أنتم العلامة الفارقة فى طريق التفرد من بداية التكوين. أنتم الماركة المسجلة والموثقة على قمة قوائم الإنسانية لا تُقلد ولن تتكرر.
أنتم عصمة الإصرار عبر الأزمنة بثبات وثقة وجلد مدهش ليس له مثيل. أنتم غدة الشغف التى تفرز وتتجدد لأنها عصرية لا تشيخ.
أنتم التاريخ الذى أرخ فصوله بنفسه فى حوارات وكتب أدبية أثرت المكتبة العربية بنوادر وكنوز. أنتم الجغرافيا التى فرضت موهبتها وفاقت الحدود وتجاوزت الآفاق. أنتم العلم الذى يُدرس بكل مراحله وفروعه فى استمرارية لا تتوقف. أنتم الأدب فى أسمى معانيه وعباراته بكل تدفق.
أنتم الفن حين يتجسد بأروع إبداعاته. أنتم المقال المطول قمة وقامة ولا يُمل منه. أنتم الخبر الهام والعاجل والعام وموقعه الصدارة دائمًا.
أنتم الأناقة فى المظهر والبساطة فى الجوهر والحكمة فى الاختيار والجرأة فى التنفيذ والنجاح المتميز فى النتائج. أنتم نقاء القلب وسلامة النية وطهارة اليد فى كل ما كنتم تفعلون.
أنتم بصيرة العقل وفكر التنوير ودفء التواصل وصدق التفاعل فى كل ما كنتم تقولون. أنتم استقامة التعامل وأمانة الالتزام وشرف المهنية فى كل ما كنتم تعملون.
أنتم عظمة الصياغة التى كونت مفرداتها بكل اللغات الحية.
أنتم براعة الأداء وجاذبية الأضواء فى كل حركة ولفتة ونظرة وخطوة. أنتم كل الألوان الصريحة الزاهية فى لوحة واحدة مجسمة.
أنتم كل النغمات الرنانة فى لحن واحد ينساب بنعومة.
أنتم كل المشاهد العبقرية وأفخم مونولوج وأرقى ديالوج فى جائزة واحدة. أنتم الحب فى أوج مجده والحنية فى أصغى مشاعرها والرحمة بكل جودها. أنتم الذين كثرت أغصانكم وطالت فروعكم من سخاء جداول عطائكم على مدى العمر.
أنتم الصلابة التى لا تلين والعزيمة التى لا تقهر. أنتم المواقف والطرائف والحكايات الشيقة. أنتم الثنائى الأعجوبة الذى صار حديث المدينة فى كل أوان وزمان. لستم جزءًا من الحياة بل كانت الحياة جزءًا منكم.
أنتم حكاية وطن اسمها آمال العمدة ومفيد فوزى، هذه الحكاية المتفردة بكل جذورها الممتدة نماء وأعمدتها الراسخة انتماءً وأصولها الطيبة التى حاولت جاهدة أن ألخصها فى حفل تكريم لكم لأنى الأولى بتكريمكم، فأنا الشاهدة الأولى على مسيرة عطائكم الثرية المتنوعة. وأنا المخلصة لتراثكم القيم العظيم، وكنت قد أعلنت خلال حفل تكريمكم العام الماضى أنى أنوى التبرع بجزء كبير من مكتبتكم الأدبية إلى المكتبة المركزية بجامعة القاهرة، وأشكر ربنا أنه قد كان ونفذت ما وعدت به وأصبحت هناك قاعة كبرى بداخلها كنوز الإعلامية آمال العمدة والمحاور مفيد فوزى الأدبية الثرية.
وسوف أحتفل خلال أيام بافتتاحها لجمهور طلاب كليات مصر بأكملها، وذلك تزامنًا مع عيد ميلاد المحاور مفيد فوزى ومرور عشرين عامًا على ميلاد جريدة «المصرى اليوم» محبوبته المفضلة، وأيضًا عشقى أنا والتى كانت الداعمة لى منذ 14 عامًا منذ أن بدأت أولى مقالاتى فيها، ويتبقى لى حلم أرغب فى تحقيقه هذا العام حتى أخلّد اسم أمى واسم أبى إلى الأبد، والحلم هو تدشين عشر جوائز وربما أكثر تحمل اسمى كل منهما للمتميزين من محطات الإذاعة وقنوات التلفزيون وأيضًا شخصيات العام.
وأملى كبير أن أواظب على هذه الجوائز سنويًا، وأتوسع فيها حتى تصل لتكون فى مقام ومنزلة جوائز مصطفى وعلى أمين وجوائز الأستاذ هيكل وغيرها من الجوائز الشرفية التى تحمل أسماء عظماء التاريخ. وأخيرًا أنا محظوظة لأنى ابنة عملاقى العصر الذهبى للإعلام وبيتنا كان مدينة للإنتاج الإعلامى، وقد تعلمت الاحترافية والتميز منهما وأتمنى يكونا راضيين عنى.. قبلاتى لكما من عمق الأرض إلى عنان السماء.
التعليقات