ثلاثة وعشرون عاما مرت على رحيل الإمام محمد متولى الشعراوي رحمه الله ومازالت شخصيته الثرية مصدر إثارة واهتمامه وإلهام للملايين فى العالم العربى والإسلامى فى حوارى مع نجله الشيخ عبد الرحيم الشعراوي رحمه الله ..وكان كاتم اسرار والده سألته عن بعض المواقف الشخصية فى حياة الشعراوى الأب والإنسان والمعلم.
قال.. لقد اسس والدى رحمه الله مضيفة ومؤسسة الشعراوى الخيرية فى الجهة المقابلة لمسجد السيدة نفيسة رضى الله عنها.
وكان أهم نشاط تقوم به هو إطعام الطعام ..وفى حياة الوالد رحمه الله كنا نقدم الطعام للفقراء والمسافرين وعابرى السبيل يوميا فى الغداء والعشاء..
وكنت اشرف عليها بنفسى وأشقائى أحمد والدكتور سامى الشعراوى..وذات يوم أرسل الوالد عجلين بتلو لذبحهما وتقديمهما فى وجبتى الغداء والعشاء...
وحدث أن نفذ العجل الأول فى وجبة الغذاء...فقمت من تلقاء نفسى بوضع العجل الثانى فى الثلاجة لطبخه فى اليوم التالى ..واكتفيت بتقديم وجبات عدس فى العشاء...
وعند صلاة العشاء حضر الوالد كعادته إلى مقر المضيفة ولما وجد وجبات العدس اندهش وقال...إيه ده ياعبد الرحيم؟؟:
فأخبرته بتوفير العجل لوجبات اليوم التالى....فقال ساخرا وحزينا...ليه كدة يابنى؟؟؟يابن الحلال بتفكر فى رزق بكرة ليه؟؟ هو ربنا طلب مننا عمل بكرة...علشان نفكر فى رزق بكرة...بكرة يابنى بتاع ربنا مش بتاعنا...طلع العجل واطبخه ووزعه كله ماتسبش منه حاجة...وخلى بكرة للى خلقه...وقد حدث فعلا..وكان ذلك من أهم الدروس التى تعلمتها من الوالد رحمه الله...
وبفضل الله تعالى فنحن مستمرون فى إطعام الطعام رغم مرور سنوات طويلة على رحيله...وسنبقى على العهد مدى حياتنا بإذن الله
التعليقات