عبارة صار أغلبنا يتعامل معها فى بعض الحسابات الشخصية على موقع التواصل الإجتماعى الأشهر فى العالم (الفيس بوك) فكيف نتواجد على موقع كان هدف مؤسسه الأساسي - مارك زوكربيرج- في وقت إنشائه 2004 هو تطوير التواصل والتعارف بين طلاب جامعة هارفرد عبر صفحة لكل طالب تعبر عنه وعن شخصيته.
لتعبر الفكرة قارات العالم ليعلن كل مشارك فى التطبيق عن ثقافته وفكره وليصبح العالم قرية صغيرة بمعنى الكلمة وأصبحت صفحات الفيس بوك مثل برامج الواقع التى تعرض على قنوات التلفاز ، فكل خطوة تسجل فى التو واللحظة حتى لو كانت تقليدية مثل غسل الأنسان لأسنانه صباحاً.
ومن قمة الإنفتاح لكل شىء حتى صار الأمر مخيفاً وزالت كل الحدود الدولية والشخصية ولم تعد هناك حواجز حتى فى غرف النوم أحياناً لنصل الأن إلى صفحات مغلقة بإختيار أصحابها لتشيد جدران أشد قوة وأكثر حزما .
تابع الجميع مؤخراً خاصية أطلقها الموقع ليكون متاحاً لكل مشترك فى التطبيق أن يغلق حسابه الشخصي فلا ترى منه سوى الأسم وحتى صورة الحساب الشخصي مغلقة وإذا أردت معرفة أفكار أو توجهات أو حتى مجرد معلومات بسيطة عن صاحب الحساب لن تجدى محاولاتك فى شىء فلا يوجد سوى صفحة خاوية ليس لها فائدة .
هذه المزايا تضمنها التطبيق وقد سبقها من فترة خاصية الفلترة للكلمات تحت مسمى المسيئة بمعنى أن الفيس بوك يتابع ما تكتبه وإذا كان ضمن قائمة الكلمات الممنوعة البذيئة أو المحرضة على العنف وذلك من وجهة نظر -القائمين على التطبيق- والتى قد يختلف البعض مع بعض الكلمات وتصنيفها .
المثير للإندهاش هو تعامل أصحاب تلك الحسابات المغلقة على أحقيتهم فى مراسلتك وطلب صداقتك وهم كاللغز بالنسبة لك فلا تدرى من هم وإلى من ينتمون من أفكار أو مبادىء أو توجهات وكأنها مقامرة إقبل صداقتهم وغامر وإنت ونصيبك!.
لست هنا بصدد مناقشة مزايا أم عيوب هذه المزايا التى أضافها القائمين على تطبيق الفيس بوك ولكنها عودة لسنوات سابقة والمقارنة وطرح السؤال لماذا ؟
كيف يتحول فكر أشهر مؤسس موقع للتواصل والتعارف فى العالم إلى حسابات مغلقة ؟ هل أخفقنا فى إختبار التعامل مع الأخر ؟ أم هل أخفقنا فى إختبار الحرية والتعايش معها بشكل صحيح ؟ أم صارت التكنولوجياً عدواً علينا الحذر منها أكثر من محبتها وصداقتها؟
التعليقات