أقرّ أنا الموقعة أدناه أنه بموجب هذه الرسالة أتقدم باستقالتي رسميًا كشخص بالغ.
لقد قررت وأنا بكامل قواى العقلية أنني أرغب في قبول مسؤوليات سن الطفولة مرة أخرى.
أريد أن أعود إلى الوقت الذي كانت فيه حياتي بسيطة، عندما كان كل ما أعرفه هو كتب التلوين وجداول الضرب وأغاني الأطفال.
عندما كانت كل مشاكلي تتلخص في أنني لا أريد أن أكل الدجاج المشوي الذي تعده أمي علي رغم من كم هو لذيذ وأنني أريد أن استبدله بالبطاطس المقلية مع كرات اللحم.
أريد أن أعود إلى الوقت الذي كان أكثر ما يقلقني هو عدم الحصول على الآيس كريم المفضل لدي أو الشوكولاتة التي يوجد بداخلها لعبة مسلية.
عندنا كنت لا أبالي ولا أكترث بما يفكر العالم من حولي وكيف يراني الأخرين، كانت كل أهتماماتي تنصب في المحيطين بي المحبين لي ومن يرون أبتسامتي كأهم شيء في يومهم.
ذلك الوقت الذي كانت فيه عطلة نهاية الأسبوع تعني العائلة والأصدقاء و الوقت الذي لا ننظر فيه الي الساعة ولا نفهم ماذا تعني المسؤلية وماذا يعني النضوج والتقدم في العمر- كانت أوقاتنا عبارة عن أكوام من الضحك والفرح والمرح الطفولي الذي لا يعيي كم هي الحياة قاسية .
ذلك الوقت الذي كان فيه عناق والدي يجعلني أشعر أنني أملك العالم بنا فيه.
أنه ذلك الوقت الذي كانت فيه ابتسامة أمي وإخبارني بأن كل شيء على ما يرام هو كل ما أحتاجه عندما أبكي أذا سقطت مع علي دراجاتي.
آنذاك لم أكن أعرف ما أفتقده أو ما ينقصني، ولم أكترث بمعرفته، كان الجهل بالأمور قمة السعادة والبراءة.
لكل ما سبق أنا أقدم أستقالتي من سن الرشد، أريد أن أتنازل عن كل ما يمر به الشخص البالغ.
ستتلخص أحتياجاتي عندنا أعود للطفولة أن أجري عبر بركات المطر وسأعود لأقتنع أن الحلويات أفضل من المال لأنني أستطيع أن أكلها وأنها تجعلني سعيدة.
أريد أن أفكر مرة أخرى أن العالم عادل وأن كل من حولي صادقون وجيدون.
أريد أن أؤمن بقوة الأبتسامة والكلمات الرقيقة والأحلام.
أريد أن أصدق أن كل شيء ممكن وأن تعقيدات الحياة يمكن مواجهتها بجملة ' أنا أستطيع ' التي كانت ترددها أمي دوماً لي في الأوقات التي اعتقدت أنني لن أتمكن من تجميع أجزاء اللغز الصعب لكنني نجحت وفعلتها.
أريد أن أفرط في التحمس للأشياء الصغيرة مرة أخرى كرحلة المدرسة أو لعبتي الجديدة أو أذاعة أغنيتي المفضلة علي الراديو.
أريد أن أعود إلي الوقت الذي كان فيه التفاح والبرتقال مجرد فواكه.
أريد أن أعيش حياة بسيطة مرة أخرى.. حياة بسيطة بلا تعقيدات البالغين.
في ذلك الوقت، كنت سعيدة لأنني لم أكن على دراية بكل الأشياء التي تجعلني أشعر بالقلق أو الانزعاج.ولم أكن أعلم كم هي صعبة وثقيلة هي حياة البالغين.
أنا الأن لم أعد أرغب في أن تتكون أيامي عبارة من سلسلة من الأخبار الكئيبة أو النميمة عن الآخرين وأخبار عن المرض وفقدان أحبتنا.
لقد فكرت كثيرًا في طلب استقالتي ولا أعتقد أن كوني شخصاً راشداً متلائم معي.
أنا بموجب هذا الطلب أستقيل رسميًا من سن الرشد، لقد انتهيت من كوني راشدة، ومنذ الأن أدرج نفسي في سجلات الأطفال العائدين الي الطفولة بمحض أرادتهم وكلهم أمل أن تعود الحياة لما كانت عليه وأن يعودوا هم كما كانوا.
أنها عودة مطلوبة لم أرهقهم حياة الكبار، وأنا بذلك أقرّ أنني بكامل قواى العقلية أتنازل عن سن الرشد وأنا الأن رسمياً الطفلة مني التي تريد أن تلهو وتلعب مجدداً مع أصدقائها البسطاء.
التعليقات