تأبى المترجمة في داخلي، عندما أصادف مقالاً أو فيديو ذا أهمية وقيمة استثنائيتين، إلا أن أنقله إلى العربية. وتأبى أخصائية التشافي في داخلي من جانبها إلا أن تضفي على المحتوى الذي أترجمه شيئاً من تجربة الحياة وتقديم منظور آخر للحياة بعد الموت. وهكذا فقد ظهر لي المقال الآتي، وكاتبه مجهول للأسف، لكن كلماته من ذهب وفيه من العبرة ما قد يساعد أحداً ما على الانتقال إلى نسخة أفضل من نفسه الحالية. وعلى هذه النية أترككم مع المقال:
عندما تموت، لا تقلق بشأن جسدك.. فأقاربك سيفعلون اللازم حسب إمكانياتهم. سيخلعون عنك ملابسك، يغسلونك ويلفونك في الكفن، يخرجونك من منزلك ويأخذونك إلى عنوانك الجديد.
سيأتي العديدون لحضور جنازتك، لكي "يودعوك". بعضهم سيلغي التزامات ما، وقد يتغيب بعضهم عن العمل حتى كي يأتوا إلى جنازتك.
ممتلكاتك، بما فيها الأغراض التي لم تكن تحب أن تعيرها، ستباع أو تعطى لأحدهم أو تُحرق. مفاتيحك وأدواتك وكتبك وأحذيتك وملابسك.. وكن على ثقة أن العالم لن يتوقف من أجل أن يبكي عليك. وعجلة الاقتصاد ستستمر بالدوران.
ممتلكاتك ستؤول إلى وارثيك، ولا يساورنك الشك في أن أقوالك سيُستشهد بها، وفي أنهم سيستمرون بالحكم عليك، وفي التشكيك بمواقفك، وفي انتقاد كل كبيرة وصغيرة فعلتها عندما كنت على قيد الحياة.
الناس الذين لم يعرفوا منك إلا شكلك سيقولون : "يا للمسكين، أو يا للمسكينة!.. لقد استمتع بوقته، أو لقد استمتعت بوقتها!".
أصدقاؤك المخلصون سيبكون بضع ساعات أو بضعة أيام، ثم سيرجعون إلى ضحكهم.
"الأصدقاء" الذين كانوا يجرونك إلى السهرات، هم الأسرع في دفعك إلى عالم النسيان. حيواناتك الأليفة ستعتاد على مالكيها الجدد. صورك ستُعلق على الجدران أو تبقى على قطعة أثاث وهلة من الزمن، لكنها قد تنتهي إلى أن تنام في أحد الأدراج السفلية. وسنعيش بعدها فقط في ذاكرة الذين أحبونا.
أحد ما سيجلس على أريكتك ويأكل على طاولتك.
الألم العميق في منزلك سيدوم أسبوعاً، أو اثنين.. شهراً أو اثنين.. عاماً أو اثنين.. بعد ذلك ستُحال إلى ملف الذكريات، وهنا قصتك تنتهي.
لقد انتهت بين الناس، عند هذا الحد؛ انتهت في هذا العالم.
غير أنك ستبدأ قصتك في واقعك الجديد. في حياتك بعد الموت. حياتك التي لم تقدر أن تنتقل إليها مع الأشياء من هذا العالم لأنك عندما غادرت فقدت القيمة التي كانت لها.
الجسم
الجمال
المظهر
اسم العائلة
وسائل الراحة
الرصيد
المكانة
المنصب
حساب البنك
المنزل
السيارة
المهنة
الألقاب
الشهادات
الميداليات
الجوائز
الأصدقاء
الأماكن
الزوج/الزوجة
العائلة... الخ
لن تحتاج في حياتك الجديدة سوى إلى روحك، والقيمة التي كنت قد راكمتها هنا ستكون ثروتك الوحيدة هناك. تلك الثروة هي الوحيدة التي ستأخذها معك، وهي التي تجمّعت أثناء وجودك هنا.
عندما تعيش حياة ملأى بالحب للناس وبالسلام مع جيرانك، فإنك تجمّع ثروتك الروحية. لهذا السبب اسعَ كي تعيش حياة حافلة، وأن تكون سعيداً ما دمت هنا، لأنك "لن تأخذ ما تملكه هنا.. ستأخذ فقط ما أعطيت".
التعليقات