احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر الماضي بعيد الاتحاد الــ 54، لتؤكد مواصلتها السير على خطى الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ورفاقه من شيوخ الإمارات العظام "رحمهم الله جميعا". وهكذا تستمر مسيرة الإمارات في ترسيخ مكانتها كدولة متحضرة ورائدة في مختلف المجالات، وتسعى بلا كلل لمواصلة الإنجازات الاقتصادية والعلمية والتنموية. سار مجتمع الإمارات حكامًا وشعبًا على درب زايد في الإيمان بقيم الإمارات العربية الأصيلة كالكرم والاحترام والتعاون، وتمسكوا بالطموح والعمل الجاد للوصول لغدٍ أفضل.
بالإضافة إلى ذلك استطاعت الإمارات أن تخلق نسيجًا اجتماعيًا قائم على التسامح والتعايش خاصة مع الجنسيات الأخرى التي تعيش على أرض الدولة. لقد بلغ عدد الجنسيات الموجودة في الإمارات حوالي 200 جنسية تتعايش فيما بينها في انسجام وتناغم. تحرص الإمارات على إصدار القوانين والتشريعات التي تواكب التغيرات الحياتية المستمرة والتطورات التكنولوجية المتسارعة لتسهيل حياة الناس وضمان أمنهم وسلامتهم ورعاية مصالحهم.
عندما تابعت البث المباشر للحفل الرسمى لاحتفال عيد الاتحاد، شعرت بأن الإمارات أرادت إرسال رسائل مؤثرة للعالم في هذه المناسبة الوطنية الجليلة. لقد كان اختيار موقع الاحتفالية في محيط متحف زايد الوطني على جزيرة السعديات له دلالة مهمة. أرادت الإمارات أن تقدم للعالم رسالة ثقافية وحضارية بافتتاح متحف جديد في يومها الوطني. وإلى جانب العروض الضوئية والفرق الموسيقية والألعاب النارية، رأينا شباب وفتيات وأطفال الإمارات أثناء العروض وقد ارتدوا الأزياء التراثية الإمارتية ليبرزوا للعالم بأن تراثهم الأصيل هو نقطة الانطلاق لكل إنجاز بداية من بناء الدولة وحتى استكشاف الفضاء. استطاع ذلك الحفل الهادىء والراقي أن يجسد فلسفة الإمارات في سعيها لتصبح وجهة عالمية للمعرفة والإبداع والثقافة والبحث العلمي، مع التأكيد على دورها الإقليمي والدولي لصون التراث الثقافي وحمايته. كل عام والإمارات بخير، وودائمًا في تقدم وإزدهار بإذن الله.
التعليقات