كبر الولد وأصبح عمره سبع سنوات؛ أي السن المناسب لتعلم الصلاة.
يجب أن تصلى الفروض الخمسة كل يوم حتى لا تدخل النار، ويبدأ الوالدان في رواية تفاصيل العذاب في النار؛ فينتظر الولد كل فرض ليؤديه للخلاص منه؛ لخوفه من عقاب ترك الصلاة.
ما ذنب طفل بهذا العمر لكي يشغل عقله الصغير بالعذاب وهو لم يدرك بعد الحلال والحرام.
أيصح أن يكون أول ما يتعلمه الطفل في دينه هو الخوف من الله سبحانه وتعالى.
الخوف وسيلة جيدة لتأدية الواجب، ولكن يجب أن ندرك الفرق بين الخوف من المدير الصارم المنتظر لخطأك ليعاقبك، وبين الله العادل الغفور الرحيم.
يجب أن يتعلم الطفل الحب أولا، يعلم أن الله هو من يحميه، وهو من يرزقه بكل ما يحب ويشتهى.
لذلك وجب شكره بالصلاة خمس مرات في اليوم.
سيتغير الأمر كليا، سيتحول انتظاره للفرض من خوف وقلق لشغف وحب لكي يقف أمام الله؛ لشكره على نجاحه في الامتحان، أو لأنه ذهب إلى صديقه وعاد بدون أذى فربه من حماه يستحق الشكر، فيدرك ما يقول أمام ربه ويتمعن في فهمه وهو يقول الحمد لله رب العالمين.
وإذا رسب في الامتحان وعاد متسائلا لماذا لم يوفقني ربي هذه المرة؟
نخبره بما يسمى بالابتلاء وبأن الله يختبر صبره ومدى حبه وإيمانه، ومع الوقت يعلم الحلال والحرام، الثواب والعقاب، الجنة والنار.
شعرة هي التي تفصل بين الترغيب والترهيب، وأمرنا الله بالترغيب في الدين، وذلك ليس من فراغ.
فأقوى العلاقات تلك القائمة على الحب وليس على الخوف، وعلى رأسها العلاقة مع الله سبحانه وتعالى.
فكل يوم يمر علينا نزداد يقينا بأن لا علاقة في حياتنا تستحق الاهتمام والحب والامتنان أكثر من علاقتنا مع الله سبحانه وتعالى، فهو خير ونيس، يستمع لشكواك ليجد لك الحل، ويستمع لحمدك ليزيدك فضلا من نعمه.
نعلم أن هناك الممكن وهناك المستحيل ولكن مع الله لا يوجد مستحيل.
علم سيدنا يعقوب (عليه السلام) بأن الذئب قد أكل ولده يوسف (عليه السلام)، أي الأمر منتهى فلا مجال لرجوع الموتى، ولكنه لم يفقد أمله بل ظل يدعو إلى الله باكيا لسنوات "حتى فقد بصره" ليرد له ولده، حتى جاءته البشرى بأنه حي يرزق وبأنه أصبح عزيز مصر.
فلا تقنطوا من رحمة الله واعلموا أن الأمان معه وحده.
فخير ما تتركوا عليه أولادكم هو حب الله سبحانه وتعالى والسعي لرضاه.
فإذا استطعتم أن تنفذوا ذلك فقد كسبتم الدنيا والآخرة.
فهنيئا لكم ولأولادكم.
التعليقات