الساعات الأخيرة من العام تجعل البعض منا شخصاً أخر فلا نكون تلك الشخصيات الصلبة القوية قد نتحول إلى كائنات ضعيفة هشة نشعر بالإنكسار مثل الزجاج.
فى الساعات الأخيرة قد َيحن جزءا منا إلى البكاء والضياع، يتمنى أن ينكسر ويحمله الأخرون يود أن يتنازل عن تلك الشارة إلى أخرين وينسحب فقط ينسحب.
إنه الشغف فى الإكتشاف يتملكنى إنها الحياة الأخرى تنادينى إنها الحيوات التى لم أعيشها سوى فى أحلامى هل ياترى تلك هى عفاريت أخر العام؟ تتردد بعض الأساطير أو الخرافات أنها تسيطر على البعض منا فتلحق بعقله بعض الجنون والكثير من الشطحات.
فى الساعات الأخيرة من العام يصير الكل سواء داخلك لا تجد أحداً مميزا، تتخلى عن الجميع تشتهى العزلة فى لحظات تسبح بمفردك لتعبرعاماً كانت قسوته عليك غير مرئية للكثيرين وتحمل دموعاً تصرخ من محبسها داخلك لتجد طريقا للهروب ولتجرى على خديك بدون ندم أو ألم، هناك عاماً مر وأنت بصحة وستر من الله فماذا تطلب أكثر من ذلك؟
فى الساعات الأخيرة من العام تتحرك أحجار الشطرنج من أماكنها تتغير اللعبة ولكن تظل قوانينها تحكمك.
لا تستطيع أن تغيرها لكنك تملك أن تنسحب من اللعبة ولا تغامر بجيشك الوحيد.
فى الساعات الأخيرة من العام تسقط رموزا كثيرة داخلك فمن صنعت يداك منه تمثالاً وأوقفت عليه حياتك دقات الساعة الأخيرة من العام أظهرت عيوبأً لم تراها فى ظلام تقديسك لما صنعته يداك ووجب عليك إتخاذ القرار، لتبدأ عاماً بدون توقعات فقط تراقب وتترقب وتؤمن أخيراً أن الملائكة لم يغضب الله عليها لتسكن الأرض فتهدأ نفسك المعذبة.
فى الساعات الأخيرة من العام تصير روحك كالطيف تسبح لتشاهد الصورة كاملة لتحكم على ما فات وتتخطاه لا تقف كثيراً أمام حزنك وإحباطك فسلامك الداخلى صار هدفاً تنشده فى نهاية عاماً كان مليئاً بالخوف والفزع من القادم.
يقولون أن سانتا كلوز يبحث عنا ليهادينا ما نحب، أدرك أنها خرافة لكنها تروق لى كثيراً، فترقب الفرحة جميل حتى لو لم يحدث كما توقعناه ومن قال أن سانتا لا يأتينا كل يوم؟ فإبتسامة نراها على وجة من نحب هى هدية يومية مجانية لنا.
التعليقات