عودتنا الشارقة دائمًا كإحدى عواصم الثقافة العربية على الاهتمام الشديد بالدراسات العربية والعناية بمصادرها والعمل على تقديمها للعالم في ثوب معاصر. ولطالما عودنا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محـمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على رعاية الدراسات العربية بكل فروعها، بالإضافة إلى تأسيس عدد من مراكز اللغة العربية حول العالم والحرص على إهداء نفائس المخطوطات وأندر الكتب إلى المكتبات في الشرق والغرب.
لقد كان افتتاح حاكم الشارقة لمركز الدراسات العربية بجامعة كويمبرا Coimbra البرتغالية في أكتوبر الماضي حدثًا ثقافيًا عظيمًا. إن جامعة كويمبرا هي إحدى جامعات البرتغال العريقة، ولذلك أصبح المركز الجديد هو أول مركز يُعنى بتعليم اللغة والثقافة العربية في دولة البرتغال. كما أهدى الشيخ سلطان للجامعة إحدى المخطوطات التاريخية النادرة، ونسخة من أحد مؤلفاته مترجمة إلى اللغة البرتغالية. وقد تم تجهيز المركز كما شاهدنا في التقارير المصورة بعدد كبير من الكتب ومصادر التعلم والبرامج الإلكترونية لتعليم اللغة العربية والأدب والثقافة العربية.
تعمل الشارقة بجدٍ على إعلاء مكانة المعرفة وخاصة تعريف العالم بتراثنا العريق وثقافتنا الثرية. ويُعد إطلاق المكتبة الرقمية داخل مكتبة "جوانينا" Biblioteca Joanina بجامعة كويمبرا، والتي هي من أبرز المكتبات التاريخية في أوروبا حدثا بارزًا. لقد استطاعت الشارقة أن تعزز حضور التراث والثقافة العربية على الساحة الدولية. تحققت رؤية الشيخ الدكتور سلطان القاسمي بإنشاء جسور للحوار الحضاري والمعرفي بين العالم العربي وقارة أوروبا. صارت الثقافة العربية منفتحة على التجارب الأوروبية العريقة. سيساعد ذلك الإنجاز في إطلاع الكتاب والمبدعين العرب على أفاق جديدة سواء في البرتغال أو في أوروبا، مما سيسهم في توسيع آفاق التبادل الثقافي وحوار الحضارات. بذلك يُكون مركز الدراسات العربية بجامعة كويمبرا جنبًا إلى جنب مع المعهد الثقافي العربي في ميلانو قاعدة ثقافية رائدة تنطلق منها الثقافة العربية من قلب أوروبا تحت راية الشارقة.
بـاحث في التــاريخ والتـراث
التعليقات