الزمن يجرى ويتحرك وكل شيء يتغير حولنا إلا نحن مازلنا نسير فى مكان واحد وبنفس العقلية التى كان عليها السابقون.
هناك من يعرقل مسيرة التغيير ويرفض التطور ويحارب التنوير وهؤلاء هم أصحاب المصلحة فى جعل المجتمعات فى حالة تراجع فكرى..
المجتمع الغربي عرف طريقه بعد ثورة صناعية وليس بعد ثورات سياسية لتغيير الأنظمة الحاكمة.. اخذوا بالعلم وتخلصوا من الجهل والخرافة.
خاضوا حروبا طويلة فى القرن الماضى وما قبله، وقامت ثورات سياسية غيرت أنظمة لكنها لم توقف قطار العلم الذى انطلق بعد ثورات فكرية وفلسفية وصناعية.
توصلوا لحل معادلة الدين والحياة والسياسة ونحن مازلنا ضحايا الصراع بين رجال الدين ورجال السياسة..
إن كلمة الشيخ والراهب والقسيس والكاهن لها رمز ودلالة عند العامة وممنوع الإقتراب منها وممنوع أن تنقدها وممنوع أن تعارضها.. فهم باسم الإله يتحدثون ويرسموا لك حدود معاملاتك وسلوكياتك وعلاقاتك مع الأخرين.. فى حين أن منهم من يرهب الناس ويدعم الارهاب ويستخدم الجنة والنار للترهيب والترغيب.
إن العلاقة بين الخلق والخالق شديدة الخصوصية وكل إنسان له سره معه خالقه ولا يحتاج لواسطة من أجل الغفران.
لا يوجد أي مشكلة فى أي دين لأن الأديان من الله ونبعها واحد ودعوتها واحدة وإن اختلفت بعض الأمور فى شكل العبادات أو التشريعات..
إذن أين المشكلة؟
المشكلة فى البشر الذين جعلوا الدين سببا للصراع بين الدول وداخل كل دولة.
منذ دعوة إبراهيم الخليل للتوحيد ونبوءة موسى وبشارة المسيح ورسالة محمد عليهم جميعا السلام اختلف الناس واختلفت عقائدهم وأفكارهم فنشأ عن ذلك اختلاف المذاهب والفرق والأحزاب داخل الدين الواحد وتصارعوا ومازالوا فى صراع ليثبت كل فريق انه على صواب وغيره على خطأ!
ثم تحول الصراع بين أصحاب الديانات لحروب وقتل واراقة دماء.
يكاد العقل يتوقف كلما تأملنا ذلك وكلما فكرنا وكلما حاولنا التفكير وقد يخاف البعض من المجاهرة بفكره الذى يعارض فكر رجال الدين و من يدعون أنهم رجالا للدين .
العقل العربى ينبغى ان يتحرر مثلما تحرر العقل الغربى وليس معنى ذلك البعد عن الدين أو نقضه و هدمه أو دعوة لفكر أو نظرية ما.
فتحرير العقل رفض للجهل والخرافة وإعلاء من شأن العلم الذى أراده الدين.
إننا نرى فى واقعنا مأساة وفتن وحروب وإرهاب وقتل وليس للدين سبب.
كل الأسباب تعود لأصحاب المصلحة والمستفيدون من إشعال الفتن ويجعلون الدين سببا فى ذلك.
وهؤلاء يعلمون أن المستقبل للعلم والعلماء والتنوير الحقيقي الذى يقوم على احترام العقل والفكر عند الشعوب.
ينبغى أن يتحرر العقل من أسر وسطوة رجال الدين والجماعات والأحزاب والمذاهب ، فالذين يشعلون فتنة الإرهاب فى بلادنا ينتمون لفرق وجماعات ومذاهب كثيرة وكل له مصلحته وهدفه.
لو تحرر العقل لعرف الله أكثر ولن يحتاج الإنسان لواسطة الشيخ أو القسيس أو الكاهن ولكنه سيبحث عن العالِم وعن العلِم فى كل مجال وسوف يعرف أن الله خلقه للمعرفة والعلِم ليكون جديرا بالخلافة فى الأرض وليس بالخلافة على الحكم والمناصب والكراسي.
التعليقات