الإنجاز أراه كبيرا، إلا أن الأمر لا يخلو من أخطاء بعضها مجانى، منحت المتربصين سلاحا للانقضاض على التجربة برمتها.
حضور كل من الفنانة الكبيرة لبنى عبدالعزيز والفنان القدير رشوان توفيق توزيع جوائز الختام حالة إبداعية خاصة، فهو تكريم مزدوج كرم المهرجان لبنى ورشوان، وهما فى نفس الوقت منحا الجائزتين قيمة إضافية.
انتهت أمس الأول فعاليات الدورة 43، تمكن المهرجان فى السنوات الأربع الأخيرة من تحقيق قفزة نوعية بقيادة الكاتب والمنتج محمد حفظى، وهو ما يحسب لوزيرة الثقافة د. إيناس عبدالدايم، فهى التى دعمته وراهنت عليه، كان حفظى بعيدا عن المنصب، الأصح كان مستبعدا، لجنة السينما المنوط بها قبل أربعة أعوام اختيار رئيس المهرجان لم تستطع الحسم.
فشلت المحاولات مع حسين فهمى الذى اعتذر فى اللحظات الأخيرة، واستقبلت د. إيناس الإعلامى الكبير الراحل الكبير يوسف شريف رزق الله (شيخ حارة المهرجانات السينمائية) رشح لها ثلاثة حسب الترتيب، محمد حفظى ودرية شرف الدين وسمير سيف، واختارت الوزيرة الترشيح الأول.
كثيرا ما التقينا أنا وحفظى فى مهرجانات خارج الحدود، قبل أن يصبح مسؤولا عن القاهرة، فهو شغوف بالسينما ومتابعة تطور لغة السرد، وهو أيضا كمنتج له تواصل مع الشركات والمنصات العالمية مثل (نتفلكس).
يتحرك حفظى على الأشواك، فهو داخل الملعب كمنتج، والخطوط بالضرورة تتماس، الكثير من هذه الاتهامات تكذب نفسها بنفسها، قرأت أن تيرى فريمو مدير مهرجان (كان) كرمه مهرجان (القاهرة) لأنه منحه جائزة لفيلم (ريش) الذى شارك حفظى فى إنتاجه، ولم يدر من ألقى بهذا الحجر فى وجه حفظى وفريمو أن قسم (أسبوع النقاد) مستقل تماما عن إدارة (كان).
المهرجان يحقق طموحا متجاوزا سقف من سبقوه، إلا أنه لايزال بحاجة إلى قدر من الضبط والربط مثلا جائزة (الجمهور) التى تحمل اسم يوسف شريف رزق الله، قد يصوت على نفس الفيلم المتفرج مرتين ولم توضع آلية تحول دون ذلك.
لا يعنى هذا أن الفيلم الفائز هذا العام (بنات عبدالرحمن) لا يستحق، كنت حاضرا فى المسرح الكبير وشاهدت مدى تجاوب الجمهور، واللهجة الأردنية لم تُشكل أى عائق، كثيرا ما كانت الجماهير تصفق وتضحك للنجمات الأربع، فهو على موجة الناس تماما، رغم أنه كان بحاجة إلى درجة هدوء أكثر على مستوى الصياغة الدرامية والإخراجية.
يحسب للمهرجان اختياره للتكريمات المصرية نيللى وكريم عبدالعزيز، وإسناد رئاسة لجنة التحكيم للمخرج الكبير أمير كوستاريتسا، وتقديم استعادة لفيلم داود عبدالسيد (الكيت كات)، وينبغى أن تتسع تلك الإطلالة أكثر.
فريق العمل والإدارة الفنية برئاسة أندرو محسن تستحق التقدير، فى ظل شراسة المنافسة، يسبق (الجونة) (القاهرة) بنحو شهر، ويأتى بعده مباشرة (البحر الحمر) ولديهما إمكانيات مادية لا تقارن أبدا بالقاهرة، استطاع المهرجان بفريق عمل مدرب تحقيق إنجاز، كما أن رئيس المهرجان نجح فى إقناع عدد كبير من الرعاة، وهكذا تضاعفت الميزانية بدون أن تتحمل الدولة أعباء.
بالمقارنة بالسنوات الأخيرة، حقق المهرجان هذا العام إقبالا جماهيريا ملفتا، ورغم ذلك مازلت أنتظر فى العام القادم مضاعفة عدد دور العرض خارج أسوار دار الأوبرا وعودة مرة أخرى للتزاحم فى الشارع، لتعيش القاهرة كل طقوس المهرجان!!.
التعليقات