في عدة مقالات اود ان اخذكم في رحلة بين قصص حب سواء كانت حقيقة ام خيالية ، أبدأها اليوم بقصة مستر دارسي واليزابيث بينيت.
مستر دارسي واليزابيث بينيت هما الشخصيتان الاساسيتان في الرواية العاليمة Pride & Prejudice أو كبرياء وتحامل ( وهناك نسخ مترجمة تحت اسم كبرياء وهوى ) للكاتبة الإنجليزية جين أوستن التي الفت هذه الرواية عام ١٨١٣.
تبدأ الرواية بأحد أشهر الأسطر في الأدب الإنجليزي: "إنها حقيقة معترف بها عالمياً ، أن الرجل العازب صاحب الحظ الجيد يجب أن يكون في حاجة إلى زوجة". بهذه الجملة تضع السيدة بينت عينيها على ' بينجلي ' الوافد حديثاً وتكون متأكدة من أنها وجدت زوجاً مناسباً لإحدى بناتها.
وفي حفلة راقصة يعجب بينجلي ويهتم على الفور بجين الجميلة والخجولة في حين كان اللقاء بين صديقه ' مستر دارسي ' وابنة السيدة بينت الأخرى ' إليزابيث ' غير ودي الي حد كبير.
على الرغم من أن أوستن تُظهِرهم مفتونين محبين لبعضهم البعض ، إلا أنها عكست بشكل جميل كيف كانت الانطباعات الأولى: من ناحية نرى المنزلة الأجتماعية والثروة لمستر دارسي ولكن تكبره جعل إليزابيث تنفر منه.
وفي احداث الرواية تظهر شخصية ' كولينز ' الذي يود الزواج من إحدى بنات بينيت ولكن توجهه الام نحو إليزابيث ، لكن الأخيرة ترفض عرضه للزواج وبعد ذلك يخطب صديقتها شارلوت، خلال هذا الوقت تقابل إليزابيث رجلاً ساحراً وجذاب يدعى ' ويكهام ' ويحدث انجذاب متبادل بين الاثنين ، ويخبرها أن دارسي قد حرمه من ميراثه.
بعد أن يغادر بينجلي فجأة إلى لندن ، تتصاعد كراهية إليزابيث لدارسي حيث تصبح مقتنعة بأنه السبب المباشر في عدم استمراره علاقة بينجلي بجين حيث انه يعتقد ان جين لا تبادل بنجلي الحب والاهتمام بنفس القدر الذي يفعله هو.
تستمر احداث الرواية ويصبح مستر دارسي مغرماً بشكل متزايد بإليزابيث حيث أعجب بذكائها وحيويتها.
وفي أثناء زيارة شارلوت التي تكون قد تزوجت ترى إليزابيث دارسي ، الذي يصرح بحبه لها ويطلب الزواج منها. ولكن ترفض إليزابيث المتفاجئة عرضه ، وعندما طلب دارسي تفسيراً لرفضها ، اتهمته بالتفكيك بين جين وبينجلي وإنكار إرث ويكهام.
تستمر الأحداث ويكتب دارسي لأليزابيث خطاباً يوضح فيه موقفه من بنجلي وجين ويخبرها برأيه كما يكشف لها أن ويكهام بعد أن أهدر ميراثه ، حاول الزواج من أخت دارسي البالغة من العمر ١٥ عاماً في ذلك الوقت في محاولة لاكتساب ثروتها.
مع هذه الاكتشافات ، تبدأ إليزابيث في رؤية دارسي من منظور جديد.
بعد ذلك بوقت قصير ، تهرب ليديا ، أصغر بنات السيدة بينيت مع ويكهام ظنناً منها انه سيتزوجها.
استقبلت إليزابيث تلك الأخبار بصدمة كبيرة لأنها شيء فاضح يهدد سمعة الأسرة ومن غير المرجح أن تنتهي بالزواج ولكنها بالقطع ستدمر سمعة أخوات بينيت الأخريات.
عندما علم دارسي بذلك ، أقنع ويكهام بالزواج من ليديا ، وعرض عليه المال. وعلى الرغم من محاولة دارسي الحفاظ على سرية تدخله الا ان إليزابيث علمت ماذا فعل .
وبعد ذلك تتوالى الأحداث ويجتمع شمل بنجلي وجين مرة اخرى بتشجيع من دارسي واخيرا يكرر دارسي عرضه بالزواج مرة أخرى الي إليزابيث ، التي تقبله هذه المرة.
الرواية في منتهي الروعة نتابع فيها كيف كانت الانطباعات الأولي سبباً في نفور اليزابيث من مستر دارسي وكيف وجدت فيه لاحقاً امور اخرى احبتها وتزوجته.
وتبقى العبرة من الرواية والدرس الأساسي فيها هو ألا تكون متكبراً أو متحيزاً تجاه الآخرين.
ففي حين يميل كل من إليزابيث ومستر دارسي إلى رؤية السيئ في بعضهما البعض في البداية حيث كان مستر دارسي متحيز ضد الأشخاص البسطاء الذين يعيشون في البلاد وهذا في البداية يعميه عن السمات الإيجابية العديدة لإليزابيث. نراه في المقابل جريحاً من جراء كبريائها ضده.
وفي النهاية يتعلم كلاهما التغلب على عيوبه ومعرفة مدى توافقهما ويكونان على يقين ان الأشخاص اكثر من مجرد انطباعات اولى او مواقف متناثرة قد تظهر فيهم اموراً جزئية قد لا تكون دلالة على شخصياتهم.
ومن الجدير بالذكر ان هذه الرواية تحولت لفيلم عدة مرات ومسلسلات قصيرة ومسرحيات منذ ثلاثينات القرن الماضي وما زالت تباع وتدرس في بعض المناهج الدراسة وكان آخر فيلم تم إنتاجه عام عنها في عام ٢٠٠٥ وهو الفيلم البريطاني الذي اخرجه جو وايت في تجربته السينمائية الأولى وقد حقق نجاحاً كبيراً
التعليقات