قد يبدو غريبا هذا المزج ما بين لعبة مدمرة ولاعب كرة قدم استحوذ على إعجاب الملايين بل وعشقه أغلبهم ولكن تعالوا معا نلعب لعبة الاختلافات مابين الحوت الأزرق كلعبة ومحمد صلاح كلاعب بالرغم من انهما معا يمثلان العالمية فى قوتها وتأثيرها فى الفترة الاخيرة ولكن ما بينهما كمثل ما بين السماء والأرض.
لعبة الحوت الأزرق لعبة تختص باللعب على الفضول عند الاطفال بسن المراهقة والتى تتحرك على واقع نفسي يعانى منه أغلب هؤلاء المستهدفين من اللعبة نشر الاعلام عنها وزاد وفاض حول خطورتها ولكنه لم يقترب من نواحى العلاج وكعادته بحث عن سبل التشويق والإثارة ولمنجد صدى لمناقشة دور الاسرة ودراسة الحالات التى نجحت اللعبة فى تحقيق اهدافها وهى الانتحار للاعب الطفل.
كما أنها لعبة لا ترتبط بمحيط اجتماعي محدد ولا أطر دولية معينة فهى لعبة عالمية بكل معنى الكلمة صالت وجالت فى كل أنحاء العالم وبكل اللغات وتتوجه إلى الاطفال المراهقين فى مرحلة تحديد الاهداف والتى لم تتبلور فى سنهم على الاغلب وتخوض معهم كل التجارب الجسدية المؤلمة والتى تشير إلى كم الاحباط والتوتر واليأس الذى يعانيه مستخدميها.
ولم أندهش حينما صرح مبتكرها أنها لعبة للقضاء على نفايات المجتمع من وجهة نظره فالضعف الانسانى عنده لا وجود له واؤمن أنه يحمل داخله المئات من العقد النفسية والتى تشير لطفولة قاسية غير متزنة من الاب أو الام ولذلك نجد أن أغلب المنتحرين بنات كانوا أم صبيان سيطرت عليهم اللعبة من فكرة أنت عضو غير فعال فى المجتمع ووجودك مثل عدمه وماذا ستصنع لهذا العالم وتقدم لمن حولك والخلاصة أنت عبء تتحرك على الارض فارحم من حولك واختفى من الوجود نهائيا.
هذه هى لعبة الحوت الأزرق التى تسلط الضوء حول أطفال حديثى الفهم لا يجدون لغة حوار مع أسرهم وليس لهم أى اهتمامات تظهر إبداعهم الداخلى أو مجالات الابتكار لديهم ولذلك شعروا أنهم عالة على هذا المجتمع وكأن الكرة الارضية ازدحمت بهم ونجاة العالم فى فناءهم.
نأتى للاعب محمد صلاح العالمى الذى صال وجال خصوصا بعد انتماءه الحالى لفريق لليفربول البريطانى فهل لو عاد الزمن بهذا اللاعب عندما رفضه نادى عريق بوطنه هل كان سيلجأ إلى لعبة الحوت الأزرق لإحساسه بالفشل وأنه بلا فائدة لمن حوله ؟ بكل الثقة أقول انها من المستحيلات فالتربية على أن الحياة ما هي إلا سلسلة من مراحل الفشل التى تفتح أبواب النجاح هى من جعلت محمد صلاح هو موصلاح الذى تتغنى باسمه الملاعب بإنجلترا.
وإذا تجولتم قليلا بمشاهدة الفيديوهات التى تتحدث معه قبل السفر للاحتراف مباشرة تجد بين الكلمات لاعب لديه هدف ولن يتزحزح عنه مهما كان ويحدثك بمنتهى المصداقية أن هدفه لم يكن وليد اللحظة او الحظ كما يحلو لليائسين أن يتحدثوا ولكنه أجتهد وتحمل مرارة الفشل و حولها لمذاق رائع من النجاح ووجد فى أسرته دعم معنوى كبير سانده ومازال حتى الان.
كنت أتمنى أن يفرد الاعلام برامجه ليس لمناقشة حرفية اللاعب فقط ومحبة الملايين له ولا الاغانى التى تتغنى بإسمه ولا الخير الكبير الذى يقوم به ولكن أن يسرد الحديث عنه كقدوة بصفة عامة وأن محمد صلاح لا يجب أن يكون رمزا كرويا فقط ولكن يجب أن يكون قدوة للشباب المكافح القادر على هزيمة الصعاب التى تنالنا جميعا ومنا للاسف من يموت اكلينيكيا من اللحظات الاولى ويتوقف عن الصراع والصمود أو تتركه الاسرة للعبة مميته تحركه كيفما تشاء.
علينا أن نتحدث أن العمل المتواصل وتحديد الاهداف هى بداية نجاح أى إنسان وبدونها أنت فى مهب الريح ولا تدرى يوما أين تكون وندرك أن شبابنا العربى قد يظن أن ما يراه للاعب عالمى حدث بين يوم وليلة ولم يمر بتحديات مؤلمة كاختلاف اللغة والثقافة عن وطنه الام والعربى عامة أو أنه لم يتعرض للاضطهاد فى بعض الاحيان أو الرفض أو محاولة قتله كلاعب مبتدئ هذا اللاعب يغامر بنفسه كل يوم ولا يتوقف أمام هذا الامر كثيرا.
فلنملك جميعا القوة والإرادة التى ملكها غيرنا الكثير من الشخصيات الناجحة ومنهم محمد صلاح ولم يكون الاخير بالطبع.
التعليقات