نهاجم اليوم الأفلام والمسلسلات التليفزيونية لأنها تشوه المجتمع المصري وتسلط الضوء على كل ما هو سيء من عنف وانحطاط الأخلاق حتى في اختيار الملابس.
ولكن هذا ما هو إلا الحقيقة فالفن هو مجرد تعبير عن الواقع الذي نعيشه .... فلكل حقبة زمنية أفلام ومسلسلات نشهد فيها أخلاق ومبادئ هذه الحقبة.
نحب جميعا أفلام الأبيض والأسود حيث نشاهد فيها رقي وجمال نفتقده في عصرنا هذا، كان الرجل يرتدى الزي الرسمي الكلاسيكي (البدلة) والمرأة ترتدي فستانا أنيقا مع حذاء بكعب عال ..... كانت الشوارع حقا جميلة وحياتهم أجمل وأنقي وحديثهم راقي تسعد لسماعه.
وبمرور الزمن؛ نصل لفترة السبعينات المعروفة بملابسها الغريبة وقصات الشعر الغريبة للرجال والنساء وعلمنا ذلك أيضا من أفلامهم، ثم نصل لفترة الثمانينات لنجد أجمل المسلسلات التليفزيونية في تاريخ مصر.
حيث تتمثل المثالية في أبهى صورها لنجد الرائع محمود مرسى في دور "أبو العلا البشري" الذي لا طالما تمنينا وجود عدة نسخ من هذا الإنسان بيننا، والمبدع محمد صبحي في دور "ونيس أبو الفضل" حيث عشقناه صغارا وكبارا ... مع اختلاف رؤيتنا له ففي صغرنا ضحكنا معه وفي كبرنا تعلمنا منه فما كذب عندما قال "اتفقت أنا وزوجتي أن نربي أبنائنا على الأخلاق والقيم ... كي نقدمهم للمجتمع أبا عظيما وأما فاضلة ... ولكننا اكتشفنا ونحن نربي أبنائنا ... أننا نربي أنفسنا معهم".
إذا المشكلة الحقيقية ليست في إبراز الواقع ولكنها في الواقع نفسه وهو ما يجب حله جذريا عن طريق معرفة أسباب هذا الانحطاط المنتشر وعلاجها.
فالشاب لجأ لاستخدام العنف كرد فعل لعدم حصوله على حقوقه الإنسانية من تعليم ووظيفة تكفل له مسكن وملبس ومأكل ومشرب له ولأسرته، نري اليوم الموظف لا يستطيع ارتداء ملابس مناسبة لعمله فنعاقبه على ذلك ويكأن بيده ارتداء ملابس أفضل ولكنه فضل البالية.
انخفاض مستوى المعيشة وانهيار دخل الفرد هو السبب الرئيسي لما نراه من تسيب وفساد للإنسان من الداخل والخارج.
فلا تلوموا المجني عليه .... فهو أيضا يريد حياة سوية من منزل وزوجة وطفلين ووظيفة ومستقبل مضمون وحياة مستقرة راقية خالية من أي تلوث وشوائب.
فرفقا بشباب هذا الجيل.
التعليقات