لم تعد الأيام الحاسمة والتاريخية في مصر الجديدة الآن تمر مرور الكرام، ولم يعد الاحتفال بها لإلقاء الضوء على الأحداث التي شهدتها فحسب، بعد أن أصبحت الأيام تحمل ذكرى الماضي، وقوة الحاضر، والاطمئنان على المستقبل، والتأكيد على اختيار الشعب المصري الصحيح للقيادة السياسية منذ فجر ثورة 30 يونيو.
والحديث هنا عن تطورات الأوضاع بشأن موقف مجلس الأمن من أزمة سد النهضة بين مصر والسودان في جهة، وإثيوبيا ومن يدعمها في جهة أخرى، وإصرار مصر على إرسال رسالة ثانية لمجلس الأمن عن تطورات الأزمة، ودعم موقف مصر والسودان من قبل اللجنة الرباعية المشكلة من الجامعة العربية والتي تضم السعودية والأردن والعراق والمغرب، وجهود اللجنة في التواصل مع أطراف أخرى لحلحلة الأزمة.
وحقيقة الأمر أن التصريحات المنسوبة لمجلس الأمن بأنه لن يكون بمقدوره حل المشكلة ، وأنه سيدعو الدول الثلاث للتفاوض لم تكن مفاجئة لنا كمصريين، وهذا ما عبر عنه وزير الخارجية المصري سامح شكري، وهو ما يحمل في طياته لمن أراد أن يفهم بأن مصر تعرف ردود الأفعال جيداً، لكنها تتخذ ما يلزم من إجراءات لإطلاع الرأي العام العالمي على حقيقة ما يحدث وأن مصر والسودان تتعرضا لمؤامرة كبيرة.
وفي مشهد جديد، رأينا الرئيس عبد الفتاح السيسي يفتتح قاعدة 3يوليو البحرية في الاتجاه الشمالي الغربي أول أمس، بحضور قادة عرب، فالقاعدة البحرية الجديدة يتم افتتاحها في يوم اسمها تزامناً مع الذكرى الثامنة لثورة 30يونيو، وبيان 3يوليو 2013 الذي هز العالم أجمع بانتصار إرداة المصريين وحدهم، وبفرض الواقع الذي يريدونه رغم كل محاولات التدخل الخارجي، وسوء الحكم الداخلي لنظام جماعة الإخوان.
وكانت تصريحات العميد ياسر وهبة، مقدم الحفل وصوت مصر الرنان واضحة للجميع خلال الاحتفال، وهو نفس الصوت الذي اعتاد عليه كل مصري قبل وأثناء وبعد 30يونيو ليعلن انتصار الإرادة الشعبية، لنرى مناسبة ورسالة مهمة، في ذكرى مهمة تحمل الكثير في أذهان الشعب المصري.
وبصراحة شديدة، لم يعد هناك أمل في حلحلة أزمة سد النهضة، إلا بإرادة الشعب المصري، فلم نعد نهتم أو ننتظر قرارات مجلس الأمن أو غيره، سواء الجلسة التي تم تحديدها الخميس المقبل، أو أخرى يتم أو لا يتم تحديدها، لأن الأمر باختصار شديدفي يد الشعب المصري الذي فوُض قيادته السياسية في حمايته، والحفاظ على الأمن المصري داخلياً وخارجياً أثناء 30يونيه، ثم في تفويض المشير عبد الفتاح السيسي في 26يوليو 2013، بنزول الملايين في الميادين لتفويضه لحماية مصر وأمنها من الإرهاب، وهو تفويض لايزال مفتوحاً لم يُسحب، بل تم تأكيده في الاستحقاقات الانتخابية والدستورية وصولاً إلى ترأس المشير السيسي لرئاسة الجمهورية.
إن كل مصري عربي وإفريقي، وكل من يراقب المشهد هنا وهناك يعرف أن القرار ليس في يد أحد سوى المصريين وحدهم وقيادتهم السياسية، فلا مجلس أمن، ولا غيره ننتظر منه الحل، لكنها مصر التي تطرق الأبواب بحثاً عن حلول سلمية، وتوافقية، لكن للأسف يتم تفسيرها بشكل خاطئ، يتناسي فيه الكثيرون قوة وعظمة مصر وشعبها وجيشها ومؤسساتها.
والمؤكد لنا، والذي يجب أن يعرفه العالم هو أن القرار في يد مجلس شعب 3يوليو فقط، وهو المجلس الذي انتصر بإرادته على الجميع منذ ثماني سنوات، وفاجأ الجميع بتأكيد إرادته، فلا طول الصبر يعني العجز، ولا طرق الأبواب السلمية والدبلوماسية يعني غياب القوة التي تحمي المصالح، لأن مجلس شعب 3 يوليو مُحصن ضد المخططات المشبوهة، ولايزال في انعقاد دائم مع قيادته السياسية لكنه يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
التعليقات