالوصول إلى الوزن المثالي قبل نهاية العام، ولكن اكتشفت بعد شهور كثيرة أن عندي برمجة تمنعني من فقدان الوزن (هدفها النبيل حمايتي من مشاعر الحرمان وتفويت الطيبات)، وبعد جلسة برمجة لغوية عصبية تحويلية بتقنية "الأجزاء" Parts Model، تم فيها التوفيق بين كل الأجزاء المتصارعة في داخلي بشأن فقدان كيلواتي الزائدة مع ضمان شعوري بالأمان والوفرة والصحة، حدث التغيير المنشود وتمكنت أخيرا من اتباع حمية تناسبني لا أشعر فيها بأي حرمان والآن في طريقي للاستمتاع بالوزن والشكل الذي طالما رغبت فيه سابقاً.
المهم، إليك بعض الطرق للتعامل مع مثل هذه الحالة وإنجاح التوكيدة:
*استشعر أية مقاومة أو رفض للهدف في داخلك وأنت تكتب. مثلاً عندك شعور مقاومة لفكرة أن المال يأتيك بسهولة، تفكّر في هذا الشعور، خذ وقتك واكتب ما تشعر به وحلله.. قد تجد أن أفكار الرفض ليست منك أنت بل جاءت ممن حولك.
* الابتسام مهم جداً أثناء كتابة التوكيدات، وقد أثبت العلم أنه توجد علاقة وثيقة بين حركات عضلات الوجه والحالة الشعورية. فعندما تبتسم يفسر عقلك هذه الحركة أنك سعيد فيحدث تبدل في المزاج نحو الاحسن، وهو ما يجعل التوكيد أكثر فاعلية. المزاج الحسن والتفاؤل له مفعول السحر لأنه يعكس حسن الظن بالله تعالى.
التوكيدات طريقة لطيفة للتواصل مع نفسك والتعرف إلى رغباتك الحقيقية، وخاصة عندما تكون وراءها النية الصافية والرغبة بالسعي واستقبال الإلهامات الربانية.
أنوي لكم في عامكم الجديد السعادة والحب والاطمئنان الداخلي.
التعليقات