برحيل الفنان سمير غانم سقطت الحلقة قبل الأخيرة من سلسال البهجة فى الفن العربى ولم يبق منه إلا من وجهة نظرى إلا عادل إمام.
بدأ هذا السلسال بالراحل نجيب الريحاني فى النصف الأول من القرن العشرين، ثم واصل تلامذته من بعده، عبد الفتاح القصري وحسن فايق وإسماعيل ياسين وعبدالسلام النابلسى ومارى منيب وزينات صديقى وغيرهم.
ثم رحلوا فى منتصف الستينيات وخلفهم جيل فؤاد المهندس ومدبولى ومحمد عوض وعادل إمام وثلاثى أضواء المسرح، وقد كان سمير غانم نسيج وحده فى ذلك السلسال الذى أسعد الجماهير العربية عبر الاجيال.
فالريحانى والقصرى وإسماعيل ياسين ورياض القصبجى كانوا أصحاب المصطلح الكلاسيكى(الضاحك الباكي).. فتراه على الشاشة عبقريا فى انتزاع الضحكات.. وفي حياته الخاصة مأساة و مبكاة.. أما سمير غانم فكان خلاف أساتذته الراحلين.. فهو يعيش كل ساعات اليوم فى تفاؤل وبهجة وحب للحياة وأمل دائم فى الغد.. لا يشغل باله بالخصومات والأحقاد ومنغصات الحياة.
فكان نوعا من البشر المتصالح مع نفسه.. وهو ماكان يظهر جليا على ملامحه وقسمات وجهه... فتفرغ طوال حياته لإسعاد الناس بمختلف أعمارهم . فنشر البهجة فى عالم الأطفال والشباب والكبار فى المسرح والسينما وشاشة التليفزيون.. ورغم حلاوة ما قدمته نيللي وشريهان صابرين وغيرهم فى فوازير رمضان .. إلا أن فوازير سمير غانم كانت الأقوى تاثيرا والأبقى فى ذاكرة الجمهور..
حتى فى المثلث العبقري (ثلاثى أضواء المسرح) كانت له شخصيته الخاصة وسط الضيف وجورج... ورغم طبيعة الحياة التى دائما ماتسير نحو التغيير.. إلا أنه كان يدور دائما عكس هذه الطبيعة.. احتفظ بمكانته فى قلوب الناس حتى آخر مشهد فى حياته.. ورغم إيمانى بأن التغيير سنة الحياة... وبرغم ظهور سلسال هنيدى وحلمى ورمزى وغيرهم .. إلا أن الفارق بين السلسالين شاسع وبعيد... كالفرق بين الذهب والفضة.
وإذا كان سمير غانم طوال خمسين من كل حالات الحزن والهم والجزع .. إلا وإذا كان سمير غانم قد نجح على مدى خمسين عاما... فى أن يبدل حالتنا من الحزن والهم والجزع..إلى البهجة والتفاؤل...فإنه بلا شك يستحق منا أن نقول له.....هتوحشنا.. الله يرحمك.
التعليقات