مثل عربي قديم يقال في مدح من يتصف بالكرم الشديد.
كان الكرم من شيم العرب وذكر أن حاتم من أكرم رجال العرب، فأصبح يضرب بكرمه الأمثال.
هو: حاتم بن عبد الله بن سعد بن آل فاضل بن امرؤ القيس والذي اشتهر باسم (حاتم الطائي) نسبة الي القبيلة العربية (طيء) والتي ترجع اصوله اليها. ولد ونشأ في (نجد) بشبه الجزيرة العربية.
ولد حاتم الطائي في العصر الجاهلي قبل مولد النبي محمد وقيل إنه اعتنق المسيحية.
كان من أشهر شعراء العرب. نظم الكثير من القصائد الشعرية وجمعها في ديوان واحد تميز ببساطة الالفاظ والتعابير بعكس ما اشتهر به معظم شعراء الجاهلية. وجاء شعره معبرا عن مكارم الاخلاق التي اتسم بها، كالجود، الكرم، الشجاعة، الفروسية، اغاثة المحتاج وغيرها.
وَما مِن شيمَتي شَتمُ اِبنِ عَمّي وَما أَنا مُخلِف مَن يَرتَجيني
سَأَمنَحَهُ عَلى العِلّاتِ حَتّى أَرى ماوِيِّ أَن لا يَشتَكيني
وَكِلمَةِ حاسِدٍ مِن غَيرِ جُرمٍ سَمِعتُ وَقُلتُ مُرّي فَاِنقِذيني
وَعابوها عَلَيَّ فَلَم تَعِبني وَلَم يَعرَق لَها يَوماً جَبيني
وَذي وَجهَينِ يَلقاني طَليقاً وَلَيسَ إِذا تَغَيَّبَ يَأتَسيني
نَظَرتُ بِعَينِهِ فَكَفَفتُ عَنهُ مُحافَظَةً عَلى حَسَبي وَديني
ورث الكرم عن أمه عتبة بنت عفيف بن عمرو بن أخزم، التي يذكر ان من شدة كرمها حجز عليها إخوتها وقاموا بحبسها ومنعوا عنها مالها خوفاً من تبديدها إياه. وورث كرم الخصال والعزة والشهامة عن أبيه.
كان فارسا نبيلا عرف بقوته وبطشه الشديد والغلبة في ساحات القتال الا انه كان يطلق سراح الأسري ويحررهم، فاحتل بخصاله مكانة مرموقة بين العرب.
وفي كرمه رويت حكايات منها قصة ذبحه لحصانه لإطعام امرأة استغاثت به في سنه قحط، كانت قد أصابته وأصابت قومه. ففي أحد الليالي الباردة أشتد الجوع بزوجته وأبنائه وخلا البيت من الطعام.
بالكاد نام الأبناء وبطونهم خاوية. وفي منتصف الليل أتت الى داره جارة لهم تشكو ضيق الحال وتطلب الطعام لها ولأبنائها الذين منعهم الجوع من النوم فأبي الطائي ان يردها خائبة ووعدها بان يشبع أبنائها.
فقام بذبح فرسه وأشعل النار فشواها وأطعم الجارة وأبنائها.
وقد أشتهر موقد ناره بانه لا ينطفئ ابدا
أَيا اِبنَةَ عَبدِ اللَهِ وَاِبنَةَ مالِكٍ وَيا اِبنَةَ ذي البُردَينِ وَالفَرَسِ الوَردِ
إِذا ما صَنَعتِ الزادِ فَاِلتَمِسي لَهُ أَكيلاً فَإِنّي لَستُ آكِلَهُ وَحدي
أَخاً طارِقاً أَو جارَ بَيتٍ فَإِنَّني أَخافُ مَذَمّاتِ الأَحاديثِ مِن بَعدي
وَإِنّي لَعَبدُ الضَيفِ ما دامَ ثاوِياً وَما فيَّ إِلّا تِلكَ مِن شيمَةِ العَبدِ
التعليقات