باقي أقل من ١٠ أيام على نهاية سنة وولادة سنة جديدة.. إذن نحن الآن نعيش طاقة النهايات والبدايات، وهي فرصة أكثر من رائعة للفلترة والتنظيف.. والأهم للتركيز على هدف واحد نريد الوصول إليه في العام ٢٠٢٤.
معظم الناس هدفهم الأساسي مال أكثر، أو صحة أفضل، أو علاقة ارتباط، أو إنجاب، أو عمل أو سفر- أو كلهم سوياً!
طبعا هناك أهداف آخرى، لكن وجدت من تجربتي وتجارب الآخرين والمسترشدين عندي أن هذه الأهداف الستة هي الأساسية.
لكن المشكلة التي يغفل عنها معظم الناس بالمقابل، أن أي هدف حتى يتحقق على أرض الواقع، محتاج أولاً إلى رحلة داخلية .. عميقة وجدية ومؤلمة ومكلفة، لإزالة آية حواجز أو معيقات أو برمجيات تعيق تجلي الأهداف.
ووجدت كذلك أن المال والحب والعلاقة بالله سبحانه وتعالى هي أكثر ثلاثة "مجالات" تخضع لبرمجة قوية من المجتمع والأسرة.
ووجدت بالتجربة والدراسة أن المال والحب لن يتحققا بأروع صورة إلا في حالة وحيدة وهي عند إصلاح العلاقة بالله سبحانه وتعالى!
إذن، هذا هو الهدف الذي أنصح نفسي وأنصح من يتابعني ويقرأ كلماتي هذه أن يركز عليه للسنة الجديدة.
وبدون إصلاح هذه العلاقة تحديداً ستتعبون كثيراً جداً، وقد يمضي دهر قبل تحقيق هدف أحلامكم على أرض الواقع.
طبعاً، الله سبحانه وتعالى للجميع.. لذلك أقول قولي هذا بغض النظر عن الديانة التي يتبعها كل منكم.
لقد لمست بنفسي، مرات كثيرة، وعند أشخاص كثيرين كيف أن حبل الله المتين مقطوع عندهم للأسف، فهو غير متصل بمركز القلب.. أو أن هذا الحبل للأسف مشوه أو ملوث بفعل المعتقدات الفظيعة المغروسة عند الشخص منذ الطفولة.
مثلاً، هناك معتقد أن الله جبار ذو انتقام ويحرق بالنار كيفما يشاء..
أو أن الله إذا أحب عبداً ابتلاه (بالفقر والمرض والمصائب).
قد لا تعترف بذلك ٦لانك تخشى من الحرق بنار جهنم، لكن هل هناك من يحب أحداً يسبب له المصائب والبلاوي؟
طبعاً لا.. يخشاه ويخاف منه، نعم.. لكن لا يحبه!
لذلك يمكنك أن تحس بالمرارة التي يحس بها بعض "المبتلين" في أفواههم وهم يرددون بألسنتهم "الحمدلله على كل حال"، أما قلوبهم فتصرخ يائسة "ليش أنا يالله؟؟؟".
وأنا شخصياً أعرف الكثيرين ممن يحافظون على الصلاة والصيام وسائر السنن والنوافل خوفاً من انتقام الله لا حباً به وطلباً للقرب منه.
المهم، إن إصلاح العلاقة بالله سبحانه ليس بالأمر السهل والحال هذه. لأنه يتطلب تجاوز برمجيات لاواعية ومعتقدات مشوهة تتناقلها الأجيال بإيمان بالغ.
لكنه بالمقابل ليس بالأمر المستحيل، بل قابل للحدوث بمجرد أن ينوي الإنسان ذلك.
طيب كيف إذن؟
عندما تنوي إصلاح العلاقة بربك الأعلى، سيبدأ دماغك بفلترة ما يركز عليه ويصير يلفت انتباهك بدلاً من سوء الحظ والسخط إلى النعم الربانية، والمواقف الصغيرة الجميلة، وتدخل العناية الإلهية لإنقاذك من مواقف حرجة، ودخول أشخاص مسالمين ورحمانيين إلى حياتك..الخ
وكلما ركزت على الإيجابيات مهما صغرت، كلما زاد تأثير الحضور الرباني في حياتك، فتلاحظ حلول البركة في الرزق، تشافي أسرع من الأمراض، انكشاف أقنعة بعض ال
التعليقات