سمعت أحد الشيوخ ذات مرة يقول: "الرجل يأخذ الدين مأخذ قوة وعزة .... والمرأة تأخذ الدين مأخذ ذل ومهانة" وهذه هي المشكلة.
بعض الرجال يأخذون الدين بطريقة "لا تقربوا الصلاة" ..... يقولون "الرجال قوامون على النساء" .... وليس "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم" .... يقولون "النساء ناقصات عقل ودين" كإساءة للمرأة بدون الرجوع لتفسير الحديث الشريف من الرسول (صلى الله عليه وسلم) شخصيا حينما سئل عن مقصده.
صرح الفنان كريم فهمي منذ أيام وقال "مفيش راجل عينه مش زايغة، ولولا ذكاء زوجتي ومراقبتها لي لفعلت الكثير......" ليصبح تصريحه تريند على مواقع التواصل الاجتماعي يتغنى به الرجال، .... وكذلك بعض النساء حيث يتفاخرن بذكائهن وقدرتهن على منع أزواجهن من ارتكاب الأخطاء وكأنه إنجاز لهن ......
وأظن أنى سأضم صوتي لصوت الأغلبية ولكن مع إضافة بسيطة .... "مفيش راجل عينه مش زايغة ومفيش ست عينيها مش زايغة ..." هذه هي الحقيقة .... الفطرة التي خلقنا عليها جميعا فلم يختص الله الرجال بقدرتهم على تقدير الجمال ..... فالمرأة أيضا تقدر الجمال .... ولذلك مثلما يوجد الرجل الخائن توجد المرأة الخائنة .... ولذلك جميع الأحكام الدينية على الأخطاء واحدة على الرجل والمرأة .... السارق والسارقة والزانية والزاني ..... وهذا بعيد كل البعد عما نراه اليوم في مجتمعنا مهما علت أصوات النساء مطالبة بالمساواة .... ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح فلا وجود لجهاد فيما ورد فيه نص .....
ولو كانت الحقيقة عكس ذلك ... ما كنا أمرنا بجهاد النفس وغض البصر وهذا الأمر موجه للرجل والمرأة معا .....
هناك رجل وامرأة اتقا ربهما ونفذا أمره ... فبارك الله لهما في حلالهما ....، ورزقهما فيه بالحب والسكينة والطمأنينة .... وهذا هو الزواج المثالي القائم على المودة والرحمة كما وصفه الله سبحانه وتعالى .... وهذا الزواج هو الذي سيخرج للمجتمع الأب العظيم والأم الفاضلة .... لأن من شاب على شيء شب عليه ...
كلها مبررات زائفة؛ نبرر بها أخطائنا وفشلنا في اتباع أوامر الله سبحانه وتعالى .... حيث نلقى بالأمر كله على طبيعتنا وأنفسنا التي تميل دائما إلى الأخطاء .... وننسى ما يسمى في علم النفس "بترويض النفس البشرية" أو "الأنا الأعلى" كما فسره فرويد وهو الطبيعة البشرية بعد ترويضها بالقيم والأخلاق والمبادئ الخاصة بالدين والمجتمع .... فالحيوان فقط هو ما يعيش طبقا لغريزته ودوافعه لأن الله لم يعطه ما ميزنا به عن غيرنا وهو "العقل" .
التعليقات