على مر السنوات الماضية كان ولا يزال اهم قرار عندي اخذه مع بداية كل عام جديد هو ان أسمو وارتفع فوق الأشياء الصغيرة والتفاهات المرهقة التي قد تعكر صفو سلامي النفسي، أن الإنسان لا يصل إلى هذه الحقيقة ببساطة هكذا فعندما يكتسب الخبرة الكافية يصبح مدركاً تماماً لما يمكن أن يغيره وما عليه أن يتقبله ومتي يستمر في طريق ما ومتى يجب عليه التوقف والاستدارة والمضي قدما نحو هدف آخر.
أن العام الجديد يمثل لي وقفة مع النفس وهي مناسبة لبدأ صفحة جديدة أبدأ فيها في تحسين الآخرين من خلال البدء في تحسين نفسي أولاً .
نحن كبشر نعيش في رحلة تطور ونضج مستمر لذا علينا أن لا نخاف أبداً من فقدان الشخص الذي نحن عليه اليوم من أجل شخص أفضل يمكننا أن نكونه غداً.
لقد كان سنة ٢٠٢١ مليئة بالأحداث ، ليس بالضرورة الأحداث السعيدة ولكنها كانت بالتأكيد تشمل بعض الأحداث التي جعلتني أكثر حكمة وأقل تذمراً واكثر تفاعلاً مع من حولي وها انا ذا أتطلع إلى عام أفضل ان شاء الله.
في العام الماضي والعام الحالي وكل الأعوام القادمة كنت ولا أزال ممتنة جدا لعائلتي وأصدقائي وآمل أن أكون قد حققت توقعاتهم ولم اخيب ظنهم.
ولكن عليّ أن أكون صريحة وأعترف انه كان لدي نصيب لا بأس به من خيبات الأمل عندما لم اكن أتوقع ذلك على الإطلاق، كانت تلك الخيبات بشكل رئيسي حول الناس ولكنني لا أود التعميم.
يتبقى أكبر درس في العام المنصرم انه عندما يبتعد الناس لأي سبب يجب أن ندعهم يرحلون فمصيرنا لا يرتبط أبدا بأي شخص يتركنا وعندما يفعلون ذلك لا يعني أنهم كانوا أشرار أو أشخاص سيئين، انه يعني فقط أن دورهم في قصتنا قد أنتهى.
في ٢٠٢٢ أظل مستمرة فيما قررته من عدة سنوات طويلة مضت وهو التوقف عن تحليل ردود أفعال الناس أو أفعالهم، انه شيء مهلك ومضيعة للوقت أن نقوم بمحاولة فهم ما يدور في عقول الناس وتجميع أجزاء اللغز - هناك ناس هم شخصياً لا يفهمون تصرفاتهم ويرونها غير منطقية لذا فمن الأحرى بنا أن لا ننجرف وراء فعل ذلك.
أما علي الجانب الشخصي أكاد أجزم أن العلاقة الأكثر تأثيراً وأهمية على الإطلاق في حياتنا هي تلك العلاقة التي تربطك بذاتك وعندما تجد شخص يحبك كما أنت فهنا تبتسم لك الدنيا مرتين.
كما أدركت أننا في هذا العالم نعاني كثيرا ليس بسبب عنف الأشرار وبطشهم ولكن بسبب صمت الطيبين وخوفهم.
في ٢٠٢٢ أنا عازمة على القيام ببعض الأمور بشكل جدي أكثر كالضحك مثلاً وعدم السماح لتحديات الحياة أن تأخذ فرحتي، هل تعلمون انه يبلغ متوسط ضحك الطفل البالغ من العمر أربع سنوات ٣٠٠ مرة في اليوم وعندما يبلغ من العمر ٤٠ عاما يضحك أربع مرات فقط؟ أنت لا تتوقف عن الضحك لأنك تكبر …أنت تكبر لأنك تتوقف عن الضحك.
أنا أيضاً عازمة على تطبيق منهج إيجابي في الحياة أقسم فيه أن أرى الكوب نصف ممتليء دائماً حتى يساعدني ذلك في تحدي وتعدي أي عقبات أواجهها في الحياة المزعجة .
انا عازمة على تدليل نفسي من حين لآخر فأنا استحق ذلك وسأفعل ما يشتهي قلبي دون مبالغة.
وعازمة على التوقف عن التفكير الزائد وأن أبدأ في الشعور بالراحة حتى مع وجود عدم اليقين في بعض الأمور.
وكذلك أنا عازمة على احتضان الفشل وتقبله مثله مثل احتضان النجاح لأن الفشل هو الفرصة للبدء من جديد بشكل أكثر ذكاء .
أنا لن أعقد العزم على أن أكون شخصا ناجحاً بل أود أن أكون شخصا ذا قيمة.
أمنياتي كثيرة في العام الجديد وأتمنى أن تتحقق وأن يكون لدي الكثير من الإيجابيات لمشاركتها معكم …
هذه كانت أمنيتي ماذا عنكم؟
التعليقات