قبيل ساعات قليلة من العام الجديد، أصيبت كل الفضائيات العربية بهيستيريا الأبراج، و"اسفكسيا" درب الودع وفتح المندل...وتصدر المنجمون كل الشاشات فى مشهد عجيب ومؤسف.
وليست دهشتى هنا من الفضائيات، لأن المسألة من اولها لآخرها "بيزنس" تربح الفضائيات من ورائه مئات الملايين من الإعلانات والاتصالات الهاتفية، ولكن دهشتى من آلاف المكالمات التليفونية التى انهالت على القنوات من مختلف الفئات والمناصب الاجتماعية والمستويات الثقافية، كل يسأل عما سيحدث له غدا، وما ينتظره فى المستقبل، ثم يصدق كل كلمة يقولها المنجم، ويشكره على بشارته.
المضحك فى الأمر أنه رغم آلاف المكالمات، إلا أن كل المنجمين بشروا كل المتصلين، بالسعادة والغنى وحل كل المشاكل وتحقيق كل الأمنيات، وانتهاء كل المتاعب، فى العام الجديد، ولم يقل دجال واحد، لمتصل واحد، أنه ستأتيه مصيبة، أو تحل به كارثة، أو سيطلق زوجته، أو أنه سيموت فى العام الجديد.
ويا للعجب من هذا العام السحري الذى تنتهى فيه كل المتاعب الإنسانية، والآلام البشرية فى غمضة عين، ففى قرن الإنترنت و ثورة التكنولوجيا مازال الناس، لا سيما المثقفون، يعتقدون فى الأبراج، وقراءة الطالع، ويبحثون عن المستقبل فى أوراق المنجمين ودفاتر الدجالين، بدلا من التوكل على الله والثقة به، رغم علمهم بأن الدجالين يكذبون، حتى ولو كانوا أحيانا يصدفون.
الأغرب من ذلك أنهم سيكتشفون فى نهاية 2018 كذب كل تنبأ به النصابون، ومع ذلك سيتصلون العام القادم بالفضائيات لمعرفة، ماذا سيحدث لهم فى 2019.
التعليقات