الكاتب نجيب محفوظ كتب رواية بعنوان "بين القصرين" فى مسودة تزيد عن الألف صفحة وعدد كلماتها يصل إلى 330248 كلمة.
وحينما انتهى منها تعرض لأحداث يسردها التاريخ الثقافي كما يلي:
بعد أن كتب نجيب محفوظ رواية بين القصرين - التي تعتبر أدبا تاريخيا سرد فيه بأسلوب قصصي وأدبي بارع تاريخ الحركة الوطنية المصرية من خلال أسرة السيد عبد الجواد - ذهب بها إلى الناشر الذي يعرفه وهو "سعيد السحار" وقد أمسك بالرواية التي تقع في أكثر من ألف صفحة، وقال بانزعاج : ايه ياأستاذ نجيب الداهية دي؟!
وعاد نجيب بالرواية إلى بيته مهموما وهو في منتهى الحزن لأن عمله الذي أمضى في كتابته فترة طويلة قد أصبح يقوم بعدد الصفحات وليس بقيمة ما فيه.
ألقى محفوظ بالرواية في أحد أدراج المكتب.. وفي يوم، وكان في نادي القصة الذي أسسه يوسف السباعي في نهاية الخمسينات من القرن الماضي ليضم كتاب القصة في مصر وكان منهم عدد كبير من العمالقة، إحسان عبد القدوس وأمين يوسف غراب وعبد الحميد جودة السحار ويوسف إدريس ويحيى حقي ويوسف جوهر وغيرهم، وقد تحدث نجيب محفوظ عن روايته الضخمة التي فشل في نشرها.. وإذ بيوسف السباعي يطلبها منه، فذهب إليه في اليوم التالي وأعطاها له كلها.
كانت الرواية من نسخة وحيدة مكتوبة بخط نجيب محفوظ وليس لها صورة أو نسخة أخرى.. ولو أنها فقدت لأي سبب لضاعت الرواية التي أصبحت بعد ذلك حديث مصر وأيضا سند منح نجيب محفوظ أكبر جائزة أدبية في العالم (نوبل) لأنه عبر من خلالها عن حياة المجتمع المصري بعدسة قلمية باهرة.
أخذ يوسف السباعي الرواية، وبعد فترة نشرها على حلقات متتالية في مجلة أدبية كان يوسف قد تولى رئاسة تحريرها اسمها 'الرسالة الجديدة'. والغريب أنها بعد النشر استرعت اهتمام "سعيد السحار" الناشر .
وقرر السحار نشرها لكنه اقترح اقتراحا ذكيا وهو تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء.. وكان ذلك أمرا سهلا ومن هنا جاءت أجزاء "قصر الشوق والسكرية وبين القصرين"..
وكانت هذه الثلاثية من أوليات الروايات التي تم تحويلها لنجيب محفوظ إلى ثلاثة أفلام سينمائية التقطها حسن الامام بحسه، وإن كان قد أعطى مساحة في كل رواية لراقصة من الراقصات حتى يجذب جمهور السينما من غير المتعلمين. وعندما سئل نجيب محفوظ عن رأيه في ذلك قال الرأي الذي لم يعدل عنه وهو أن مسؤوليته تقف عند حد السطور التي يكتبها، أما عندما تتحول إلى عمل آخر فلا يسأل عن ذلك ولا يمنع الآخرين من ذلك!
السكرية/ 78.792 كلمة
قصر الشوق/ 115.196 كلمة
بين القصرين / 1365.260 كلمة
ولا يسلك محفوظ طريق الروايات كبيرة الحجم فقط .. فله مثلا:
- السمان والخريف ٢٦,٨١٦ كلمة
- الكرنك ١٣,٣٨٨ كلمة
- اللص والكلاب ٢١,٩٤٠ كلمة
- الحب تحت المطر ٢٢,٦٩٠ كلمة
أما معظم أعماله فهي فى المستوي المتوسط للرواية وهو 50 ألف كلمة.
ملحوظة: الرواية تكتمل باكتمال الحدث والفكرة .. لا علاقة لعدد الكلمات بجودة الرواية .. وإن كنت افضل أن تكون فى المستوى المعتاد (بين 30 إلى 60 ألف كلمة) كي يستطيع المتلقي أن يستمتع بالوجبة الثقافية بين يديه
التعليقات