كل شيء ممكن. بالطبع المعجزات موجودة. سر خلف أحلامك. يعيش باللذة كل مجازف ويموت بالحسرة كل جبان.
وجمل كثيرة من قبيل ذلك ... مؤمنون بها أشد الإيمان ونرددها وننصح بها أحبائنا، ولكن ما ستكون ردة فعلك حينما يخبرك صديقك بأنه سيستقيل من وظيفته الرسمية ليقوم بالمشروع الذي لطالما أخبرك عنه؟ ما ستكون ردة فعلك عندما يخبرك بأنه قرر السفر حول العالم وحده خلال سنة واحدة؟
ستنسى كل ما كنت تردده من حكم وستنهيه عن ذلك وتخيفه ..... ماذا ستفعل في حالة عدم نجاح المشروع؟ هل جننت لكي تترك وظيفة رسمية لها راتب ومعاش شهري؟ هل تعلم كم من شخص يتمنى أن يكون مكانك؟ ..... تسافر وحدك ألست متخيلا لخطورة الأمر .... يمكن أن يحل بك مكروه وأنت وحدك ولن نعلم حتى أين أنت... فلا تفعل ذلك "امشي جنب الحيط".
"نعبر الحياة سائرين على رؤوس أصابعنا أملا في أن نتمكن من الوصول إلى موتنا بسلام".
كل هذا ستفعله بدون تفكير لا أنكر أنك صادق وأن كل ما تقوله هو حقا ما يخرج من قلبك لشدة اهتمامك به وحرصك على مصلحته.
ولكن ... ألم تفكر قط أن كل هذه الهواجس راودته بالفعل وأنه يصارعها في كل ساعة ليتمكن فقط من تحقيق حلم حياته؟ فهو لا يريد منك سوى الدعم والمساندة ... أن تقول له: أنا معك .. بجانبك مهما حدث ... أعد التفكير جيدا لأن هذا القرار سيغير حياتك وسيتطلب الكثير من الجهد والصبر، فإذا بقيت مصرا على قرارك فلنقم بذلك.
لا يوجد هنا فكرة جديدة أقدم البراهين عليها لإقناعك بها، بل أحاول أن أساعدك لتفعل ما أنت مؤمن به بالفعل.
فكر قليلا قبل الرد حينما يخبرك أحد بأنه مقدم على تحقيق حلمه. قل: لماذا أنا خائف؟ خائف من المجهول؟ من القدر؟ كيف وأنا مؤمن بالقدر خيره وشره؟ ألست مؤمنا بالقرآن الكريم؟
خائف من فشل مشروعه بعد ترك وظيفته فلا يجد مصدر دخل. (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين) سورة هود.
خائف من حدوث مكروه له أثناء سفره وحده (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا) سورة آل عمران.
فما بالك بإيمانك بأن الدعاء يغير الأقدار ... إذا ما يخيفك؟ خذ الخطوة واطلب من الله مساندتك وتوفيقك وحمايتك ولا تخف. (قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى) سورة طه.
ما نخاف منه لا يزال في علم الغيب ... ومن الممكن عدم حدوثه أبدا ... ولو حدث فلن يكون بكل هذه الدراما الموجودة في عقلك.... نخاف الفشل فنتجنب حتى المحاولة .... ولكن يجب أن تعلم أن الندم على شيء فعلته أقل بكثير من ندمك على شيء لم تفعله.
فالحياة ليست بهذه الصعوبة فلا تضخم الأمر ... امتحان الثانوية العامة مهم ولكنه ليس نهاية المطاف -لنجد من ينهى حياته خوفا منه- فلا سلطة له على مستقبلك. المجازفة بترك وظيفتك الثابتة لتحقيق حلمك ليس تدميرا لمستقبلك، بل هو بداية تحقيقك للسعادة؛ لأن حريتك موجودة على الجانب الآخر لخوفك.
"إما أن تكون الحياة مغامرة جريئة، أو لا تكون. عندما تتجه أنظارنا صوب التغيير ونسلك سلوك أرواح حرة في حضرة القدر نكون أقوياء لا نقهر"- هيلين كيلر.
التعليقات