رغم قناعتي التامة بنقاء وسلامة نوايا الغالبية العظمى من ثوار 25 يناير، إلا أن خطيئتها الكبرى كانت تسليم الدولة بكامل مفاصلها لتنظيم الإخوان لينعم بثمرة لم يكن هو زارعها من الأساس، فقدطبخ الثوار ليأكل الإخوان وزرعوا ليحصد التنظيم.
برغم عدم وجودهم فى الميدان يوم 25 يناير وأنهم آخر من دخله مساء 28 يناير عندما تأكدوا من أن سقوط النظام قد أصبح وشيكا، وليتهم أشركوا الثوار فى أكل الثمرة لكنهم بمجرد حصولهم عليها نهروا شركاء الثورة وابعدوهم.
وعند أول خلاف معهم بعد صدور إعلان مرسي الدستوري المشئوم، اتهم الإخوان ثوار يناير وكل من خالفهم الرأي بالكفر والخروج من الإسلام، وأحلوا دمائهم.
وهنا فقط أدرك ثوار يناير خطيئتهم الفادحة، وذاقوا مرارة عصير الليمون الذي شربوه بإرادتهم حتى آخر قطرة، ولم يعرفوا عمق الفخ إلا بعد سقوطهم فيه/ فكانت ثورة 30 يونيو قدرا محتوما لا مفر منه، وملاذا أخيرا لا طريق غيره لتصحيح المسار بصرف النظر عن كل شئ.
ولا شك لدى فى أن الإخوان لو جاءوا لنصرة الإسلام حقا كما يدعون، لنصرهم الله وحبب الناس فيهم، فهو سبحانه من قال (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)، ولكن لأن الإسلام بالنسبة لهم كان مجرد وسيلة لبلوغ السلطة وعجينة يشكلونها حسب مصالحهم..فقد زلزل الله الأرض من تحت أقدامهم.. وجعلهم عبرة لمن يعتبر.
التعليقات