* التفكير في منح جوائز للسينما العربية يجب أن تسبقه دراسة دقيقة لآلية وخريطة توزيع الأفلام العربية في مصر حتى لا تذهب الجوائز إلى شركة بعينها تمارس الاحتكار !
* حسين فهمي ضيف شرف المهرجان ال 48 وبشير الديك رئيس لجنة التحكيم التي تمنح جوائزها لسينما 2020 و2021
في خطوة مفاجئة، وغير متوقعة، قرر مجلس إدارة «جمعية الفيلم»، أقدم جمعية أهلية معنية بالثقافة السينمائية في مصر، منح جائزة، على هامش المهرجان السنوي ال 48 للسينما المصرية، الذي تنظمه الجمعية، بدأب تُحسد عليه، وبامكانات فقيرة للغاية، لأفضل فيلم عربي، عُرض في دور العرض المصرية خلال عام 2021.
ما ينبغي الالتفات إليه، والتأكيد عليه، أن مهرجان جمعية الفيلم للسينما المصرية، هو مهرجان سينمائي مصري، يُعد أحد أقدم وأهم مهرجانات السينما المصري، بعد مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما المصرية، ويتميز بنظامه الفريد؛ حيث لا تتقدم الشركات المنتجة للأفلام بطلبات المشاركة بالمهرجان، وإنما تُسند مهمة تصفية الأفلام الروائية الطويلة، التي عُرضت تجارياً في مصر، خلال العام المنقضي، إلى أعضاء الجمعية، ثم نخبة من نقاد وصناع السينما المصرية، لاختيار أحسن سبعة أفلام، بالإضافة إلى الفروع المتميزة في الأفلام الأخرى، وفي خطوة تالية يتم عرض الأفلام المختارة على لجنة تحكيم تضم خيرة صناع، ونقاد، السينما المصرية، لاختيار الأجدر منها بالفوز بجوائز المهرجان، وهي : جائزة أحسن فيلم، جائزة لجنة التحكيم الخاصة، جائزة أحسن إخراج، جائزة أحسن سيناريو، جائزة أحسن ممثل دور أول، جائزة أحسن ممثل دور ثان، جائزة أحسن ممثلة دور أول، جائزة أحسن ممثلة دور ثان، جائزة أحسن تصوير، جائزة أحسن مونتاج، جائزة أحسن ديكور، جائزة أحسن موسيقى تصويرية، جائزة أحسن مكياج، جائزة أحسن مكساج صوت، جائزة أحسن مصممة ملابس، بالإضافة إلى جائزة أفضل أفيش.
مبادرة في حاجة إلى مراجعة
من هنا، وفي سياق مهرجان يُعد الأكثر انتظاماً بين المهرجانات السينمائية المصرية؛ حيث يُقام من دون توقف على مدار سنوات طويلة، منذ افتتاحه وتأسيسه عام 1975، جرى الإعلان عن تدشين الدورة ال 48 لمهرجان جمعية الفيلم السنوي للسينما المصرية، التي ستتنافس على جوائزها 5 أفلام من حصيلة الأفلام التي عُرضت عام 2020، و8 أفلام ( 7 أفلام بالإضافة إلى فيلم عمل أول) من حصيلة الأفلام التي عُرضت عام 2021.
وفي مبادرة غير مسبوقة وللمرة الاولي في تاريخ المهرجان العريق، تقرر منح ثلاث جوائز للأفلام العربية التي عُرضت في دور العرض المصرية خلال العام 2021، وهي : الفيلم السوداني «ستموت في العشرين»، إخراج أمجد أبو العلا والتونسي «الرجل الذي باع ظهره»، إخراج كوثر بن هنية، بالإضافة إلى الأفلام الفلسطينية : «بين الجنة والأرض»، إخراج نجوى نجار، «غزة مونامور»، إخراج الأخوين طرزان وعرب ناصر، «200 متر»، إخراج أمين نايفة وفيلم «إن شئت كما قي السماء» (فلسطين)، إخراج إيليا سليمان؛ حيث يتم اختيار أحسن ثلاثة أفلام منها، ومنح مخرجيها شهادات تقدير يتسلمها سفراء الدول العربية التي فازت أفلامها في المهرجان.
مبادرة في حاجة إلى مراجعة، بل دراسة متأنية لخريطة توزيع الأفلام العربية في مصر، قبل المضي في تكريسها؛ فمن المسلم به أن آلية توزيع الأفلام العربية في مصر عشوائية، وغير منتظمة، وتخضع – في الغالب – لمبادرات فردية، وربما شخصية؛ بدليل أن غالبية الأفلام العربية التي تجد طريقها إلى العرض في المهرجانات المحلية، ومن ثم دار العرض الوحيدة (زاوية)، التي تضع هذه الأفلام على أجندتها، هي من توزيع شركة واحدة (ماد سوليوشنز Mad Solutions)، امتلكت حقوق توزيع فيلمي «بين الجنة والأرض»، إخراج نجوى نجار و«غزة مونامور»، إخراج الأخوين طرزان وعرب ناصر، وربما تمتلك، في الأعوام القادمة، حقوق توزيع كل الأفلام العربية المشاركة في المهرجان، بما يعني أن الجوائز التي ستمنحها «جمعية الفيلم»، في حال اعتماد جوائز السينما العربية، ستذهب إلى الشركة الوحيدة، التي تحتكر توزيع هذه الأفلام في مصر، والدول العربية، ومن ثم تصب في صالحها، وتخدم مصالحها، ولا أظن أن مهرجان «جمعية الفيلم» السنوي للسينما المصرية، الذي اكتسب سمعة طيبة، ومصداقية هائلة، حنى بات يُنظر إليه، من جانب السينمائيين والمثقفين كافة، بوصفه المهرجان الأكثر احتراماً، وجوائزه الأكثر نزاهة، ولجان تحكيمه الأكثر موضوعية، سيقبل أن ينحرف عن مساره، أو يُفرط، بسهولة، في مكاسبه المعنوية، التي جناها على مدار 47 دورة؛ بحيث ينتهي به الحال، وبسبب فكرة لم تُدرس بالشكل الكافي، إلى هذا المصير، وهو ما يعني أن مجلس إدارة «جمعية الفيلم» مُطالب، قبل كل شيء، بوضع الأسس الواضحة، والمعايير الصارمة، التي تضمن الحفاظ على مكانته، في حال تحوله إلى مهرجان للسينما المصرية و العربية، وعلى رأسها أن تُعرض الأفلام العربية في مصر بشكل سنوي منتظم، وألا تحتكر شركة بعينها توزيع الأفلام العربية في المهرجان .
فهمي .. وبشير
في سياق تدشين الدورة ال 48 لمهرجان جمعية الفيلم السنوي للسينما المصرية، أختير النجم الكبير حسين فهمي ليكون ضيف شرف المهرجان، كما تم اختيار الكاتب والمخرج بشير الديك لرئاسة لجنة التحكيم، ووافقت إدارة المهرجان، برئاسة مدير التصوير محمود عبد السميع، رئيس جمعية الفيلم، على دخول الأفلام المصرية، التي عُرضت عبر المنصات الرقمية، قائمة الأفلام المؤهلة للترشح، مثلها في ذلك مثل الأفلام التي عُرضت في صالات العرض التجارية، وبناء عليه تم اختيار فيلمي «قابل للكسر»، إخراج أحمد رشوان و«أعز الولد»، إخراج سارة نوح، للمنافسة على جوائز المهرجان ال 48 للسينما المصرية.
يُذكر أن قائمة أهم الأفلام التجارية التي عُرضت عام 2020، والمُرشحة للتنافس على جوائز المهرجان، تضم : «حظر تجول»، إخرج أمير رمسيس، «صاحب المقام»، إخراج محمد جمال العدل، «صندوق الدنيا»، إخراج عماد البهات، «توأم روحي»، إخراج عثمان أبو لبن، و«يوم وليلة»، إخراج أيمن مكرم، بينما ارتفعت أسهم أفلام : «الإنس والنمس»، إخراج شريف عرفة، «برا المنهج»، إخراج عمرو سلامة، «أبو صدام»، إخراج نادين خان، «الكاهن»، إخراج عثمان أبو لبن، «المحكمة»، إخراج محمد أمين، «موسى»، إخراج بيتر ميمي، و«قابل للكسر»، إخراج أحمد رشوان للمنافسة على جوائز سينما 2021. ومن بين أفلام العمل الأول : «قبل الأربعين»، إخراج مُعتز حسام، «أعز الولد»، إخراج سارة نوح، «للإيجار»، إخراج إسلام بلال، «ماكو»، إخراج محمد هشام الرشيدي و«مربع برمودا»، إخراج طارق رفعت، أصبح في حكم المؤكد دخول فيلم واحد منها المنافسة على الجوائز، التي يتم توزيعها في حفل كبير يُقام يوم السبت 12 فبراير 2021، ويشهد تكريم المُحتفى بهم من أصحاب الإنجازات السينمائية.
التعليقات